الخطف والاختفاء القسري.. معارك لا تنتهي بين الفصائل المسلحة في الشمال السوري
يعد الخطف والاختفاء، أحد أبرز الظواهر الأمنية السلبية التي لا تزال تخيم على مناطق عديدة من الشمال السوري؛ خاصة مناطق النزاع بين الفصائل المسلحة وعلى رأسها تنظيم «داعش» الإرهابي وما تعرف بـ«هيئة تحرير الشام»، وقوات سوريا الديمقراطية «قسد»، إضافة إلى دخول العشائر هي الأخرى على خط الأحداث.
قسد والعشائر
آخر تلك العمليات التي وقعت، الأحد الأول من مايو الجاري، عندما اختطف أفراد من عشيرة «البكارة» قيادية في «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) ردًا
على اعتقال الأخيرة مدنيًّا من أبناء العشيرة ذاتها بعد تعرضه لطلق ناري إثر عملية الاعتقال.
وقالت وسائل إعلام محلية، إن مجموعة مسلحة من أبناء «البكارة» اختطفت القيادية الكردية الملقبة بـ«آزادي أحد»، وهي من كوادر جبال قنديل (قياديي حزب العمال الكردستاني) في بلدة الكسرة غربي دير الزور.
وجاء اختطاف القيادية على خلفية اعتقال «قسد» للشاب حسان
العروة، وهو من أبناء بلدة محيميدة شمال غربي دير الزور، والذي يعمل كمتعهد نفط.
وذكرت شبكة «نهر ميديا» المحلية، أن «العروة» أصيب، رفقة شخص آخر بجروح، جراء اشتباك بين عدد من أفراد عائلة «العروة» ومجموعة من «قسد»، في بلدة الجنينة غربي دير الزور، بسبب خلاف على التهريب.
وإثر الحادثة انتشرت حواجز لذويه في قرى «محيميدة» و«الحصان» وسط توتر تشهده المنطقة، بحسب شبكة «الشعيطات» المحلية، التي قالت إن «قسد» سربت تسجيلًا مصورًا لحسان يُطمئن فيها أسرته بعد انتشار شائعات عن مقتله، بينما لا يزال مصير القيادية مجهولًا، في ظل غياب أي تصريح أو تعليق رسمي من قبل «قسد».
بين قسد وداعش
لم تقف معارك تنظيم «داعش» مع قوات سوريا الديمقراطية عند المواجهات المباشرة، بل تتحول في أحيان كثيرة إلى خطف المدنيين مقابل الحصول على فدية، ومن ذلك ما وقع في منتصف فبراير الماضي بعد أيام من فشل هجوم سجن الصناعة بالحسكة، حينما داهم مسلحون ملثمون ينتمون لتنظيم «داعش» منزلًا في حي كبابة شمال مدينة الحسكة، واختطفوا مواطنًا مدنيًّا، واقتادوه إلى جهة مجهولة، وتواصلت الجماعة مع شقيقه الذي يعمل بتجارة السيارات، وطلبوا دفع فدية مالية قدرها 60 ألف دولار أمريكي، وهدد الخاطفون بقطع رأسه في حال رفض الأهل دفع الفدية.
وخلال الاتصالات مع العائلة
عرفت الجماعة نفسها بأنها تنتمي لتنظيم «داعش»، وتم الإفراج عنه بعد دفع ذويه الفدية.
وحسب شقيق المختطف، تمت عملية دفع الفدية وتسليم المبلغ في بلدة الهول الواقعة شرق
ريف الحسكة.
وفي منتصف فبراير الماضي أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن نساء محتجزات في مخيم "الهول" الذي يؤوي عائلات متشددي تنظيم «داعش» الإرهابي في شمال شرق سوريا، حاولن خطف حارساتهنّ الأكراد، وأدت المحاولة إلى إطلاق نار أسفر عن مقتل طفل وجرح 6 نساء وأطفال.
وجاء الهجوم في المخيم بعد أيام من مقتل زعيم تنظيم «داعش» عبدالله
قرداش «أبوإبراهيم الهاشمي القريشي» في غارة أمريكية على مخبئه في شمال
غرب سوريا، وذلك بعد أسبوعين من معارك دارت حول سجن غويران في الحسكة.
مختطفو السويداء
وتعيد هذه الأحداث إلى الذاكرة التاريخ الأسود لتنظيم «داعش» الإرهابي مع اختطاف المدنيين خاصة النساء، وكان أشهرها قضية اختطاف 36 مدنيًّا من محافظة السويداء جميعهم من النساء والأطفال في يوليو 2018م.
وذكرت شبكة
"السويداء 24" المحلية للأنباء على موقعها الإلكتروني وقتها أن جميع المخطوفين
من قرية الشبكي في ريف السويداء الشرقي، «20 سيدة تتراوح أعمارهن بين 18 و60
عامًا، إضافة إلى نحو 16» طفلًا وطفلة من المنطقة نفسها.
وجاءت عملية الخطف بعد هجوم مسلح أسفر عن مقتل العشرات من المدنيين، وأشعلت القضية حينها الرأي العام العالمي، وظلت المساومات بين «داعش» وبين الأهالي قرابة 5 أشهر مقابل تحرير المختطفين.





