ad a b
ad ad ad

اعترافات إخوان المغرب.. نقد ذاتي أم مراوغة؟

الإثنين 16/مايو/2022 - 04:05 م
المرجع
دعاء إمام
طباعة

بعد مرور أشهر على خسارة الإخوان رئاسة الحكومة في المغرب، ظهر عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، متحدثًا عن الأخطاء التي وقع فيها الإسلاميون، خلال فترة تواجدهم في الحكم، قائلًا: إن الخطأ الجوهري للحركة الإسلامية في العالم هو السعي إلى الحكم، وأن دورها فقط هو الامتثال لقناعات ومواقف وأخلاق العقيدة الإسلامية، ودعوة الآخرين إلى عبادة الله.

اعترافات إخوان المغرب..

تغيير المسار

وألمح «بنكيران» خلال كلمته التي ألقاها في مؤتمر الحزب، الخميس 12 مايو 2022، إلى أن حزب العدالة والتنمية غيّر مساره، بعد معرفته أن دوره ليس السلطة، مشيرًا إلى أن الأنبياء والرسل والسلف الصالح لا يبحثون عن الحكم؛ بل إن هدفهم هو الإصلاح، مضيفًا أن تلك القناعة هي التي دفعته وإخوانه في الحركة الإسلامية التي تمخض عنها حزب العدالة والتنمية إلى تغيير مسارهم.


واعترف الأمين العام للعدالة والتنمية المغربي بأن الجماعة كانت لديها قناعة بأن سياسة البلاد قائمة على مخالفة مبادئ الدين، مضيفًا: «لم يكن لدينا وضوح حول ما يجب أن نفعل، هل ننخرط في السياسة أم نقوم بانقلاب، وكان لدينا حكم شامل عن الجميع بأنهم طاغوت».


وتحدث عن التجربة السودانية لجماعة الإخوان، إذ لفت إلى أن الإسلاميين في السودان عند وصولهم إلى الحكم لم يستطيعوا النجاح في تحقيق التنمية بالشكل المطلوب، وظهر منهم بعض الذين يبحثون عن السلطة والمال والثروة، والطائفية والإقصائية، وفي الأخير تخلى عنهم الشعب.


واختتم عبد الإله بنكيران، حديثه بتوجيه رسالة لملك البلاد محمد السادس قائلا: «نحن معك، جئنا كي نعاونك في إطار القوانين المعمول بها».


ورغم أن اعترافات «بنكيران» بدأ تفسيرها كمقدمة للنقد الذاتي، فإن البعض وصفها بـ«المراوغة» ومحاولة للتموضع من جديد بعد الخسائر المتتالية للإسلاميين في الدول العربية وسقوطهم في مصر وتونس، إذ تسبب الرفض الشعبي لبقاء حزب العدالة والتنمية في رئاسة الحكومة إلى إقصائه، وإبعاد رئيسه سعد الدين العثماني، لتختار الجماعة عودة عبد الإله بنكيران باعتباره أكثر قدرة على المراوغة.

اعترافات إخوان المغرب..

أخطاء إسلاميي المغرب

فنّد الدكتور فريد الأنصاري، عضو المجلس العلمي الأعلى بالمغرب، أسباب فشل الحركات الإسلامية، مشيرًا إلى أنه كان بإمكان الحركة الإسلامية أن تكون ما أرادت لو أنها عملت لوجه الله حقيقة ولم تستعجل أمرها في تأسيس الأحزاب ودخول الحياة السياسية، مضيفًا أن سر الخطأ لديها أنها استثمرت كل طاقتها في تصميم المقرات والمظاهر دون أن تستثمرها في الإنسان.


وأوضح «الأنصاري» في كتابه «الأخطاء الستة للحركة الإسلامية في المغرب» أن سيطرة شخصية المُثقَّف أو التكنوقراطي على قيادة الحركة الإسلامية في المستويات العالية والمتوسطة من تلك الحركة، وهي شخصية تتسم باللاعلمية وتضخم الأنا الفردية، أدى إلى أن تكون قراراتها خاضعة لشخصانية مزاجية، فكانت ألصق بالهوى وأبعد عن الشريعة.


وانتقد الكاتب الأسلوب الإداري التنظيمي للإسلاميين والذي يعتمد البناء الهرمي العمودي في إدارة العمل وتسييره، حيث تتركب هياكله بعضها على بعض على سبيل التحكم بين قطعها، فلا يتحرك الأدنى إلا بحركة الأعلى، والعكس غير صحيح، إذ كان مؤسس جماعة الإخوان حسن البنا (1928)، أول من أنشأ تنظيمًا بهذه الصورة، ثم ندم عليه، لكن  الحركات الإسلامية بالمغرب اعتمدت نفس النظام الإداري مع تطوير قليل.

"