الملا داد الله.. أخطر مسئول عسكري في طالبان
فقد قدمه اليسرى أثناء محاولته اقتحام العاصمة الافغانية "كابول"
بقواته، حيث انفجر به لغم أرضي، واستمر يقود، بلا هوادة التوسعات العسكرية لحركة طالبان
طوال ثمان سنوات، حتى سقوط حكم الحركة أواخر عام 2001.
هو الملا "داد الله"،
الذى يعد أخطر مسؤول عسكري في طالبان، وأحد نشطاء المقاومة المسلحة بعد الغزو
الأمريكي لأفغانستان في 2001، فمنذ انطلاق حركة طالبان عام 1994، كان الملا من
مؤسسيها الأوائل وقاد المجموعات الصغيرة، التي قضت على الحواجز المسلحة، في الجنوب،
وسيطر على عدد من الولايات في الشرق الأفغاني.
يذكر الملا ضعيف، سفير أفغانستان الأسبق في باكستان، في كتابه "حياتي
مع طالبان" إن داد الله كان له فضل كبير في إنقاذ القوات الطالبانية من
الانهيار أمام التحالف الشمالي المعارض، فيقول "كان الدور الحاسم في نجاح طالبان للملا داد
الله آخوند، قائد طالبان في قندوز، يُجمع من عايشوا تلك المرحلة على الأمر الآتي:
لو لم يكن الملا داد الله لكان مقاتلوا طالبان الستة آلاف قد واجهوا الموت .. كان
هذا القائد بساق واحدة على أهبة الاستعداد ليقود العمليات المسلحة بنفسه في أي وقت
متقدما رجاله في الصفوف الأمامية ومندفعا في الهجوم على العدو".
ويضيف: "تميز نهجه
بالصرامة فلم يجرؤ أحد على التراجع أو الفرار من مسئولياته، وكانت تهديداته تؤخذ
على محمل الجد خاصة بعد ان قام بالتصويب على عنصر من طالبان انسحب من أرض المعركة
وأصابه في رجله ومنذ ذلك الحين لم يعد أحد يتجرأ على التراجع دون امر مباشر من
الملا داد الله، كان ذلك الرجل شابا شجاعا لم يعرف الخوف يوما، ربما وُجد آخرون
مثله لكنه الوحيد الذي أبقى على رأس التحالف الشمالي مسعود في جبال بامير، لم يكن
احد من هؤلاء القادة قادرا حتى على مواجهة نبرة صوته".
وفي اكتوبر 2001 عندما اجتاحت القوات الامريكية أفغانستان، عرضت قوات التحالف الشمالي المتحالفة مع واشنطن، (قوات الجنرال عبد الرشيد دوستم)، على قادة طالبان، في محافظات الشمال الاستسلام، مقابل تسهيل وصولهم لقندهار، فوافق بعض قادة الحركة كالملا فاضل، والملا نور الله النوري، حفاظا على حياة مقاتليهم، إلا أن داد الله رفض الاستسلام، وأكد عدم ثقته بتلك الوعود، ورفض طلبهم بتسليم المجاهدين العرب ، وغير الأفغان إلى الأمريكيين، وقال لهم انهم مثل الأفغان تماما، ولما وقع المئات من الطالبان في الأسر فر إلى إحدى القرى القريبة، فاختفى فيها لمدة شهر ونصف.
بعد الغزو الأمريكي عين
الملا محمد عمر زعيم طالبان، مجلسا لإدارة الشؤون العسكرية والجهادية ضد التحالف
الدولي في أفغانستان ، مكون من عشرة أشخاص، كان داد الله واحدا منهم، ووصفته
الصحافة العالمية حينها، بزرقاوي أفغانستان، بسبب تشابهه مع الأخير في اعتماد
أسلوب العمليات الانتحارية، في محاربة القوات الأمريكية وحلفائها.
قاد المقاومة المسلحة ضد الغزو
في الولايات الجنوبية مثل قندهار وهلمند وأورزجان وزابول، ثم امتدت دائرة عملياته
لولايات أخرى عديدة، واكتسب شهرته من تواصله مع وكالات الأنباء والإذاعات
العالمية، وهكذا أصبح رجل الحرب والإعلام في وقت واحد.
وردت تقارير صحفية انه تم القبض عليه في 19 مايو 2006، ولكن ثبت عدم دقة تلك المعلومات، وفي مايو 2007، سقط "دادالله" قتيلا بعد اشتباكات دامية، وجاء الاعتراف بمقتله بعد نفي حركة "طالبان" في البداية، لكن السلطات الافغانية اعلنت انه قتل، وعرضت جثته على الصحفيين في قندهار، وقال المتحدث باسم "طالبان" يوسف احمدي إن "دادالله" قاتل القوات الافغانية وقوات حلف شمال الاطلسي 24 ساعة كاملة قبل ان يلقى مصرعه.





