ad a b
ad ad ad

تجدد الاشتباكات بين طالبان ومعارضيها في بنجشير

الأحد 15/مايو/2022 - 03:11 م
المرجع
محمد يسري
طباعة

تعد بنجشير الولاية العصية على طالبان، حتى قبل استيلائها على السلطة، إذ كانت الولاية الوحيدة التي سيطرت عليها الحركة بالقوة بعد معارك عنيفة مع المعارضة المسلحة، خاصة جبهة أحمد شاه مسعود، بعد استيلائها على السلطة في أغسطس 2021، وبذلك تكون الحركة قد حققت حلمها بالسيطرة على بنجشير بعد 25 عامًا، إذ لم تتمكن خلال حكمها أفغانستان حتى عام 2001 من السيطرة على هذا المنطقة، المعروفة أيضًا بـ«وادي بنجشير»، كما شغلت العالم طوال 4 عقود ماضية في مقاومة من حاول السيطرة عليها من القوات السوفييتية إلى حركة طالبان بين عام 1996 و2001.


عودة القتال


وبعد مرحلة هدوء نسبي استمرت قرابة 9 أشهر، عادت مرة أخرى الاشتباكات المسلحة بين المعارضة وحركة طالبان، وأعلنت جبهة المقاومة الوطنية السبت 7 من مايو الجاري، أنها بدأت هجومًا كبيرًا على حركة طالبان في عدد من ولايات شمال أفغانستان، بينها إقليم بنجشير، وأكدت أنها «حررت» 3 مناطق، فيما نفت حركة طالبان حدوث أي عمل عسكري في البلاد.


وتدور معارك معزولة منذ أشهر بين قوات المقاومة الوطنية بقيادة أحمد مسعود (نجل الزعيم التاريخي أحمد شاه مسعود) ومقاتلي حركة طالبان الحاكمة في كابل، لكن هذا الهجوم هو الأول الذي تشنه مجموعة مسعود منذ سقوط معقله وادي بنجشير (80 كم شمال كابل) في سبتمبر الماضي.


ونقلت وسائل إعلام محلية عن مسؤول العلاقات الخارجية في الجبهة علي ميسم نظري أن «هذا أول هجوم للجبهة منذ سبتمبر الماضي، موضحًا أن الهجوم يشمل 12 ولاية في البلاد، معظمها في الشمال».


وأكد «أن قواته حررت 3 مناطق، واستولت على الطرق الرئيسية في المواقع المتقدمة لحركة طالبان بالإقليم»، مشيرًا إلى أن «عددًا من مقاتلي حركة طالبان طلبوا مهلة للاستسلام».


وقال رئيس دائرة العلاقات الخارجية في «جبهة المقاومة الوطنية» علي ميسم نظاري: «إن مفارز الجبهة تمكنت من السيطرة جزئيًّا على مقاطعتي أندراب ودارا، وكذلك منطقة أبشر، وأسفرت الاشتباكات عن مقتل 27 من عناصر طالبان خلال المعارك».


وأضاف: «إن 12 مقاتلًا آخر من طالبان قتلوا في منطقة الورساج في ولاية تخار».


تضارب التصريحات


فيما نفى ذبيح الله مجاهد المتحدث باسم طالبان وقوع أي «حوادث عسكرية» في بنجشير أو في أي مكان آخر بالبلاد.


وكتب على تويتر «المزاعم التي أطلقها بعض المسلحين في وسائل الإعلام كاذبة»، وأضاف: «إن هناك آلافًا من الجنود المجهزين بشكل جيد لإمارة أفغانستان الإسلامية في بنجشير ومناطق أخرى».


ورغم نفي المتحدث باسم الحركة وقوع أي حوادث عسكرية بالولاية، لكن مسؤولين آخرين بـ«طالبان» كانت لهم تصريحات أخرى، إذ أعلن ممثل الإدارة الإقليمية، أبوبكر صديقي، في 10 مايو الجاري أن التشكيلات المسلحة لحركة طالبان شنت ضربات واسعة النطاق على مواقع «جبهة المقاومة الوطنية» في مقاطعة بنجشير شمال أفغانستان.


وقال في تصريحات صحفية إنه تم تحييد ما لا يقل عن 10 مسلحين، فيما بلغت الخسائر من جانب الحركة 5 قتلى وجرحى اثنين، ولا يزال الوضع في بنجشير تحت السيطرة، حيث يتمركز 5 آلاف من مقاتلي طالبان هناك".


بدوره نفى قائد تشكيلات النخبة في حركة طالبان عبدالحميد خراساني هذه المعلومات، وشدد على أن «القصف تم من جانب الجبال لكننا قمعنا نقاط إطلاق النار للعدو».

"