تفكيك خلايا التجسس في إيران.. نشاط استخباراتي أم تلفيق قضايا للمعارضين؟
الأحد 24/أبريل/2022 - 02:53 م
خلال السنوات الأخيرة أعلنت إيران أكثر من مرة عن ضبط خلايا تجسس تعمل لصالح إسرائيل، وهو الأمر الذي قد يشير إلى مدى اختراق الداخل الإيراني من جانب جهاز الاستخبارات الخارجية الاسرائيلي «موساد»، إلا أن الغريب هو عمليات الكشف عن خلايا تجسس تتعلق غالبًا بمعارضين أو نشطاء في الخارج وغالبًا ما يتم توجيه تهمة التخابر لهؤلاء، وهو ما تكرر أكثر من مرة، خاصة مع المنتمين إلى القوميات غير الفارسية.
خلية جديدة
أعلن التلفزيون الرسمي الإيراني الخميس 21 أبريل 2022، عن توقيف أجهزة الأمن في البلاد ثلاثة أشخاص جنوب شرق البلاد، يشتبه بارتباطهم بجهاز الموساد، لضلوعهم في نشر وثائق مصنّفة سرية بحسب بيان لوزارة الأمن الاستخبارات، وجرى توقيف الثلاثة في محافظة سيستان-بلوشستان.
ووفق تقرير التلفزيون الإيراني فقد جرت عملية التوقيف بقرار من السلطة القضائية، وفق البيان الذي لم يحدد تاريخ ذلك أو هوية الموقوفين أو طبيعة الوثائق المنشورة.
واللافت أن المحافظة التي ينتمي الموقوفين إليها هي محافظة سيستان-بلوشستان في جنوب إيران على الحدود مع كل من باكستان وأفغانستان، وهي غالبًا ما تشهد مناوشات متكررة بين قوات الأمن الإيرانية ومجموعات مسلحّة.
وتعد بلوشستان من المحافظات التي تمثل صداعًا في رأس النظام الإيراني، خاصة أنها موطن لقومية البلوش التي كونت حركات مسلحة ضد النظام، أبرزها جيش العدل البلوشي الذي نفذ عمليات مسلحة، وغالبًا ما تُعلن السلطات الإيرانية توقيف أشخاص مرتبطين بأجهزة استخبارات تابعة لدول أجنبية خصوصًا الولايات المتحدة وإسرائيل، العدوين اللدودين لإيران، وهو الأمر نفسه الذي تكرر في مايو 2021 إثر توقيف عناصر عميلة للاستخبارات الإسرائيلية وفق وصف أجهزة النظام، وضبط أسلحة كانت معدة للاستخدام في أحداث شغب في الأحواز جنوب غرب البلاد.
خلايا سابقة
في أغسطس 2021، أعلنت وزارة الأمن الإيرانية تفكيك خمس خلايا تجسس على صلة بالموساد الإسرائيلي ووكالة الاستخبارات الأمريكية (سي آي إيه) واستخبارات دول أوروبية.
ووفق وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا) نقلًا عن مساعد مدير مكافحة التجسس بوزارة الأمن الإيرانية، إن قواته تمكنت في سياق صدها المستدام لأجهزة التجسس التابعة لقوى الهيمنة من تحديد عدد من الجواسيس، الذين كانوا على صلة بهذه الأجهزة وإلقاء القبض عليهم، ولم يحدد المسؤول الإيراني عدد الموقوفين أو تاريخ وملابسات تفكيك هذه الخلايا.
وأكد أن ضباط المخابرات الأجنبية كانوا بصدد التجسس عبر استخدام أساليب معقدة وعديدة على المشاريع النووية والسياسية والاقتصادية والعسكرية والبنيوية في إيران، تحقيقًا لمآرب الوكالات الاستخبارات الأجنبية التابعة لـ(سي آي إيه) والموساد وبعض الدول الأوروبية ذات الصلة بملفات التجسس الأخيرة.
وأوضح أن هذه الوكالات تهدف إلى عرقلة توصل إيران إلى العلوم والتكنولوجيا الحديثة، مؤكدًا أن هذه المحاولات والإجراءات المستميتة باءت بالفشل، وفق وصفه.
وحذر مساعد مدير شؤون مكافحة التجسس بوزارة الأمن الإيرانية جميع الأشخاص المغرر بهم والخونة وأعداء الجمهورية الإسلامية، وفق وصفه، من أنهم لن يفلتوا في أي بقعة كانوا، متعهدًا برد حازم على جميع مؤامرات الأعداء المخاصمين، وذلك بعدما أعلنت السلطة القضائية الإيرانية اعتقال خمسة أشخاص بتهمة التجسس لصالح أجهزة استخبارات غربية.
وقال المتحدث باسم السلطة القضائية الإيرانية غلام حسين إسماعيلي، إن الجواسيس الخمسة قاموا بالتجسس لصالح كل من بريطانيا وألمانيا وإسرائيل، مشيرًا إلى الحكم على اثنين منهم بالسجن، وذلك بعدما أعلنت طهران في وقت سابق على هذه الواقعة إعدام موظف متقاعد في وزارة الدفاع بتهمة التجسس لصالح الولايات المتحدة.





