تحرك نحو البوابة الروسية.. دوافع زيارة كبير المفاوضين الإيرانيين إلى موسكو
ارتفعت حدة الانتقادات الشعبية حيال الإعلان عن زيارة رئيس الوفد التفاوضي الإيراني «علي باقري كني» إلى روسيا قادمًا من الدوحة، كون موسكو هي التي كشفت عن الزيارة لوسائل الإعلام، ما أحرج حكومة طهران التي لم يتطلع مواطنوها على ما حدث في الدوحة بخصوص الوساطة التي تقودها قطر بين طهران وواشنطن حول مفاوضات إحياء الاتفاق النووي.
انتقادات شعبية
وأفادت صحف إيرانية أن النظام الحاكم فى طهران يتعامل مع مواطنيه على أنهم "أجانب" وليس من حقهم معرفة ما يدور بالبلاد، خاصة بشأن قضية "إحياء الاتفاق النووي" التي تُعَدُّ الأهم بالنسبة للمواطن الإيراني، لأن حلها مترتب عليه تحسن الأوضاع المعيشية والاقتصادية للبلاد التي تفاقمت بعد انسحاب واشنطن من الاتفاق في مايو 2018، وفرضت عقوبات قاسية على النظام الإيراني أدت لانهيار اقتصاده وعملته المحلية، وهو ما أثر بالسلب على حياة الإيرانيين.
ودليل على هذا، أنه عقب الإعلان عن استئناف مفاوضات إحياء الاتفاق النووي في الدوحة بعد شهور من تجميدها، تحسنت أسعار الذهب والدولار، ولكن بعدما أفادت مصادر أن مفاوضات الدوحة باءت بالفشل، ولم تتوصل بعد إلى اتفاق بين إيران والولايات المتحدة، ارتفعت أسعار الدولار والذهب.
لم يقتصر الأمر على ذلك، بل أن جزء من الانتقادات أنصب على اعتماد النظام بشكل كلي على روسيا في جميع شؤونه، وبينت بعض ردود الفعل أن عدم الإعلان عن تلك الزيارة وتوجه رئيس الوفد التفاوضي الإيراني «علي باقري كني»، من الدوحة وليس طهران إلى موسكو، خير دليل على أن الولي الفقيه يحصل على التعليمات من موسكو التي تحدد له الخطوات القادمة، ولهذا تساءل البعض عما إذ كان القرار النهائي الخاص بإحياء الاتفاق النووي سيتم اتخاذه في طهران أم موسكو؟.
وعليه، فإن زيارة "باقري" وإخفاءها عن وسائل الإعلام الإيرانية، أكدت أن مفاوضات فيينا النووية لن تنتهي بدون "ضوء أخضر روسي"، ولهذا أراد نظام الملالي إرسال كبير المفاوضين الإيرانيين إلى روسيا في ذلك التوقيت تحديدًا الذي تشهد فيه المفاوضات تعثرًا، في محاولة للحصول على تعليمات من موسكو حول إدارة الملف النووي خلال الفترة المقبلة.
التحرك الإيراني نحو البوابة الروسية
ويوضح «مصطفي النعيمي» الباحث في الشأن الإيراني، أن عدم الإعلان عن زيارة "باقري"، يعود إلى أن الذراع السياسية تحاول إرضاء الخارج عبر فتح مسارات وتفاهمات تختلف عن سياسة المرشد، ظنًّا منها أن بمقدورها استدامة ازدواجية الموقفين السياسي والتموضع العسكري والاستمرار في تطوير المفاعلات النووية وإنتاج أجهزة الطرد المركزية، لا سيما إعلانها عن إنتاج أكثر من ألف جهاز طرد مركزي من طراز IR6، والذي يتيح لها تخصيب اليورانيوم بنسبة 80%.
ولفت «النعيمي» في تصريح خاص لـ«المرجع» إلى أن التحرك الإيراني نحو البوابة الروسية يأتي أيضًا بالتزامن مع الضربات الإسرائيلية المستمرة للمفاعلات واستخدام استراتيجية التصعيد المتدرج، وذلك من خلال استخدام تل أبيب لسياسة جز العشب، والانتقال منها إلى حرب الظل بالوكالة وصولًا إلى حرب الظل المباشرة عبر تجنيد مستخدمين وعملاء إيرانيين لاستهداف قادة في برامجها النووي والباليستي والمسيرات، وهذا المأزق الذي تحاول إيران الخروج منه في الفترة الحالية بالاعتماد على روسيا.





