«ارفعوا حصار تعز».. هل يستجيب المجتمع الدولي لصرخات اليمنيين؟
ما زالت ميليشيا الحوثي الانقلابية، ترفض حتى الآن الانصياع لأية قرارات دولية تقضي برفع الحصار عن محافظة تعز، جنوبي اليمن، منذ أكثر من ثماني سنوات، ما دفع مجموعة من نشطاء الجاليات اليمنية للتظاهر أمام مقر محكمة العدل الدولية فى لاهاي (الهيئة القضائية الرئيسية للأمم المتحدة) في 22 مايو 2022، تنديدًا بالحصار الذي تفرضه الميليشيا المدعومة من إيران، والانتهاكات التي ترتكبها تلك الجماعة بحق المواطنين في المحافظة.
"ارفعوا حصار تعز"
ورفع المحتجون شعار «ارفعوا حصار تعز»، للتأكيد على أن الميليشيا
الحوثية تمارس أبشع الجرائم بحق المدنيين في تلك المحافظة، وطالبوا المجتمع الدولي
بضرورة التحرك العاجل من أجل محاسبة قيادات الحوثي، إذ أن مسلحي الانقلاب يرفضون في الوقت الحالي فتح طرق المحافظة لاستقبال
الإمدادات والمساعدات الإنسانية القادمة إلى المواطنين من المنظمات الإنسانية
المعنية.
وتضامن مع المحتجين، منظمات حقوقية وسياسون وإعلاميون من مختلف دول العالم، مطالبين المجتمع الدولي بالتدخل لرفع حصار تعز، بجانب خروج مجموعة من سكان تعز في احتجاجات للتنديد بالمأساة الإنسانية التي يعيشونها تحت حكم ميليشيا الملالي.
وفاقم الحصار الذي تفرضه ميليشيا الحوثي الانقلابية على المحافظة، معاناة المواطنين وخاصة النساء والأطفال وكبار السن، وأدى إلى تدهور الأوضاع المعيشية والصحية بالمحافظة جراء عرقلة ميليشيا الحوثي وصول الغذاء والدواء إلى تعز والمحافظات المجاورة لها، مثل عدن وإب والحديدة.
تعنت حوثي
وبالرغم من أن الهدنة الإنسانية التي دخلت حيز التنفيذ في الثاني من أبريل 2022، والتى من المفترض أن تنتهي في الثانى من يونيو 2022، تقضي بضرورة رفع الحصار عن تعز لكن الجماعة المتمردة ترفض تنفيذ ذلك حتى الآن، ولذلك توجه وفد من الحكومة اليمنية وآخر من الحوثيين إلى العاصمة الأردنية عمان بدعوة من المبعوث الأممي لليمن، هانز جروندبرغ ، لمناقشة تمديد الهدنة، ورفع الحصار عن «تعز».
فشل دولي
وحول مدى استجابة المجتمع الدولي لنداءات اليمنيين بإجبار الحوثي على رفع الحصار عن تعز؟، يوضح الباحث السياسي اليمني، «محمود الطاهر» أن المجتمع الدولي لن يستجيب لنداء الشعب اليمني لرفع الحصار عن «تعز»، ولكن قد يستجيب للحوثي، في استمرار معاناة الشعب.
ولفت «الطاهر» في تصريح خاص لـ«المرجع»، إلى أن الحوثي يرفض حتى الآن تقديم أي تنازلات، بل يبحث عن تنازلات إضافية من الحكومة اليمنية،مضيفًا : أن المجتمع الدولي لا يمكن أن يقف مع الشعب اليمني، طالما استمرت قياداته في مهادنة الحوثي، وعندما تتغير المواقف اليمنية، وتصر على أهمية احترام إرادة الشعب وسيادته، سيغير المجتمع الدولي من تفكيره وسيعمل بالطريقة التي يريدها الشعب.
