اشتعال فتيل التوتر بين «طالبان أفغانستان» وإسلام أباد
الثلاثاء 26/أبريل/2022 - 10:21 م
أحمد عادل
منذ وصول حركة طالبان إلى السلطة في أفغانستان منتصف أغسطس 2021، تصاعد التوتر الحدودي مع الجارة باكستان، إذ تشن جماعات متشددة هجمات على الأراضي الباكستانية.
وقالت السلطات الباكستانية، الأحد 17
أبريل 2022، إن حوادث استهداف قواتها الأمنية في هجمات عبر الحدود من
أفغانستان ارتفعت بصورة كبيرة، ودعت سلطات طالبان إلى التحرك ضد
المسلحين، وذلك بعد يوم واحد من ضربات جوية يقال إن إسلام أباد نفذتها
داخل المجال الجوي الأفغاني، راح ضحيتها 36 شخصًا.
وأدى
الحادث الذي تنفي باكستان مسؤوليتها عنه، إلى زيادة التوترات المتصاعدة
بالفعل بين الجارتين، واستدعت سلطات طالبان، السبت، السفير الباكستاني في
كابول للاحتجاج على تلك الضربات.
وقال
وزير الخارجية في حكومة طالبان، أمير خان متقي، للسفير الباكستاني: «يجب
منع وقوع انتهاكات عسكرية من هذا النوع في خوست وكونار إذ إن الأشخاص
الذين يريدون بنا الشر والمجموعات ذات المصالح الضيقة سيستغلون حوادث
كهذه».
بدورها،
ذكرت وزارة الخارجية الباكستانية، في بيان، الأحد 17 أبريل إنه في الأيام
القليلة الماضية زادت الحوادث على طول الحدود الباكستانية الأفغانية بصورة
كبيرة، حيث يتم استهداف قوات الأمن الباكستانية عبر الحدود، وأضافت أن
منفذي الهجمات يفلتون من العقاب، وأن إسلام أباد طلبت مرارًا من السلطات
الأفغانية التحرك لوقفها ولكن دون جدوى.
وأشارت
إسلام أباد إلى أن سبعة جنود باكستانيين سقطوا في منطقة شمال وزيرستان
الحدودية الخميس 14 أبريل 2022، وتقع المنطقة على حدود إقليم خوست بشرق
أفغانستان.
خط ديورند
وتنفي طالبان إيواء مسلحين باكستانيين، لكنها غاضبة من سياج تقيمه إسلام
أباد على الحدود المشتركة التي يبلغ طولها 2700 كيلومتر، ويعرف باسم خط
ديورند، علمًا أنها رسمت في الحقبة الاستعمارية.
ولطالما كانت المناطق الحدودية بين البلدين معقلاً لجماعات مسلحة مثل حركة «طالبان باكستان»، التي تعمل عبر الحدود مع أفغانستان.
وحركة طالبان الأفغانية وشقيقتها «طالبان باكستان»، جماعتان منفصلتان في كلا البلدين، لكنهما تشتركان في الفكر، ومنذ سيطرة طالبان على السلطة في أفغانستان، أصبحت «طالبان باكستان» أكثر جرأة، وتشنّ هجمات منتظمة ضد القوات الباكستانية.
وسقط ستة عسكريين باكستانيين في هجوم خلال فبراير الماضي، نفذته حركة طالبان الباكستانية من داخل أراضي أفغانستان.
ونفت سفارة باكستان في كابول شن ضربات جوية، فيما أبدت بعثة الأمم المتحدة لتقديم المساعدة في أفغانستان قلقها إزاء الحادث.
وقالت
المنظمة على تويتر: «تشعر بعثة الأمم المتحدة لتقديم المساعدة في
أفغانستان بقلق عميق إزاء التقارير التي تتحدث عن سقوط ضحايا مدنيين، بينهم
نساء وأطفال، نتيجة الضربات الجوية في مقاطعتي خوست وكونار»، مضيفة أنها
تعمل على إثبات الحقائق، والتحقق من الخسائر.
وأصدر المتحدث باسم حكومة طالبان بيانًا شديد اللهجة حذر فيه إسلام أباد من عواقب وخيمة إذا تكرر الأمر.
وقال
ذبيح الله مجاهد، إن هزيمة الولايات المتحدة قبل ثمانية أشهر كانت درسًا جيدًا للمعتدين الذين لا يريدون احترام أراضي أفغانستان وحريتها.





