لماذا أحمد شاه مسعود قبيل أحداث 11 سبتمبر؟
الثلاثاء 07/سبتمبر/2021 - 02:25 م
إسلام محمد
كان اغتيال الأفغانى، أحمد شاه مسعود، عملًا وثيق الصلة بأحداث الحادي عشر من سبتمبر عام 2001، فالجهة المتهمة بتنفيذ الحادثين هي نفسها، والتوقيت كذلك، إذ تم تنفيذ عملية الاغتيال قبيل الهجوم على مركز التجارة العالمي في نيويورك بيومين فقط.
كان تنظيم «القاعدة» الإرهابي يرغب في التخلص من «مسعود» الذي كان يقود التحالف الشمالي ضد حركة «طالبان» في هذا الوقت قبل أن يشن هجومه على الولايات المتحدة ليخفف الضغط على «طالبان» بقتل أشد أعدائها.
ووضعت الهجمات على مركز التجارة العالمي، حركة طالبان في موقف لا تحسد عليه، فالولايات المتحدة الأمريكية والعالم من ورائها، أصبح ينظر للحركة باعتبارها تمثل تهديدًا لأمن الدول كلها لإيوائها تنظيم القاعدة بزعامة أسامة بن لادن.
شخصية محورية
كانت شخصية «أحمد شاه مسعود» محورية في أفغانستان، فقد نشأ في وادي «بنجشير»، وتنقلت أسرته ما بين ولاية هرات والعاصمة كابل، ودرس في مدارس فرنسية في أفغانستان، وانضم إلى الجمعية الإسلامية التي كان يقودها الرئيس الأفغانى الأسبق «برهان الدين رباني»، وبعد غزو الاتحاد السوفييتي للبلاد، عاد «مسعود» إلى بنجشير وقاد حركة المقاومة ضد الغزو على رأس قوات مسلحة شكلتها الجمعية الإسلامية.
واكتسب أحمد شاه مسعود سمعة رنانة، بصفته قائدًا عسكريًّا محنكًا استطاع الدفاع عن وادي بنجشير ضد الهجمات العنيفة، التي شنتها القوات السوفيتية الزاحفة، والتي لم تستطع أن تدخل المنطقة في النهاية تاركة عتادها المدمر على أبوابها شاهدة على قسوة تلك المعارك.
وفي تسعينيات القرن الماضي، أصبح مسعود وزيرًا للدفاع ثم نائبًا للرئيس «رباني»، وفي عام 1994، ظهرت حركة «طالبان» وحاولت السيطرة على العاصمة كابل لكن مسعود هزم قواتها في بداية 1995 .
ـوفي عام 1996 وبعد انهيار حكومة رباني واستيلاء «طالبان» على الحكم في كابل، أسس أحمد شاه مسعود «تحالف الشمال» للقتال ضد الحركة، وضم هذا التحالف سياسيين وقادة عسكريين بارزين وعرقيات ومذاهب مختلفة وحدتهم عداوة حركة «طالبان».
ومنذ سبتمبر 1996 وحتى عام 2001، سيطر التحالف الشمالي على نحو عشرة بالمائة من أراضي أفغانستان التي تضم ولايات بدخشان وكابيسا وتخار، وأجزاء من ولايات بروان ونورستان ولغمان وسمنكان وقندوز.
اغتيال دامٍٍ
تم اغتيال أحمد شاه مسعود في 9 سبتمبر 2001، أي قبل يومين فقط من تفجيرات 11 سبتمبر 2001 بالولايات المتحدة، في عملية نسبت إلى تنظيم «القاعدة» الإرهابي، إذ يعتقد أن «أسامة بن لادن» زعيم التنظيم، أرسل اثنين من رجاله لقتل «مسعود» في بلدة «خواجة بهاء الدين» بولاية تخار حين تظاهرا بأنهما صحفيان وحملا معهما كاميرا ملغمة.
وفي عام 2005، أدانت محكمة فرنسية أربعة أشخاص بتهمة تقديم الدعم إلى قتلة أحمد شاه مسعود وحكم عليهم جميعًا بالسجن، وكانت الشرطة الفرنسية اعتقلت المتهمين بعد عثورها على أوراق تشير إلى علاقة ربطت بينهم وبين قتلة مسعود.





