ad a b
ad ad ad

معاهدة إنقاذ «أسدي».. إقرار تبادل السجناء بين بلجيكا وإيران بعد ضغوط طهران

الخميس 28/يوليو/2022 - 09:08 م
المرجع
محمد شعت
طباعة
ضغوط متواصلة مارستها إيران على الحكومة البلجيكية، لإنقاذ الدبلوماسي الإيراني السابق أسد الله أسدي، الذي حكم عليه في 2021 في بلجيكا بالسجن 20 عاما، بعد إدانته بتهم "محاولات اغتيال إرهابية"، وذلك عن طريق احتجاز مواطنين بلجيكيين للمقايضة عليهم.

وفور صدور الحكم -الذي جاء بسبب محاولة تفجير أحد اجتماعات منظمة مجاهدي خلق بالقرب من باريس عام 2018- بدأت ردود الأفعال الإيرانية التي أكدت إنقاذ أسدي، حيث قال مسؤولون إيرانيون كبار سابقًا أنهم سيستخدمون جميع الوسائل القانونية لتأمين حقوق أسدي.

ونقل موقع إيران إنترناشيونال عن محامي الدبلوماسي الإيراني السابق قوله إنه بعد مناقشة الأمر، قرر الجانب الإيراني عدم الاستئناف، لأنهم يريدون التمسك بموقفهم السابق بـ"عدم أهلية القضاء البلجيكي" لنظر القضية، كما لجأت إيران إلى استدعاء  السفير البلجيكي في طهران، بعد سجن أسدي، وقال متحدث باسم وزارة الخارجية إن طهران تحتفظ بالحق في "اللجوء إلى جميع الوسائل القانونية والدبلوماسية" في هذا الصدد، كما أكدت وزارة الخارجية الإيرانية إنها لن تعترف بالحكم وتعتبر أن أسدي برئ.

صفقة تبادل السجناء

ويبدو أن الضغوط الإيرانية على الجانب البلجيكي نجحت في تحقيق أهدافها، حيث أقر مجلس النواب البلجيكي معاهدة لتبادل السجناء بين بروكسل وطهران، وهو ما قد يكون تمهيدًا لعملية تبادل بين عامل إغاثة بلجيكي محتجز في إيران والدبلوماسي الإيراني السابق المسجون في بلجيكا أسد الله أسدي.

وقوبلت المعاهدة برفض واستنكار من المعارضين الإيرانيين والبلجيكيين بعد تصويت النواب على نص المعاهدة بأغلبية 79 صوتا مقابل 41 وامتناع 11 عن التصويت، بعدما أقرتها لجنة نيابية بعد إبرامها من الحكومتين الإيرانية والبلجيكية في مارس الماضي.

 واعتبر معارضون إيرانيون في الخارج أن المعاهدة قد تنقذ الدبلوماسي السابق المتورط في محاولة تنفيذ عمليات إرهابية ضد كيانات إيرانية معارضة، خاصة أن النظام الإيراني متورط في تصفية عدد من رموز المعارضة الإيرانية في الخارج، إضافة إلى اختطاف رموز آخرين، وهو ماقد يتسبب في زيادة الأنشطة الإيرانية ضد معارضي الخارج، كما اعتبر معارضون بلجيكيون أن المعاهدة تستهدف إنقاذ أسدي.

تهديد المصالح البلجيكية

تشير تصريحات وزير العدل البلجيكي فينسان فان كيكينبورن إلى أن الموافقة على المعاهدة تأتي في إطار تأمين الرعايا والمصالح البلجيكية في إيران، حيث أشار إلى أن مصالح بلجيكا في إيران ورعاياها المئتين في هذا البلد باتوا أهدافًا محتملة لإجراءات رد منذ توقيف "الدبلوماسي المزعوم، متابعا: "منذ اليوم الأول شعرنا بضغوط من جانب إيران وقد تدهور الوضع الأمني لمصالحنا بشكل منهجي".

وكان المواطن البلجيكي "أوليفيه فانديكاستيل" العامل في المجال الإنساني قد أوقف في 24 فبراير الماضي من دون أي سبب في طهران، وهو ما أعلنه وزير العدل البلجيكي في إفادة أمام النواب البلجيكيين مطلع يوليو الجاري، حيث أكد أن إيران تحتجز بلجيكيًّا منذ أربعة أشهر بتهمة "التجسس"، مؤكدًا أن المواطن معتقل بشكل "غير شرعي".
وبعد أيام من موافقة بلجيكا على المعاهدة، نظمت المعارضة الإيرانية بالخارج مسيرة للاحتجاج على الخطوة،  ووجهت زعيمة المعارضة الإيرانية مريم رجوي، رسالة قالت فيها: کنا نبحث عن فرصة لمنع نقل هذا الدبلوماسي الإرهابي بشكل مفاجئ، وتقرر أن تنظر المحكمة في جوهر طلب المدعین بمنع الإفراج عن أسدي یوم الأربعاء المقبل، وجاءت تحركات المعارضة الإيرانية بالخارج بعد أن منعت محكمة استئناف بروكسل مؤقتا الحكومة البلجيكية من إرسال الدبلوماسي الإرهابي ومخطط التفجير، أسد الله أسدي إلى إيران، على أن تنظر المحكمة في القضية خلال الأيام المقبلة.
"