العملية شجاع.. حلول أفريقية لمكافحة الإرهاب
الخميس 16/يونيو/2022 - 02:00 م
أحمد عادل
تعمل أغلب الدول الإفريقية، على استعادة الوضع الأمني الغائب عنها، نتيجة للحضور الكبير والضخم لجماعات الإرهاب، ما أدى إلى تفاقم الأزمات الأمنية في ظل عدم التقارب بين الدول الأوروبية الموجودة في القارة، ناهيك عن بعض المبادرات الإفريقية التي أصبحت نتائجها لا تقض أي نفع مع التنظيمات الإرهابية.
ولعل ذلك يُعيد الاعتبار مرة أخرى لشعار حلول أفريقية لمشكلات أفريقية، وفي الأول من يونيو 2022 قامت كل من أوغندا وجمهورية الكونغو الديمقراطية بتمديد أجل العملية شجاع، التي تمثل الهجوم العسكري المشترك الذي بدأ في 30 نوفمبر 2021، وبمقتضى هذه العملية التي تستمد اسمها من اللغة السواحيلية بما يحمله ذلك من دلالات غير خافية، تقوم القوات المسلحة الكونغولية بعمليات عسكرية مشتركة مع الجيش الأوغندي (حوالي 1700 جندي أوغندي) ضد القوات الديمقراطية المتحالفة في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية.
بينما يبدو أن العملية نجحت في وقف هجمات القوات الديمقراطية المتحالفة المرتبطة بتنظيم داعش على العاصمة الأوغندية كمبالا، إلا أنها لم تقلص الهجمات في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، حتى إذا أدى تمديد التفويض إلى المزيد من النجاحات التكتيكية ضد القوات الديمقراطية المتحالفة والتي تبدو غير مرجحة، نظرًا للنجاحات المحدودة للعملية في الأشهر الستة الماضية - فمن غير المرجح أن يسهم الهجوم في تحقيق سلام أو استقرار أكبر في المنطقة نظرًا لتعقيد وتشابك الصراعات في شرق الكونغو.
وتواجه العملية شجاع عدة مشكلات أو أزمات لمحاربة داعش على الحدود الأوغندية مع شرق الكونغو، وفيما يلي أبرزها:
المعارضة الداخلية والإقليمية:
إن الاستعدادات للهجوم المشترك كانت في مراحل مختلفة متأثرة بمعارضة بعض دول الجوار الجغرافي، إلى جانب مجموعة تنمية الجنوب الأفريقي (سادك) ، التي مارست ضغوطًا على الرئيس الكونغولي فيليكس تشيسكيدي بعدم السماح لأوغندا بشن هجوم انطلاقًا من أراضي بلاده، كما أن الضغوط التي تمارسها المعارضة السياسية في الداخل الكونغولي تثقل كاهل الرئيس تشيسكيدي. ولدرء هذه الشكوك قامت أوغندا بتسريع خطى دبلوماسيتها الناعمة لتهدئة الزعماء الأفارقة المتشككين والمجتمع الدولي من خلال تقديم تأكيدات بأنه على عكس غزوها للكونغو في الفترة من 1996-2003 حينما تم نهب ثروات زائير آنذاك، فلن يحدث أي ضرر هذه المرة.
قدرة الجماعات الإرهابية:
لاتزال هذه الجماعات قادرة على صنع العبوات الناسفة والمتفجرات، ولا يزال لديهم القدرة على مهاجمة القوات الحكومية، أضف إلى ذلك يستطيع إرهابي واحد أن يتسلل في الغابات الكثيفة بمسدس، ويهاجم قرية نائية ليقتل العديد من المدنيين الأبرياء.
صعوبة التضاريس:
وبخاصًة في المناطق الحدودية والتي تتكون من غابات وعرة وتلال شديدة الانحدار لا يمكن اختراقها والعديد من المسطحات المائية، وهو ما يعني أن المركبات الثقيلة التابعة للقوات الحكومية لا يُمكنها التقدم وملاحقة الإرهابيين.
الوضع الأمني:
وبخاصًة في شرق الكونغو. فقد بدأ تصعيد القتال بين حركة إم 23 والقوات الحكومية في أواخر عام 2021، وهذه مجرد واحدة من عدة مواجهات مسلحة مستمرة في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية. إذ بالإضافة إلى القوات الديمقراطية المتحالفة اتي تقوم بذبح الناس على الرغم من العمليات المشتركة بين أوغندا وجمهورية الكونغو الديمقراطية توجد حرب بالوكالة في مرتفعات أوفيرا وفيزي، غير البعيدة عن بوروندي. وفي إيتوري في الطرف الشمالي الشرقي من جمهورية الكونغو الديمقراطية، تواصل الجماعات المسلحة المختلفة بما في ذلك فصائل كوديكو إحداث الفوضى العارمة.
الظروف الاجتماعية والاقتصادية:
لا يبدو أن مقاتلي ولاية داعش مدفوعين فقط بالمعتقدات الدينية ولكن بالظروف الاجتماعية والاقتصادية السيئة والعوامل السياسية المحلية كذلك. وقد تسببت أنشطة داعش الإجرامية في نزوح آلاف الأشخاص؛ ولقي العديد من المدنيين وضباط الشرطة والجنود مصرعهم نتيجة لهجماتهم.
علاوة على ذلك، فإن عملياتهم لها تأثير على المصالح الاقتصادية الغربية، كما أن مدى العلاقة بين داعش و وفرعها في الكونغو غير واضح بالفعل.
ومع ذلك، سواء كانت هذه العلاقة قوية أم لا، فإن خطر ولاية أفريقيا الوسطى حقيقي؛ لأن أنشطتها تؤثر على الاستقرار السياسي والتنمية الاقتصادية في المنطقة.





