«فراجا» بدلًا من «ناجا».. نظام الملالي يصعد دور «أجهزة اللادولة» في قمع المحتجين
بالتزامن مع تصاعد الاحتجاجات في الشارع الإيراني، كثف نظام الملالي أدواته القمعية في محاولة منه لتحجيم تلك الاحتجاجات التي تهدد وجوده، وكانت البداية بالإعلان عن إحداث تغييرات في هيكل جهاز الشرطة، يضمن تشكيل جهاز استخبارات شرطي في جميع أرجاء الجمهورية، وبناء عليه بات يطلق عليها قيادة شرطة جمهورية إيران الإسلامية «فراجا» بدلًا من قوة شرطة جمهورية إيران الإسلامية المعروف اختصار بـ«ناجا».
جهاز استخبارات الشرطة
ووفقًا لوسائل إعلام إيرانية، قال «مهدي حاجيان» المتحدث باسم قوة الشرطة الإيرانية، في تصريحات سابقة: «خلال العام المقبل، سيتم تغيير اسم ناجا من مركبات ومعدات الشرطة إلى فراجا، كما سيتم تدشين منظمة استخبارات إنفاذ القانون في البلاد بأكملها».
كما كشف عدد من المسؤولين بالشرطة الإيرانية، أن الهيكل الجديد للشرطة سيقسم إلى مجموعتين: جهاز المخابرات، وشرطة الأمن العام، كما أن قائد الشرطة سيكون في نفس مستوى قادة الجيش وقادة الحرس الثوري الإيراني، ومنصبه سيكون في مستوى النائب الأول للرئيس بدلًا من مستوى وزير سابقًا.
وهذه المرة ليست الأولي التي قام فيها النظام الإيراني بإحداث تغييرات في مؤسساته الأمنية، حيث سبق وقام في 2009، بتحويل تعاونية استخبارات الحرس الثوري إلى منظمة استخبارات الحرس الثوري، وهذا بخلاف وزارة المخابرات الإيرانية، في دلالة على مساعى إحكام قبضته الأمنية على البلاد.
البحث عن مدبري الاحتجاجات
يقول الدكتور مسعود إبراهيم حسن، الباحث في الشأن الإيراني، في تصريح خاص لـ«المرجع»، أن جهاز الاستخبارات الشرطي كان موجودًا ولكن ليس بشكل رسمي، وحاليًّا الهدف منه معرفة منظمي الاحتجاجات في الشارع الإيراني، خاصة أنه بعد الحركة الخضراء 2009 تزايدت الاحتجاجات وبات غير معروف من يقف وراءها، وهذا ما يدفع النظام لتدشين تلك المؤسسات لتساعده في تنفيذ مزيد من حملات الاعتقال خاصة للمدبرين؛ لأنه يعي تمامًا أنهم سيكونون من كبار المسؤولين في البلاد.
أجهزة اللادولة
من جانبه، يوضح «مصطفى النعيمي»، الباحث في الشأن الإيراني، أن تداعيات الاحتجاجات في عموم البلاد ألقت بظلالها على سلوك ونهج المنظومة الحاكمة في طهران، ما استدعى ضرورة تحريك الأجهزة الأمنية وزجها في مواجهة المناوئين لحكم نظام الملالي، ولذلك فإن عدم قدرة حكومة طهران على ضبط المشهد استدعى ضرورة احتواء الأزمة وفقًا لحجم الإحتجاجات إلى إنشاء أجهزة أمنية موازية تتبع لجهاز الشرطة على غرار ما تم إنشاؤه في العراق وسوريا ولبنان واليمن ما يطلق عليه أجهزة اللادولة.
ولفت «النعيمي» في تصريح خاص لـ«المرجع»، إلى أن الإحتجاجات ستتسع، وأن المشاهد القادمة من الداخل الإيراني بعد إحراق صور المرشد الأعلى للثورة الإيرانية علي خامنئي والرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، تشير إلى أن مسيرة الاحتجاجات تتجه صوب التصعيد، وتعاطي منظومة الحكم معها تدل على أنه من المحتمل أن تحدث تداعيات كبيرة، نظرًا لأن النظرية الأمنية لدى السلطات الإيرانية تمنع أي محاولة احتجاجات، وأن تطلب الأمر استخدام القوة المفرطة لضبط حالة الاحتجاجات.





