ad a b
ad ad ad

اتساع جبهات المعارضة المسلحة ضد حكومة طالبان في أفغانستان

الثلاثاء 03/مايو/2022 - 12:02 ص
المرجع
محمد يسري ومصطفى كامل
طباعة
على مدى أكثر من 40 عامًا لم تهدأ أفغانستان من الصراعات المسلحة، سواء من قوات الاحتلال أو الجماعات المسلحة التي تستمد قوتها من التنوع العرقي والأيديولوجي في البلاد.

وتظل حركة «طالبان» التي استولت على السلطة مرتين على رأس تلك الجماعات المسلحة، إذ تواجه الحركة معارضة قوية منذ استيلائها الأخير على السلطة في أغسطس 2021.

ومنذ بداية العام الجاري ظهرت جماعات مسلحة جديدة لم تكن ضمن الفصائل المسلحة الموجودة في البلاد سابقًا، ردًا على وصول «طالبان» للحكم، واعتراضًا على تصرفاتها.

جمعية نور

في منتصف أبريل الجاري أعلنت جماعة مسلحة جديدة عن تشكيلها لبدء الحرب ضد حركة «طالبان»، ويطلق على الجماعة الجديدة اسم «جمعية نور» وأعلنت عن وجودها في مدينة «اندراب» شمال أفغانستان.

وأكدت الجماعة في بيانها التأسيسي أن هدفها الأساسي هو «المقاومة المسلحة» ضد حركة طالبان، ونشرت تسجيلًا مصورًا قالت فيه: «إن هذه الجماعة تشكلت لمحاربة طالبان بأمر من عطاء الله نور وبالتنسيق مع الجماعات العسكرية الأخرى لمواجهة جيش المرتزقة والمجرم والفاشي التابعة لحركة طالبان».

وزعيم الحركة الجديدة هو «عطاء الله نور»، سياسي سابق وأحد أعضاء حزب الجماعة الإسلامية الأفغانية، من مواليد عام 1964، وشغل منصب حاكم ولاية بلخ لما يقرب من 14 عامًا إلى أن تركه في يناير 2018.

حركة الحرية

سبق إعلان ظهور جمعية نور الجديدة، الإعلان في فبراير الماضي، عن حركة تسمى «الحرية الوطنية الإسلامية» والتي أعلنت عن تشكيلها في منطقة ننجرهار شرقي البلاد.

وتعد «ننجرهار»، من أكثر المناطق التي شهدت نشاطًا لتنظيم «داعش» الإرهابي منذ صعود حركة «طالبان» إلى السلطة في أغسطس الماضي، ومن أبرز العمليات التي نفذها «داعش» في هذه المنطقة الهجوم الذي تعرض له أحد المساجد في منطقة سبين غار أثناء صلاة الجمعة منتصف نوفمبر الماضي وخلف 3 قتلى وما يزيد على 15 مصابًا.

وفي هذه الأجواء المضطربة ظهر الفصيل المسلح الجديد ليعلن عن نفسه في تسجيل مرئي، تداوله مقربون منه على مواقع التواصل الاجتماعي يعلن عن تأسيس الحركة الجديدة، باسم حركة الحرية الوطنية الإسلامية، دون الإفصاح عن هوية قادتها، رغم الإعلان عن الهدف من إنشاء هذا الفصيل وهو مقاومة حركة طالبان.

جبهة تحرير أفغانستان

في مارس الماضي، أعلنت جبهة «تحرير أفغانستان»، عن إطلاقها عبر مواقع التواصل الاجتماعي هدف القتال من أجل تحرير البلاد من الاحتلال، دون الكشف عن قيادتها، لكن التقارير الأخيرة أشارت إلى أن الجنرال «ياسين ضياء» وزير الدفاع السابق ورئيس الأركان العامة، هو أحد قادة الجبهة.

وخلال ظهور جبهة «تحرير أفغانستان»، تلا ذلك إعلان مسؤوليتها عن شن هجمات على أهداف تابعة لطالبان في عدة مقاطعات، من بدخشان في الشمال إلى قندهار في الجنوب.

جبهة المقاومة الوطنية

وكانت جبهة المقاومة الوطنية بقيادة أحمد مسعود قد أعلنت في أغسطس 2021، رفضها الانصياع لحكومة «طالبان» التي جرى تشكيلها في مطلع سبتمبر الماضي.

وتبنت جبهة المقاومة الوطنية الأفغانية العديد من الهجمات ضد مواقع وعناصر تابعين لحركة طالبان في ولاية بنجشير.

وتعمل مجموعة ««جبهة المقاومة الوطنية الأفغانية» بالإضافة إلى قاعدتها الرئيسية في وادي بنجشير شمال كابل، في وادي أندراب من خلال فرع يعرف باسم جبهة مقاومة أندراب، وهي مجموعة من الخلايا الصغيرة التي يرأسها القادة المحليون الذين أعلنوا الولاء لأحمد شاه مسعود، مشيرةً إلى أنها تعمل في ما لا يقل عن اثنتي عشرة مقاطعة.

رئيس العلاقات الخارجية في الجبهة «علي ميسم نازاري»، قال إن حركة طالبان عانت هزائم متكررة في بنجشير وأندراب وأجزاء أخرى من جبال هندو كوش، مؤكدًا أن الجبهة أثبتت أنها قادرة على الاحتفاظ ببعض أنواع الأودية الريفية النائية والتضاريس الجبلية في أماكن مثل بغلان وأجزاء من بنجشير.

وتنضم الفصائل الجديدة، إلى قائمة الفصائل المعارضة التقليدية الأخرى التي تواجه حركة طالبان، ليس منذ صعودها للحكم في أغسطس الماضي، ولكن منذ نشأتها، وأغلبها يقوم على أسس عرقية يقودها أمراء حرب سابقون لا تزال الميليشيات التابعة لهم تسيطر على أجزاء من البلاد، كما في الوسط ذي الأغلبية الهزارية، وفي الشمال ذي الأغلبية الطاجيكية، وفي الجنوب ذي الأغلبية البشتونية.

مدير برنامج مكافحة التهديدات والتحديات في مركز التحليلات البحرية (CNA) «جوناثان شرودين»، أكد أن هذه الجماعات تواجه عدة مشكلات حتى تصبح قوة قتالية فعالة في مقدمتها عدم التنسيق وعدم وجود أي دعم خارجي، مشيرًا إلى أنه من المرجح أن تمثل الجماعات مستوى منخفضًا من الازعاج لحركة طالبان الأفضل تسليحًا وعدديَا، مضيفًا: «على المدى الطويل يمكن لهذه الجماعات أن تقلب موازين القتال إذا نجحت في الاندماج تحت راية مشتركة واستغلال الاستياء الشعبي من طالبان والعثور على راع دولي لهم».

الكلمات المفتاحية

"