الموصل الجريحة.. 5 أعوام بين واقع الدمار وحلم الإعمار
خمسة أعوام مرت على إعلان تحرير مدينة الموصل من سيطرة تنظيم داعش، وحتى الآن لا تزال مشاهد الدمار التي خلفتها معارك طرد التنظيم من المدينة قائمة، ولا يوجد بها أي إعمار أو نية لإعادة إعمارها من قبل المسؤولين.
فاتورة الدمار
وفي الذكرى الخامسة لتحريرها من داعش، لا تزال العديد من العوائل تسكن وسط الدمار والخراب في الموصل القديمة.
وكانت قد أعلنت وزارة التخطيط العراقية، أن كلفة الدمار الذي خلفه احتلال تنظيم داعش لأجزاء واسعة من العراق، بلغت أكثر من 88 مليار دولار، كان نصيب الموصل منها كبيرًا، بعد تدمير أكثر من 56 ألف منزل، وتسجيل أسماء 11 ألف مفقود.
وكان داعش قد بسط سيطرته على مدينة الموصل شمالي العراقي في العاشر من يونيو عام 2014 واستمرت سيطرته على المدينة قرابة الثلاث سنوات.
قلب الموصل
وعمليات تحرير المدينة التي استغرقت 9 أشهر خلفت بعدها كمية خراب ودمار يفوق ما كان يتوقعه سكان المدينة، ترّكز هذا الدمار في جانب المدينة الأيمن وبالتحديد في المنطقة القديمة على الشريط الممتد على نهر دجلة في هذه المنطقة التي تعتبر قلب الموصل وتراثها القديم.
فلا تزال المنطقة القديمة والتي تعتبر قلب الموصل وأكثر مكان تاريخي وقديم في المدينة تعاني من الدمار والخراب بشكل كبير رغم مرور خمس سنوات على تحرير مدينة الموصل.
وفي يوم الثلاثاء 10 يوليو 2018، احتفلت «الموصل» بالذكرى الأولى لتحريرها من سيطرة تنظيم «داعش»، رغم ما تعانيه المدينة -حتى هذه اللحظة- من وجود عدد من العناصر التابعة للتنظيم، التي تقوم ما بين الحين والآخر بعمليات ضد المدنيين والعسكريين.
داعش يحلم بالعودة
تقوم العناصر الداعشية كل فترة بتنفيذ عمليات حرب شوارع بالأسلحة البيضاء، لبث الرعب والذعر في قلوب المواطنين، وهذه الهجمات أبرزت بوادر احتمالات قدرة «داعش» على العودة إلى «الموصل» من جديد.
ويقول حسن الجنابي، الخبير فى الشأن العراقي: إن مدينة الموصل تُعد من أهم المدن العراقية التي يرغب تنظيم «داعش» في استرجاعها عقب أن خسرها عام 2017، لأنها ثاني أكبر المدن العراقية، إضافة إلى كونها منطقة استراتيجية مهمة كان يتخذها عاصمة للدولة الإرهابية في السنوات السابقة، وكانت مركزًا للقيادة في العراق طوال السنوات الخمس الماضية.
وأكد «الجنابي» في تصريحات لـ«المرجع» أن الولايات المتحدة وإيران يدعمان داعش، ويرغبان في استمرار وجوده بالعراق، لذلك تشهد تلك الفترة محاولات التنظيم للعودة إلى المشهد العراقي بقوة من جديد.
مطالبات بإعادة الإعمار
فيما قال كتاب الميزان، المحلل السياسي العراقي، إن الموصل تحتاج إلى دعم كبير من الدولة حتى تسطتيع الموصل أن تقوم من جديد، فكل ما نسمعه كل فترة و الآخرى مجرد كلام في الهواء لا يُنفذ على أرض المواقع.
وأكد كتاب في تصريح خاص لـ «المرجع»، أنه بالإضافة لحالة الدمار التي وصلت إليها الموصل، فهي مازالت تُعاني من عدم الاستقرار الأمني بسبب وجود خلايا داعشية كثيرة، تعيش بين المواطنين بصفتهم من السكان الأصليين للمدنية، هذا الأمر تسبب في عدم استقرار المدينة، لأنهم يقومون بين الحين والآخر بشن هجمات على السكان والأسواق، كما أنهم يقومون بعمليات سرقة على المنازل والأسواق والتجار، والشرطة لا تتعامل مع الأمر بشكل جيد، لذلك الموصل تحتاج إلى جهود الدولة الأمنية والمالية.





