العراق يلجأ إلى مجلس الأمن.. تصعيدٌ ضد تركيا وتهدئة لغضب الشارع
الإثنين 25/يوليو/2022 - 09:30 م
محمود محمدي
منذ أبريل الماضي، يشهد العراق عملية عسكرية تشنها تركيا لضرب معاقل مسلحي حزب «العمال الكردستاني» في المناطق الجبلية داخل الحدود العراقية.
وفي الأيام الماضية، شهد العراق قصفًا مدفعيًّا للجيش التركي طال منتجعًا سياحيًّا قرب الحدود بين البلدين في قضاء زاخو بإقليم كردستان، ما أسفر عن مقتل 9 مدنيين عراقيين وإصابة أكثر من 20 آخرين بينهم نساء وأطفال.
موقف أممي حاسم
إلى ذلك، شهدت المدن العراقية موجة احتجاجات تطالب باتخاذ إجراءات عقابية ضد أنقرة ردًا على القصف المدفعي، فيما وصف الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريس في بيان له، القصف بـ«المميت»، داعيًا إلى إجراء تحقيق سريع وشامل لتحديد الملابسات المحيطة بالهجوم وضمان مساءلة مرتكبيه".
الموقف الأممي جاء بعد ساعات قليلة من استدعاء الخارجية العراقية السفير التركي في بغداد علي رضا غوناي، وتسليمه مذكرة احتجاج شديدة اللهجة بسبب الجريمة النكراء التي ارتكبتها القوات التركية، مشددة على أن العراق له الحق في اتخاذ كل الإجراءات التي كفلتهـا المواثيق الدولية، ويطالب بانسحاب القوات التركية من الأراضي العراقية.
تطور جديد
ووسط ترجيحات بتغليب الدبلوماسية، لجأت الحكومة العراقية إلى خيار التصعيد نزولًا لرغبة الشارع العراقي الغاضب، حيث قدمت وزارة الخارجية العراقية، شكوى لمجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة، وطلبت عقد جلسة طارئة حول ما وصفته بالاعتداء التركي على محافظة دهوك، والذي أسفر عن سقوط ضحايا مدنيين.
وقالت الخارجية العراقية عبر صفحتها الرسمية على موقع فيسبوك نقلًا عن المتحدث باسمها الدكتور أحمد الصحاف: «وزارة الخارجيَّة توجه شكوى إلى مجلس الأمن الدوليّ، وطلب عقد جلسة طارئة حول الاعتداء التركيّ، الذي أسفر عن وقوع أعدادٍ من المدنيين الآمنين بين شهيدٍ وجريح في محافظة دهوك».
من جهته، قال وزير الخارجية العراقي، فؤاد حسين، في حديث لـ«السومرية»: «ذهبنا مع القادة العسكريين ومسؤولين من الإقليم وأعضاء من البرلمان العراقي لمكان القصف، وكانت فاجعة»، مضيفًا: «خلال القصف كان هناك بين 500-600 سائح، أكثرهم من بغداد وجنوب العراق، واستشهد 9 أشخاص وجرح 31 آخرين».
وأشار وزير الخارجية العراقي إلى أنه إذا كانت هناك مشكلة بين الحكومة التركية وحزب العمال الكردستاني؛ فيجب ألا يتم تصدير المشكلة إلى داخل العراق.
تحرك على جميع المستويات
على صعيد متصل، قال إحسان الشمري، رئيس مركز التفكير السياسي في العراق، لـ«إندبندت عربية»، إن العراق يمتلك الخيارات للتحرك على جميع المستويات، وقد يكون العامل الاقتصادي الورقة الأكثر فاعلية.
وأضاف «الشمري»، أن البلاد في حالة انتقال نحو مرحلة فارقة من خلال الذهاب إلى مجلس الأمن الدولي، وهذا بحد ذاته عامل ضغط كبير على أنقرة التي طالما كانت تعتمد سابقًا على تفاهمات نسبية إلى حد ما حول طبيعة عملياتها تجاه مسلحي حزب العمال.





