بعد محاكمة «نوري» في ستوكهولم.. إيران تبتز السويد بورقة مزدوجي الجنسية
الأربعاء 11/مايو/2022 - 04:27 م
محمد شعت
لا يزال ملف مزدوجي الجنسية في إيران إحدى أوراق الضغط التي يستخدمها النظام لتحقيق مكاسب سياسية، وشهدت السنوات الأخيرة عمليات اعتقال لعدد من المواطنين مزدوجي الجنسية أثناء زيارتهم لإيران، وذلك بهدف الضغط على الدول صاحبة الجنسية لتسوية نزاعات أو تحقيق مكاسب.
وتأتي اعتقالات مزدوجي الجنسية والمساومة على إطلاق سراحهم، رغم التطمينات التي أطلقها وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان بعدما أعربت عائلات مواطنين إيرانيين يحملون جنسيات أجنبية محتجزين في إيران عن غضبها لمعاملتهم، وقال عبداللهيان إنه أبلغ لجنة تمثل الإيرانيين في الخارج بأن قضية «الإيرانيين المزدوجي الجنسية» يجب حلها في البرلمان وأنه سيتم إنشاء موقع إلكتروني لطمأنتهم بأنه لن تكون هناك مشكلة في السفر.
توتر مع السويد
وتوترت العلاقات بين إيران والسويد بعدما انتهت، الأربعاء الماضي، مؤخرًا في ستوكهولم محاكمة تاريخية لمسؤول سابق في سجن إيراني متهم بارتكاب جرائم حرب خلال حملة تطهير ضد معارضين عام 1988، وهي القضية التي تعرف بـ«لجان الموت» والتي تم خلالها إعدام الآلاف من المعارضين الإيرانيين، وهي القضية نفسها المتهم فيها الرئيس الإيراني الحالي إبراهيم رئيسي، والذي كان عضوًا في هذه اللجان.
ويُتهم حميد نوري، بارتكاب جرائم ضد الإنسانية، وجرائم حرب لتورطه في إعدام أكثر من 5 آلاف سجين في إيران بأمر من المرشد الأعلى الخميني، وفي الأسبوع الماضي، طالب المدعون بالمؤبد لنوري الذي يحاكم في ستوكهولم منذ أغسطس 2021، وأعلن القاضي الأربعاء اليوم الأخير من المحاكمة، أن موعد النطق بالحكم، 14 يوليو المقبل.
وحسب الادعاء والناجين الذين شهدوا ضده، كان نوري نائب المدعي العام المساعد في سجن كوهاردشت قرب طهران، وأصدر أحكامًا بإعدام ونقل السجناء إلى غرفة الإعدام، وساعد المدعين العامين في جمع أسماء السجناء، إلا أن نوري قال إنه كان في إجازة خلال الفترة المذكورة وأنه عمل في سجن آخر، وليس في سجن كوهاردشت.
واعتقل نوري في مطار ستوكهولم في نوفمبر2019 بعد أن قدم معارضون إيرانيون في السويد شكاوى ضده لدى الشرطة، وهو ما ساهم في توتر أكبر للعلاقات بين ستوكهولم وطهران، ودفع طهران إلى استدعاء سفير السويد.
ابتزاز إيراني
بالتزامن مع انتهاء محاكمة حميد النوري المتورط في قضية مذبحة «لجان الموت» 1988، وقرب النطق بحكم نهائي ضده، أعلن النظام الإيراني عن قرب تنفيذ حكم الإعدام بحق أحمد رضا جلالي – وهو مواطن سويدي من أصل إيراني – حيث ذكرت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية شبه الرسمية، أن سويديًّا من أصل إيراني حُكم عليه بالإعدام في إيران بتهمة التجسس لصالح الاستخبارات الإسرائيلية سيُعدم هذا الشهر.
وكشفت تقارير إيرانية أنه من المقرر إعدام أحمد رضا جلالي بحلول 21 مايو الجاري، وهو طبيب وباحث في طب الكوارث، وكان قد اعتقل في عام 2016 أثناء زيارة أكاديمية لإيران، ويبدو أن إذاعة هذه الأنباء التي تتزامن مع وقت يواجه حميد نوري، وهو مسؤول سابق بالادعاء الإيراني اعتقلته السلطات السويدية عام 2019، حكمًا بالسجن مدى الحياة في السويد بتهمة ارتكاب جرائم حرب دولية وانتهاكات لحقوق الإنسان.
وتأتي الخطوة الإيرانية بمثابة ضغط على السويد للإفراج عن حميد نوري المتهم بجرائم حرب لمشاركته في مذبحة 1988، حيث قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زاده في مؤتمر صحفي، الإثنين 9 مايو 2022: «ندرس طلب إعادة النظر في حكم الإعدام الصادر بحق الباحث الإيراني الأصل السويدي الجنسية أحمد رضا جلالي».
وقال زاده: إن الباحث أحمد رضا جلالي معتقل منذ فترة طويلة في إيران بتهمة التجسس، وحكم عليه بالإعدام بعد تسببه في أضرار جسيمة، وبشأن إمكانية تبادل جلالي مع حميد نوري – مسؤول إيراني سابق - تمت محاكمته في السويد، قال: هناك طلب بإعادة النظر في حكم الإعدام، وهو قيد المراجعة.





