قيس سعيد إلى الأمام.. واستفتاء الدستور يرسخ الرفض الشعبي للإخوان
الثلاثاء 26/يوليو/2022 - 06:14 م
سارة رشاد
وكانت رهانات دائرة، قبيل الاستفتاء، بين فريق الرئيس وفريق المعارضة وعلى رأسه حركة النهضة حول نسب المشاركة المتوقعة في الاستفتاء على الدستور. وفيما كان الرئيس يدعو الشارع للمشاركة كانت النهضة ومعها المعارضة تطالب الشعب بالمقاطعة باعتبارها تعبيرًا عن عدم الاعتراف بما تسميه بـ«الانقلاب».
وبين خطاب الرئيس الذي يفيد بأن ما يحدث في تونس منذ 25 يوليو 2021 هو «تصحيح مسار» وخطاب المعارضة بأن 25 يوليو ما هو إلا انقلاب على الثورة وتأسيس لديكتاتورية جديدة، يعتبر استفتاء 25 يوليو 2022 هو الاحتكاك الأول بالشارع الذي لم يكن يعرف على وجه التحديد إلى أي الفريقين يميل، وأيهما الأكثر تأثيرًا عليه.
وبالنظر إلى نسبة الـ 27.5% من إجمالي الناخبين، التي شاركت في الاستفتاء بواقع 2,458,985 ناخبًا، بحسب ما أعلنته الهيئة العليا للانتخابات، عشية الاستفتاء، فيبدو أن فريق الرئيس هو الأكثر اتصالًا بالشارع، فضلًا عن تدليله على استمرار القطيعة بين الشارع والقوى السياسية الحاكمة قبل 25 يوليو 2021، بما فيها من أحزاب سياسية مدنية أو حركة النهضة.
آثار الفشل
حملت المشاركة في حد ذاتها دلالات رضا على إدارة الرئيس التونسي أو على الأقل احتفاظها بالثقة التي حظت بها في أعقاب 25 يوليو 2021، رغم كل محاولات التشوية والتشكيك التي مارستها المعارضة والنهضة تحديدًا ضد الرئيس، ورغم الظروف الاقتصادية المنهارة التي يدفع ثمنها المواطن التونسي كل يوم.
وترجع القطيعة بين النهضة والمعارضة بشكل عام وبين الشارع إلى العشر سنوات الفائتة التي عاشها الشعب التونسي وعرف فيها التخبط والفساد والانهيار الاقتصادي والاجتماعي باسم الديمقراطية.
وبحكم هذا التجربة فيميل التونسي إلى الاستقرار الذي يعدهم به الرئيس، كما يميل إلى نظام الحكم الرئاسي الذي يضمنه الدستور الجديد بعدما أثبت النظام البرلماني عدم معقوليته وتشتيته للسلطة بين مؤسسات الحكم.
وبحسب عادل البريني الكاتب السياسي التونسي، لـ«المرجع» فالشعب كشف أوهام الجماعة وعجزها في الإدارة، هذا إلى جانب تجربته لنظام الحكم البرلماني وما جلبه له من تعطيل المصالح وتقسيم السلطات بشكل يعطل إدارة البلاد ومصالح الشعب.
وشدد على أن الشعب اليوم يرغب في سلطة لرئيس الجمهورية المنتخب بشكل مباشر وحاصل على ثقة الناس في انتخابات حرة، بعدما كان شبه عاجز في النظام البرلماني الذي يملي عليه البرلمان ما يفعله وما لا يفعله.
ما بعد الاستفتاء
بهذه المعطيات التي قدمها الاستفتاء يزداد تهميش حركة النهضة التي اعتقدت أنها عالجت آثار 25 يوليو ببعض التصريحات والتحركات التي تحركتها تحت راية المعارضة الحزبية.
وتعليقًا على ذلك كتب القيادي النقابي قيس بيحمد عبر حسابه على فيسبوك: «الليلة وكل ليلة.. الأمن والجيش والشعب من شمال البلاد إلى جنوبها عين ساهرة تراقب الخونة والمجرمين والميليشيات مدفوعة الأجر». وتابع: «الليلة فرحة شعب صبر ونال، بعد ما ذاق كل أنواع الإجرام والإرهاب والفساد في عشرية الخراب».
وعلق على تصريح المتحدث الرسمي باسم الخارجية الأمريكية نيد برايس، الذي سأل أمس الإثنين عن موقف أمريكا من الاستفتاء على الدستور، فأكد وقوف بلاده إلى جانب تطلعات الشعب التونسي، مضيفًا أن الأمر متروك للتونسيين في تقرير مصيرهم السياسي.
وقال القيادي النقابي إن هذا التصريح يحمل دلالات حول رفع أمريكا يدها عن الإخوان بتونس، واستجابتها لرغبة الشعب التونسي.





