يصدر عن مركز سيمو - باريس
ad a b
ad ad ad

أبرزها ضعف القيادة.. لهذه الأسباب يعيش تنظيم القاعدة أسوأ أيامه

الأربعاء 10/أغسطس/2022 - 09:33 م
المرجع
محمد يسري
طباعة

يمر تنظيم القاعدة خلال السنوات الأخيرة بحالة ضعف واضحة، يحاول تعويضها بالظهور الإعلامي لإثبات وجوده، رغم خسائره المتوالية لصالح تنظيم «داعش» الإرهابي، الذي يستقبل مئات المنتمين للقاعدة بعد إعلان البيعة لزعيم داعش في العديد من المناطق خاصة القارة الأفريقية، وهو ما يلفت انتباه المراقبين لما وصل إليه الأول من تراجع كبير في ظل قيادته الحالية؛ والتي وصلت إلى مرحلة متأخرة من الضعف.


أبرزها ضعف القيادة..

تقرير أممي


ومؤخرًا أصدرت وحدة المراقبة التابعة للأمم المتحدة تقريرًا جديدًا عن الحركات المتطرفة ركزت خلاله على تنظيم «القاعدة»، وذكر التقرير أن التنظيم بات لا يشكل تهديدًا إرهابيًّا دوليًّا فوريًّا. لأنه أصبح يفتقر إلى القدرة ويدرك أنه بحاجة إلى البقاء على علاقة جيدة بغيره خاصة حركة «طالبان»، فالتنظيم بات يفتقر إلى التأثير الخارجي من مركزه الرئيسي بعد وصول الحركة للحكم ولا يرغب حاليًا في التسبب في إحراج لطالبان دوليًّا.


تآكل التنظيم


ومن الملاحظ أيضًا تآكل التسلسل الهرمي لتنظيم القاعدة بصورة كبيرة خلال السنوات الأخيرة، والذي أدى إلى ضعف السلطة المركزية له لصالح فروعه في أفريقيا وفي سوريا. والتي باتت كأنها كيانات منفصلة بذاتها، فهو لم يعد يمثل بالضرورة جماعة متلاحمة ومنظمة على أسس أيديولوجية دينية، بل صار أكثر شمولية لفلول متباينة انضمت إلى مختلف الميليشيات التي تخدم أجندات سياسية واقتصادية أخرى، كما هو الحال مع الجماعات التي انشقت عن التنظيم في سوريا كجبهة النصرة.


شبه الجزيرة العربية


شهد السنوات الخمس الماضية، تراجعًا كبيرًا لتنظيم القاعدة في جزيرة العرب، فلم يعد قادرًا على حكم الجيوب التي له وجود فيها، كما هو الحال في اليمن حتى أنه لم تعد لديه القدرة على العمل في الخفاء. 


ويرى مراقبون أن أسباب هذا التراجع جاءت نتيجة تحديات كثيرة واجهها التنظيم في شبه الجزيرة العربية على الصعيدين الخارجي والداخلي. وتتمثل في الضغوط الخارجية والجهود الدولية لمكافحة الإرهاب التي تكثفت بعد عام 2016 حين طُرد تنظيم القاعدة في جزيرة العرب من المكلا من قِبل القوات الإماراتية وحلفائها المحليين. لم تكن تلك هزيمة بقدر ما كانت قرارًا استراتيجيا بالانسحاب لتجنب حرب المدن والخسائر الفادحة للتنظيم.


وعلاوة على ذلك فقد عانى تنظيم «القاعدة»، في جزيرة العرب، ضغوطًا داخلية نتيجة المخبرين والعملاء الذين زرعوا داخل الحركة الجهادية نفسها وعملوا كجواسيس ضده، ففي سلسلة وثائقية بعنوان «هدم الجاسوسية»، أنتجت ما بين عامي 2018 و2020م، كشفت كيف استسلم أعضاء من التنظيم للابتزاز والإغراءات المادية، في كشف المعلومات عن زملائهم، ووضعوا أجهزة تعقب لهم وكانوا سببًا في الإيقاع بهم، لدرجة أن التنظيم قرر أواخر 2019 إصدار عفو عنهم وعدم الكشف عن جميع المخبرين الذين اعترفوا طواعية وأعلنوا توبتهم.


أبرزها ضعف القيادة..

ضعف القيادة


لم يعد للقيادة المركزية لتنظيم «القاعدة» القدرة السابقة على السيطرة على فروع التنظيم في الخارج والتي باتت تعمل في جزر منعزلة، تتعرض هي الأخرى للضربات والتآكل من الداخل لصالح الجماعات الأخرى، فقد اختفى أيمن الظواهري زعيم التنظيم لما يقرب من عامين وسط أنباء عن وفاته، ثم ظهر فجأة في أبريل الماضي ليعلن أنه مازال على قيد الحياة بعد الأنباء التي سُربت عن وفاته.


لكن ظهور زعيم تنظيم «القاعدة» لم يكن بالقوة التي كان عليها من قبل، إذ كان ظهورًا باهتًا من خلال سلسلة تسجيلات خالية من التوجيهات التنظيمية التي كان يظهر بها من قبل، فكان حديثه في ظهوره الأول  في أبريل الماضي، عبارة عن تعليق على حدث سابق في الهند بعنوان «حرة الهند» تكلم فيه عن فتاة مسلمة تدعى مسكان خان في المرحلة الثانوية وقفت في وجه القوات الهندية.


وظهر مرة أخرى في الشهر نفسه في تسجيل ثانٍ تحول فيه من التنظيم إلى الدعوة، وهو من إصدار مؤسسة «السحاب» الإعلانية في إطار سلسلة بعنوان «معًا إلى الله»  لم يتطرق الظواهري فيها إلى أي أمور تنظيمية، أو قضايا الواقع السياسي الذي يمس التنظيم وكأنه منفصل بشكل تام عن التنظيم، أو كأنه داعية يتحدث عن دروس علمية جدلية، ودار حديث الظواهري خلال الإصدار الأخير حول محورين أساسيين هما: الحديث عن الإلحاد ثم تطرق إلى الفترة التي اعتقل فيها من قبل الروس في داغستان. ثم جاء إصداره الأخير في منتصف يوليو الجاري ولم يختلف عن سابقه.

الكلمات المفتاحية

"