العائدون إلى أفغانستان.. كيف تتعامل طالبان مع راغبي العودة إلى البلاد؟
لا ينسى أحد مشهد الأفغان وهم يتعلقون بالطائرات الأمريكية والأجنبية في مطار العاصمة كابول، فرارًا من حركة طالبان بعد استيلائها على السلطة في أغسطس 2021، حيث شهدت أرض المطار ومحيطه طوابير بالآلاف من المواطنين الذين لم يكن مسموحًا لهم باصطحاب سوى حقيبة سفر واحدة، تاركين وراءهم كل ما يملكون، عسى أن يجدوا لهم موطئ قدم في طائرة تنقلهم إلى أي مكان آخر خارج البلاد، إلا أنه بعد انتشار هؤلاء في العديد من الدول ظهرت نداءات تدعوهم للعودة إلى بلادهم مرة أخرى.
خطاب الطمأنة
ورغم التعامل
الخشن مع المسؤولين والعسكريين الأفغان السابقين من قبل حركة طالبان المتشددة التي نفذت
إعدامات بحق عدد منهم بدون محاكمات، إضافة للاختفاء القسري لعدد آخر منهم، فإن الأسبوع
الأخير من مايو الماضي، شهد نوعًا من الطمأنة من جانب الحركة للمسؤولين الفارين إلى الخارج.
وقال رئيس لجنة العودة والتواصل مع المسؤولين الأفغان السابقين
والشخصيات السياسية ، شهاب الدين ديلاوار، إن حكومة طالبان ستوفر الأمان
لأرواح وممتلكات المسؤولين الحكوميين السابقين الذين سيعودون إلى البلاد، وستلبي
مطالبهم المشروعة.
وقال شهاب الدين ديلاوار، الذي يشغل أيضًا منصب وزير المناجم والبترول بالإنابة، في مؤتمر صحفي عقده في كابول، إن زعيم طالبان منح عفوًا عامًا لأولئك الذين شاركوا في الحرب لمدة 20 عاما.
وأضاف: رسالتنا إلى جميع الأفغان هي أن هذا بلدهم ويمكنهم العودة إلى
هذا البلد، وعندما يأتون، فسنضمن لهم أمنهم وسلامة ممتلكاتهم وكرامتهم، فضلًا عن عودتهم إلى الحياة الطبيعية.
وأصدرت اللجنة خطة عمل تتألف من 15 مبدأ، حيث سيتم تزويد السياسيين الذين
يخططون للعودة إلى البلاد بنوع من الوثائق لضمان سلامتهم.
وقال أحمد الله واثق، الناطق باسم اللجنة: هذه اللجنة تجمع معلومات
كاملة عن المسؤولين العسكريين والسياسيين وتشير إلى مواقعهم - أولئك الذين غادروا
البلاد قبل التغييرات أو بعدها، بسبب عدم الشعور بالأمان والذين يعارضون الحركة.
اللاجئون في
الخارج
وخلال الشهرين
الأخيرين شهد اللاجئون الأفغان في إيران العديد من الملاحقات والاضطهاد المتعمد، الأمر الذي أثار أزمة بين كل من حكومة طالبان وطهران، وأشارت وزارة
اللاجئين والعودة إلى الوطن فى حكومة طالبان، إن عمليات ترحيل اللاجئين الأفغان من إيران زادت
بشكل ملحوظ في الفترة الأخيرة.
وأكدت الوزارة أن ما يقرب من 700 ألف لاجئ أفغاني البلاد عادوا من إيران خلال الأشهر الماضية، وأن معظمهم جاء ترحيلهم قسرًا.
ووفقًا للوزارة، يدخل ما بين ألفين إلى ثلاثة آلاف لاجئ أفغاني البلاد يوميًّا من الحدود الإيرانية
لقلعة هرات، معظمهم من المرحلين، ومن بين
المهاجرين المرحلين نساء وأطفال وشيوخ.
واعتبر نائب
وزير شؤون اللاجئين والعائدين، اضطهاد اللاجئين الأفغان في إيران مصدر قلق، داعيًا الحكومة
الإيرانية إلى معاقبة مرتكبي أعمال العنف ضد اللاجئين الأفغان في أفغانستان.
وقال محمد أرسله خروتي في حكومة طالبان، نائب وزير الهجرة والعائدين: مطلبنا لجميع الدول، وخاصة إيران، هو احترام المهاجرين على أساس الأخوة ووفقًا للقانون الدولي الممنوح للمهاجرين.
من ناحية أخرى ، يشكو اللاجئون الأفغان الذين تم ترحيلهم من إيران من المعاملة العنيفة لقوات الأمن الإيرانية، لكن الحكومة الإيرانية نفت مرارًا وتكرارًا اضطهاد اللاجئين الأفغان في البلاد.





