ad a b
ad ad ad

اليمين المتطرف في الولايات المتحدة ينذر بمخاطر على الأمن القومي

الثلاثاء 24/مايو/2022 - 07:25 م
المرجع
نهلة عبدالمنعم
طباعة

عكست الأوضاع المجتمعية بالولايات المتحدة الأمريكية تزايدًا في انتشار أنشطة اليمين المتطرف، ما دفع الحكومة لاتخاذ إجراءات حازمة لتقويض تمدد التيار، وإيقاف خطورته على الأمن القومي.


اليمين المتطرف في

ويبقى اللافت في مواجهة اليمين المتطرف هو اختلاف حدة الإجراءات الحازمة ضد التيار بين القوى الحاكمة، أي أن توجهات حكومة جو بايدن ضد اليمين المتطرف تختلف عن توجهات حكومة سلفه ضد التيار ذاته، ما يخلف تساؤلات حول العلاقة بين تنامي الأيديولوجيا المتطرفة والأنماط الفكرية الحاكمة للساسة.


إجراءات أمريكية نحو صد اليمين المتطرف

أسهمت أحداث اقتحام الكونجرس الأمريكي في ٦ يناير ٢٠٢١ في تسليط الضوء على احتمالات العنف لدى تيار اليمين المتطرف بالبلاد، وإمكانية تطبيقه لأنشطة هجومية تهدد الأمن العام، إذ خلفت هذه الأحداث عددًا من القتلى والجرحى على خلفية اعتراض أنصار الرئيس السابق دونالد ترامب وبعض جماعات اليمين المتطرف على فوز جو بايدن بالرئاسة الأمريكية.

ومن ثم اتجهت الحكومة لإصدار إجراءات جديدة تقوض من انتشار التيار، وأهمها استحداث وحدة استخبارية خاصة لتتبع أنشطة التيار والمنتمين له، خوفًا من تضاعف العنف في المجتمع، ففي 11 مايو 2021 أعلنت وزارة الداخلية الأمريكية إطلاق وحدة جديدة بهيئة الاستخبارات الخاصة بمواجهة الإرهاب المحلي لتعقب اليمين المتطرف.

وارتبط استحداث قسم استخباري جديد لمكافحة أنشطة اليمين المتطرف بتقارير داخلية من وكالة الاستخبارات الفيدرالية تحذر من تنامي خطر التطرف العنيف من بعض تيارات اليمين، وهو ما يتماشى مع توجه حكومة الرئيس جو بايدن بمواجهة مخاطر التيار على الأمن القومي.



اليمين المتطرف في

اليمين المتطرف في أمريكا وأزمة انتشار كورونا

تأتي جائحة كورونا كأحد أبرز الوقائع التي كشفت تمدد التيار العنيف بالولايات المتحدة، إذ أعلنت الجماعة عن نفسها عبر مجموعات تحريضية على وسائل التواصل الاجتماعي تدعو أتباعها لنشر الفيروس بين مجتمع الأقليات من أتباع الديانة الإسلامية واليهودية وأصحاب الأصول الأفريقية، إذ يعتقد أتباع اليمين المتطرف بتفوق أصحاب العرق الأبيض عن باقي الأجناس، كما أنهم يضطهدون جميع المخالفين لعقيدتهم، علاوة على مطالبتهم بنشر الفيروس بين الأشخاص الذين تعود أصولهم للهنود الحمر.

وتحت أبعاد نظرية المؤامرة وجد اليمين المتطرف في جائحة كورونا فرصة للتنفيس عن أفكاره، عبر اعتبار الفيروس مؤامرة للقضاء على الجنس الأبيض، ما جعلهم ينشرون الشائعات حول عدم جدوى اللقاحات المضادة للفيروس، وأن الحكومات تستغلها للقضاء على أجناس بعينها.

فيما أفرزت الجائحة ظاهرة تعاون مريب بين التيار التكفيري والتيار اليميني المتطرف، إذ اتجه أتباع التيار الأخير للمواد الإعلامية الصادرة عن قادة التيار الأول، حيث طرق نشر الفيروس بين المختلفين معهم، فمع انتشار فيروس كورونا عالميًّا بين المواطنين ظهر أتباع التيار التكفيري في مقاطع مصورة لحث أتباعهم على استغلال الجائحة لحصد أكبر عدد ممكن من أرواح البشر.

إن أزمة اليمين المتطرف كتيار عنيف ظهرت بجلاء مع اقتحام الكونجرس، ما أفرز جدال مجتمعي حول وجود خطورة حقيقية لا ترتبط فقط بالأبعاد الدينية لممارسي العنف، إذ اعتادت الحكومات الغربية وصم التطرف العنيف الصادر عن أفكار أو ديانات محددة بالإرهاب دون غيره من الهجمات الصادرة عن الآخرين، والتي كانت تصنف كحوادث كراهية، ولكن مع أزمة الكونجرس دق ناقوس الخطر حول التطرف كسلوك وعقيدة أيًّا كان اتجاهها.

"