ad a b
ad ad ad

تصعيد جديد.. إيران ترهن الرقابة على نشاطها النووي بإحياء اتفاق 2015

الجمعة 29/يوليو/2022 - 03:33 م
المرجع
محمد شعت
طباعة
في تصعيد جديد من الجانب الإيراني ضد باقي أطراف الاتفاق النووي 2015، أعلنت إيران تحديها للوكالة الدولية للطاقة الذرية، حيث أعلنت أن الكاميرات التي تراقب نشاطها النووي الرئيسي والتابعة للوكالة ستبقى مغلقة، وربطت طهران بين إعادة تشغيل الكاميرات بالعودة إلى الاتفاق النووي «خطة العمل المشتركة 2015».

 وتأتي الخطوة التصعيدية من الجانب الإيراني بعد فشل مفاوضات فيينا المتوقفة منذ مارس الماضي، إضافة إلى فشل مفاوضات الدوحة التي لم تنجح في إحراز أي تقدم، كما باءت محاولات طهران بحصد مكاسب إضافية- خلال المفاوضات- بالفشل، خاصة بعدما أعلن الجانب الأمريكي الرفض للمطالب الإيرانية، والتي كان يأتي على رأسها رفع الحرس الثوري من قوائم الإرهاب، والتلويح الأمريكي باستخدام القوة لمنع إيران من امتلاك أسلحة نووية.
تصعيد جديد.. إيران
مفاوضات جادة

وبعد الإعلان الإيرني عن الخطوة التصعيدية بغلق كاميرات المراقبة على نشاطها النووي الرئيسي، شددت الحكومة الإيرانية في الوقت نفسه على استمرار مفاوضات إحياء الاتفاق النووي، معتبرة أن الحكومة الإيرانية متمسكة باستمرار المفاوضات الجادة وليست المفاوضات العاطفية المتسرعة، مشيرة إلى أن سياسة النظام الحالي ترفض ربط الاقتصاد والأحوال المعيشية للمواطنين بالمسار التفاوضي أو نتائج المفاوضات.

ونقلت تقارير إيرانية عن ناصر كنعاني المتحدث باسم الخارجية الإيرانية قوله خلال مؤتمر صحفي الإثنين: «إن المفاوضات لإحياء الاتفاق النووي ستستمر حتى التوصل إلى اتفاق جيد وقوي ومستقر، مضيفًا أن الحكومة تتمسك بعملية التفاوض كخيار جاد»، وتابع: «لن تخوض مفاوضات عاطفية ومتسرعة، مشيرًا إلى أن السياسة الأساسية لحكومة إبراهيم رئيسي تقوم على مبدأ عدم ربط الاقتصاد ومعيشة الناس بالمفاوضات».

وشدد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية على أن المحادثات وتبادل الرسائل مستمرة بوساطة جوزيف بوريل مفوض السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، لافتًا إلى أن إيران تعاونت على الدوام مع الوكالة بطريقة تفاعلية وبناءة، وسمحت بتفتيش مفتشي الوكالة للمنشآت النووية الإيرانية، إلا أنه اعتبر أن أمين عام الوكالة رافايل جروسي «تبنى مقاربة غير مهنية وغير عادلة فيما يتعلق ببرنامج إيران النووي، خاصة في الأشهر الأخيرة»، مضيفاً: «آراء جروسي ليست مفيدة وبناءة»، وفق تعبيره.
تصعيد جديد.. إيران
تقدم سريع

ويبدو أن المسار التصعيدي الذي تنتهجه إيران يزيد الأمور تعقيدًا ويقلص من فرص التوصل لاتفاق، حيث كشف المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رفائيل جروسي، أن برنامج إيران النووي يتقدم بسرعة، وأن قدرة الوكالة على رصد ما يجري هناك محدودة للغاية، لافتًا إلى أنه على مدى ما يقرب من 5 أسابيع لم تكن لدى الوكالة سوى قدرة محدودة للغاية على الرصد، في الوقت الذي يتقدم فيه البرنامج النووي بسرعة، لذلك إذا تم التوصل لاتفاق سيكون صعبًا للغاية بالنسبة بالنسبة للوكالة أن تعيد الأمور لنصابها بوجود كل تلك الفترة من العمى الإجباري.

من جهة أخرى نقلت وكالة تسنيم الإيرانية عن رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية محمد إسلامي، قوله، إن إيران ستبقي الكاميرات التي تراقب نشاطها النووي الرئيسي مغلقة حتى استعادة خطة العمل الشاملة المشتركة لعام 2015، مشيرًا إلى أن تلك الكاميرات مرتبطة بالاتفاق النووي، وتابع: «إذا عاد الغربيون إلى هذا الاتفاق ونحن واثقون من أنهم لن يرتكبوا أي أذى، فسنقرر وضع هذه الكاميرات».

وفي يونيو الماضي أجريت جولة مفاوضات غير مباشرة لحل الخلافات بين الطرفين، فيما يتعلق بإعادة إحياء الاتفاق الخاص بالبرنامج النووي الإيراني، إلا أنها لم تحقق أي تقدم ولم تنجح في حل الخلافات، وفي الشهر ذاته أزالت إيران كل معدات المراقبة وكاميرات الوكالة التي وُضعت بموجب الاتفاق النووي الموقع في 2015 مع القوى العالمية، وهو ما اعتبره رافائي جروسي ضربة قاتلة لفرص إحياء الاتفاق الذي انسحبت الولايات المتحدة منه عام 2018.
"