بقاء الحرس الثوري على قوائم الإرهاب.. تداعيات القرار والتصنيف المقلق لإيران
الخميس 26/مايو/2022 - 02:57 م
محمد شعت
لغم جديد في طريق مفاوضات إحياء الاتفاق النووي بين ايران وبين الغرب، المتوقفة من الأساس منذ مارس الماضي، عقب مطالب إيرانية برفع الحرس الثوري من قوائم الإرهاب، وهو الأمر الذي لازال قيد الدراسة في أروقة البيت الأبيض الامريكي، وسط ضغوط داخلية وخارجية بعدم تنفيذ الشرط الإيراني خاصة وأنه فنيا بعيد كل البعد عن الاتفاق النووي، وأنه حال الموافقة على هذا الطلب تكون إيران حققت مكاسب إضافية بعيدة عن موضوع الاتفاق.
ويبدو أن التسريبات الإسرائيلية مؤخرًا والتي تضمنت تحقيقات على الأراضي الإيرانية مع أحد ضباط الحرس الثوري الإيراني، ويدعى منصور رسولي، واعترف فيها خلال مقطع مصور بخطة لاغتيال دبلوماسي إسرائيلي وجنرال أمريكي وصحفي فرنسي، مايعني أن أعمال الحرس الثوري الإرهابية لن تتوقف وأنه لازال لديه قوائم اغتيالات، فيما يبدو أن تلك التسريبات حسمت تردد الإدارة الأمريكية بشأن المطلب الإيراني.
قرار نهائي
كشفت تقارير أن الرئيس الأمريكي جو بايدن حسم قراره بشأن المطلب الإيراني برفع الحرس الثوري من قوائم الإرهاب، إذ نقلت مجلة "بوليتيكو" عن مسؤول غربي كبير قوله إن "بايدن" حسم قراره بإبقاء الحرس الثوري الإيراني على قوائم الإرهاب، مردفا أن "الرئيس الامريكي أبلغ قراره لرئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت خلال مكالمة هاتفية في الرابع والعشرين من أبريل الماضي، و أن القرار نهائي تماما، وما وصفها "بنافذة الامتيازات" الإيرانية قد أغلقت.
ووفق المجلة فإن مسؤولا أميركيا مطلعا أبلغها الشهر الماضي أن واشنطن لن ترفع تصنيف الإرهاب عن الحرس الثوري الإيراني، إذا لم توافق طهران على اتخاذ خطوات معينة لتهدئة المخاوف الأمنية فيما بعد الاتفاق النووي.
وأضاف المسؤول الأميركي أن رفض إيران اتخاذ مثل تلك الخطوات الأمنية، جنبًا إلى جنب مع المخاوف السياسية المتزايدة في الكونجرس وغيره فيما يتعلق بتصنيف الإرهاب، يعني أن إدارة "بايدن" من غير المرجح في هذه المرحلة أن تتراجع عن هذا القرار، خاصة بالنظر إلى التهديدات المستمرة من قبل الحرس الثوري الإيراني ضد الأميركيين.
وجاءت هذه التقارير بالتزامن مع تقارير إسرائيلية أبدت ارتياح تل أبيب تجاه واشنطن بعد التأكد من قرار "جو بايدن"، حيث ذكرت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" أن رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت وصف بايدن بأنه "الصديق الحقيقي لإسرائيل" بعد قراره عدم رفع اسم الحرس الثوري الإيراني من قوائم الإرهاب.
ونقلت الصحيفة عن "بينيت" أن بايدن اتخذ ما وصفه بالقرار "الصحيح والعادل" بعدم شطب "أكبر منظمة إرهابية في العالم متورطة في توجيه وتنفيذ هجمات إرهابية قاتلة وزعزعة استقرار الشرق الأوسط".
تداعيات القرار
ورغم ارتياح العديد من الاطراف لقرار الرئيس الامريكي إبقاء الحرس الثوري الإيراني على قوائم الإرهاب، إلا أنه في ظل رهن إيران إتمام الاتفاق النووي بهذا الشرط يعني أن الاتفاق انهار بالفعل، بل ستسعى إيران إلى تسريع وتيرة تخصيب اليورانيوم وإنتاج أجهزة الطرد المركزي المتطورة للإسراع في برنامجها النووي، وذلك سيكون في إطار المحاولات الإيرانية للضغط على أطراف الاتفاق الأخرى، والتي قد يكون لها دور في الضغط على الإدارة الأمريكية لإعادة التفكير في الأمر.
وقد تسعى إيران أيضًا إلى تحريك وكلائها في المنطقة لإثارة التوترات واستهداف المصالح الأمريكية لإجبار واشنطن على التفكير في الأمر مجددا، خاصة في ظل الاهتمام الإيراني برفع الحرس الثوري، لما تعرفه إيران عن قوة هذا القرار وتأثيره على الحرس الثوري، باعتبار أن تصنيف منظمة إرهابية أجنبية يحظر تأشيرات السفر لعناصر الحرس الثوري الإيراني الحاليين أو السابقين إلى الولايات المتحدة، إضافة إلى أنه يتيح الفرصة لضحايا إرهاب الحرس الثوري الإيراني لاتخاذ إجراءات بالمحاكم الفيدرالية لمحاسبة الحرس وبذلك فإن هذا التصنيف بمثابة أقوى سلطة أمريكية لمكافحة الإرهاب.





