ad a b
ad ad ad

جدوى المباحثات الأمريكية مع «طالبان» في إنقاذ الأفغان من «الجوع الحاد»

الأربعاء 03/أغسطس/2022 - 06:41 م
المرجع
محمد يسري
طباعة

لا تزال الأوضاع الإنسانية في أفغانستان، تتصدر اهتمام الاجتماعات واللقاءات الدولية، خاصة المتعلقة بالجوانب المعيشية المتدنية، بسبب نقص مصادر الطاقة، وجميع المواد الغذائية الشحيحة للغاية داخل البلاد.

وفي هذا الإطار تحاول الكثير من الجهات الدولية التواصل مع حركة طالبان وحكومتها المؤقتة في أفغانستان من أجل الوصول إلى حلول لهذه الأزمة الإنسانية الخطيرة، ويأتي على رأس تلك الجهات الولايات المتحدة الأمريكية التي أعلنت سحب قواتها من أفغانستان قبل نحو عام من الآن مخلفة وراء خروجها الكثير من المشكلات السياسية والأمنية والاقتصادية.

معاناة دائمة

معاناة الأفغان من الفقر والجوع لا تنتهي، وقد أعلنت الأمم المتحدة في مارس الماضي، أن عدد الأشخاص الذين يعانون من "الجوع الحاد" في أفغانستان وصل إلى 23 مليونًا.

وأشار نائب المبعوث الأممي الخاص للشؤون الإنسانية، رامز الاكبروف، في بيان نشره في 15 مارس 2022- وفقًا لـسكاي نيوز- إلى أن الأفغان يواجهون حاليًّا حالة من انعدام الأمن الغذائي، وأزمة سوء التغذية بنسب لم يسبق لها مثيل.

وكان عدد الأشخاص الذين يعانون من "الجوع الحاد" في أفغانستان يقدر بـ14 مليون شخص في شهر يوليو 2021، أي قبل شهر من عودة طالبان إلى السلطة في البلاد، أي بزيادة 9 ملايين شخص.

وقد أجبرت الزيادة السريعة في الأعداد، الأسر على اللجوء إلى اتخاذ إجراءات يائسة مثل تخطي تناول وجبات الطعام، أو تحمل مستويات غير مسبوقة من الديون من أجل توفير الطعام على المائدة، بحسب مسؤول في الأمم المتحدة.

الولايات المتحدة

ومع استمرار هذه الأوضاع المتدنية، في ظل تجميد ملايين الدولارات لصالح الشعب الأفغاني، بسبب الظروف الأمنية الحالية، والمخاوف من حركة طالبان، تتواصل المباحثات مع الجانب الأمريكي لبحث التوصل لحل لهذه المشكلة الإنسانية.

وشارك وفد أمريكي في المباحثات التي عقدت على هامش مؤتمر طشقند الدولي بشأن أفغانستان، والذي عُقد لمدة يومين في إطار سلسلة مؤتمرات بدأتها أوزبكستان في 2018م بشأن عملية السلام الأفغانية والتعاون الأمني والتواصل الإقليمي.

وأعلنت وزارة الخارجية الأمريكية، أن الممثل الخاص إلى أفغانستان، توماس ويست، ووكيل وزارة الخزانة لشؤون الإرهاب والاستخبارات المالية، بريان نيلسون، ترأسا وفدًا مشتركًا رفيع المستوى من وزارتي الخارجية والخزانة لمواصلة المباحثات مع ممثلين رفيعي المستوى من طالبان وتكنوقراط في طشقند بأوزبكستان الأربعاء الماضي، وعقدت اللقاءات بعد اختتام مؤتمر طشقند حول أفغانستان الذي استضافته أوزبكستان.

وأوضحت الخارجية في بيان لها، أن "الولايات المتحدة أعربت عن الحاجة إلى معالجة الوضع الإنساني العاجل في أفغانستان"، مشيرة إلى أن اللقاء بحث الجهود الجارية لتمكين 3.5 مليار دولار من احتياطي البنك المركزي الأفغاني لاستخدامها لصالح الشعب الأفغاني، وأكّدت الحاجة إلى تسريع العمل في هذه الجهود.

وفي السياق نفسه، أعلن وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أنّه بحث المسألة الأفغانية مع رئيس أوزبكستان، شوكت ميرضيايف، مشيرًا إلى أنّ الطرفين "أكدا عزمهما العمل مع الحكومة الحالية في البلاد".

10 مليارات دولار

وكان صندوق النقد الدولي، أعلن أن البنك المركزي الأفغاني يحتفظ بأصول احتياطية بقيمة 9.4 مليار دولار حتى أبريل الماضي، ويشكل هذا ما يقرب من ثلث الناتج الاقتصادي السنوي للبلاد، وأن الغالبية العظمى من هذه الاحتياطيات ليست موجودة حاليًّا في أفغانستان، ويتم الاحتفاظ بمليارات الدولارات في الولايات المتحدة.

وتعمل الولايات المتحدة منذ العام الماضي- وفقًا لواشنطن بوست- على منع الوصول إلى الاحتياطيات الأفغانية الموجودة لديها إلى يد حركة طالبان، بزعم منع تلاعب الحركة بالاقتصاد الأفغاني.

ويطرح هذا الإجراء وتلك التحركات عددًا من الأسئلة المهمة بعد مرور ما يقرب من عام على استيلاء طالبان على السلطة، أهمها: هل تُسهم تحركات الخزانة الأمريكية في حل الأزمة الإنسانية في أفغانستان؟. 

"