ad a b
ad ad ad

محاولات لتمديد الهدنة بين طالبان والسلطات الباكستانية.. لماذا الآن؟

الأحد 12/يونيو/2022 - 08:00 م
المرجع
محمد يسري
طباعة

يعود مرة أخرى الحديث عن الهدنة بين السلطات الباكستانية وحركة طالبان (الجناح المحلي) بوساطة الجناح الأفغاني للحركة ممثلًا في حكومتها، نهاية مايو الماضي، وسط آمال بالوصول إلى تحقيق الهدوء بين الطرفين الذي يضمن وقف نزيف الدماء المتواصل.


محاولات لتمديد الهدنة

طالبان أفغانستان


في الأسبوع الأخير من مايو2202 أعلن ذبيح الله مجاهد المتحدث باسم حركة طالبان الأفغانية، استضافة محادثات بين الحكومة الباكستانية وحركة طالبان باكستان في العاصمة الأفغانية كابل يضم 50 ممثلًا من الحركة، وأن وساطة حكومته جاءت بناء على طلب من الطرفين.


وأكدت الخارجية الأفغانية أن قائد فيلق بيشاور في الجيش الباكستاني، الجنرال فيض حميد، زار «كابل» للمشاركة في المفاوضات مع حركة طالبان باكستان، لكنهما لم يتوصلا إلى اتفاق نهائي»، ووصف مصدر بالخارجية اللقاء بأنه بداية جيدة للغاية، حيث تمت الموافقة على وقف لإطلاق النار حتى نهاية يونيه، مع تأكيد الطرفين الحرص على استمرار المحادثات.


وذكر المتحدث باسم الحكومة الأفغانية ذبيح الله مجاهد عن المحادثات الجارية أن حكومته تضطلع بدور الوسيط بين الطرفين وتأمل أن يُظهر الطرفان مرونة كبيرة لاستمرار وإنجاح المفاوضات.


مطالب الحركة


وقدم وفد طالبان باكستان عددًا من المطالب على رأسها: «تطبيق الشريعة الإسلامية في المناطق التي تخضع لسيطرة طالبان باكستان، وخروج القوات الباكستانية من المناطق القبلية أو البقاء في الثكنات العسكرية، وإزالة السياج الحديدي الذي نصبته القوات الباكستانية على طول خط ديورند بين أفغانستان وباكستان».


وهي المطالب التي تتصادم مع السيادة الباكستانية التي لم تعلق عليها حتى الآن، خاصة مسألة انسحاب الجيش الباكستاني من المناطق القبلية وترك المنطقة لمسلحي طالبان، وتلعب الحركة على وتر زيادة هجماتها المسلحة على القوات الباكستانية والتي زادت حدتها بعد فشل الهدنة السابقة في نوفمبر الماضي.


محاولات لتمديد الهدنة

خلفيات


وكانت الحكومة الباكستانية أبدت مرونة نوعية مع الهدنة المؤقتة التي أجريت مع حركة طالبان المحلية، مطلع نوفمبر الماضي، وأفرجت عن نحو 100 من مقاتلي الدرجة الثانية لحركة طالبان باكستان من سجون تقع في ولاية خيبر بختونخوا، وعاصمتها بيشاور، لكن الحركة لم تقنع بذلك بعد أن تلقت دفعة معنوية قوية من وصول شقيقتها الأفغانية لسدة الحكم بعد الاستيلاء على العاصمة كابول في أغسطس 2021م.

 

 نجحت الحكومة الأفغانية في استضافة محادثات أدت إلى توقيع اتفاق لوقف مؤقت لإطلاق النار بين كل من الحكومة الباكستانية وطالبان باكستان، ولكن هل ستتمكن الحركة من تحقيق ما هو أكثر من ذلك، وصولًا إلى إنهاء التوتر بين الطرفين.


لماذا الآن


وتعود الدعوة للهدنة بين الطرفين حاليًا لعدة أسباب منها: تزايد الهجمات المسلحة من قبل حركة طالبان ضد القوات الحكومية الباكستانية بشكل متصاعد. ورغبة الحكومة في استتباب الأمن في البلاد خاصة في المناطق الحكومية.


ويتلاقى ذلك مع رغبة حكومة طالبان الأفغانية في عدم تصعيد الاشتباكات على حدودها أو فتح جبهات جديدة في ظل المشكلات الداخلية التي تعانيها، وفي الوقت نفسه فإن الخلاف بين طالبان باكستان والحكومة يضع نظيرتها الأفغانية في مأزق كبير فالحركة تريد الظهور أمام المجتمع الدولي بأنها ليست مصدر قلق لدول الجوار، وفي الوقت نفسه لا تتنصل من علاقتها بالجناح الباكستاني من الحركة، وبالتالي فهي لا تستطيع اتخاذ خطوات عسكرية ضد طالبان باكستان لأسباب أيديولوجية وهو ما جعلها مؤهلة للعب دور الوسيط بين الطرفين .

 

 

 

"