حقائق غائبة عن «ترامب» بخصوص إنهاء مهمة بلاده في أفغانستان

منذ قدومه للبيت الأبيض، يريد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، حسم قضايا عدّة يرى أن بلاده تنفق عليها أموالًا طائلة، وتكلف معالجتها الكثير من الوقت والمجهود والمال، الذي يعتقد أنها لابد أن تنفق في معالجة القضايا الداخلية، ويأتي الصراع الأفغاني على رأس هذه القضايا؛ إذ يرى ترامب أنه حان الوقت لطي صفحة واحدة من أطول الحروب الأمريكية.

وقالت وزارة الخارجية الباكستانية اليوم: إن ترامب كتب رسالة إلى رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان طلب منه مساعدة بلاده في دعم وتيسير المفاوضات الرامية لإنهاء الحرب، كما عرض تجديد العلاقات المتوترة بين الولايات المتحدة وباكستان، ويقول ترامب: إن الحكومة الباكستانية تربطها علاقات قوية مع حركة طالبان، كما يعتقد أن قيادة الحركة الإرهابية متمركزة في باكستان.
توقعات عالية وواقع معقد
يتجاهل طلب ترامب من باكستان التدخل وإقناع حركة طالبان بالجلوس إلى طاولة المفاوضات؛ لإجراء محادثات السلام، أمورًا رئيسية عدّة في هذه القضية ذات التعقيدات الشائكة، أولها هو وضع عمران خان نفسه في بلاده، فهو وعد بتوفير نحو 4.5 مليون فرصة عمل خلال فترة تولية للسلطة، وتعاني البلاد من أزمة اقتصادية بدأت بسبب عجز كبير في الميزانية، وتصاعد في الديون، وارتفاع نسبة التضخم، إضافةً إلى أزمة البطالة في بلد يبلغ تعداد سكانه نحو 208 ملايين نسمة، أكثر من 60 في المائة منهم تحت سن الـ30.
من جهة أخرى، وقع وزير الشؤون الدينية الباكستاني، نور الحق قدري ومساعد زعيم حركة «لبيك باكستان»، بير أفضل قادري، وهي الحركة التي نظمت المظاهرات ضد قرار المحكمة، وعدت الحكومة الباكستانية فيه بعدم الاعتراض على تقدم الحركة بالتماس لإيقاف قرار المحكمة العليا، وتعهدت بالعمل في الوقت نفسه لوضع اسم آسيا بيبي على قائمة مراقبة الخروج، التي من شأنها منعها من مغادرة البلاد.
وقال المحلل الصحفي الباكستاني، مشرف الزيدي تعليقًا على هذا الاتفاق إنه «استسلام تاريخي»، خاصةً أن رئيس الوزراء عمران خان، دافع عن قرار الإفراج عن آسيا بيبي في البداية، وشدد على ضرورة احتواء المتظاهرين ضد القرار، والتعامل بجدية مع من يقوم منهم بأعمال عنف.
كما أن أمريكا لم تعد اللاعب الرئيسي الوحيد في باكستان، ففي زيارة رسمية قال الرئيس الصيني شي جين بينغ لقائد الجيش الباكستاني الجنرال قمر جاويد باجوا، إن بلاده تولي أهمية كبيرة لعلاقاتها مع باكستان، التي تعتبر ضمن البلدان التي يمر بها مشروع الصين الاقتصادي، طريق الحرير.
وتعتمد السياسة الصينية نحو باكستان على ملء أي فراغ تتسبب فيه سياسة ترامب، ومنها تعليق الولايات المتحدة يناير الماضي، للمعونات الأمنية كافة التي تقدمها لباكستان؛ بدعوى أنها فشلت في التعامل مع الجماعات الإرهابية الناشطة على أراضيها، حتى تتخذ «إسلام أباد» إجراءات ضد حركة طالبان، وتدرس الحكومة الباكستانية قرار الاقتراض من الصين لإصلاح اقتصاد البلاد المنهك.
