ad a b
ad ad ad

البادية السورية.. أرض خصبة لمعارك وحرب عصابات «داعش»

الجمعة 22/أبريل/2022 - 11:36 م
المرجع
مصطفى كامل
طباعة

 منذ دخول فصل الشتاء بدأ تنظيم «داعش» بدعم خلاياه الإرهابية المنتشرة في البادية السورية، بتصعيد عملياته العسكرية فيها والتي تحولت إلى ميدان عمليات للتنظيم، إذ يركز الأخير في هجماته على الغارات الليلية، مستفيدًا من طول ليل الشتاء ومن حالة الطقس التي تضعف من فاعلية الطيران الحربي والاستطلاع، وبدا واضحًا تكثيفه العمليات في البادية السورية الممتدة من دير الزور على الحدود العراقية إلى أطراف حمص وحماة والسويداء مرورًا بباديتي الرقة وحلب، وصولاً إلى المثلث الحدودي العراقي-الأردني-السوري.

 


البادية السورية..

فشل الاحتواء


واصل التنظيم الإرهابي في البادية السورية تنفيذ عمليات نوعية قاتلة، إذ أصبحت استراتيجيته بعد أن فقد آخر معاقله في بلدة الباغوز في 2019، الابتعاد عن إيجاد مناطق سيطرة واضحة في المناطق المأهولة بالسكان في القرى والبلدات والمدن، وتجنب وجود خطوط مواجهة فعلية تجعله تحت ضربات القوى المعادية له بشكل مباشر، كما أن عمليات التحرك المستمر في البوادي الشاسعة، وأسلوب حرب العصابات الذي يتقنه التنظيم، وقدرة عناصره على التخفي ضمن الطبيعة الجغرافية في البادية، تشكل عوامل إضافية تساعده على البقاء وتُصَعب من عملية ملاحقته.


ومطلع أبريل 2022، شنت خلايا التنظيم هجومًا على الميليشيات الإيرانية في بلدة السخنة الواقعة بريف تدمر، حيث تم قتل ما يقرب من 4 عناصر من الميليشيات، الأمر الذي دعا القوات السورية إلى الاستنفار تحسبًا لأي هجمات مفاجئة على المواقع العسكرية من قبل خلايا التنظيم، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.


واتخذ التنظيم الإرهابي أواخر 2017، البادية منطقة تمركز له، مع بدء تراجعه الكبير في سوريا والعراق، وصولًا إلى عام 2019، حين فَقَد آخر معقل له في شرقي الفرات وهو بلدة الباغوز، مستفيدًا من اتساع البادية الجغرافي، التي تشكل نحو نصف مساحة سورية، في التحرك على العديد من المحاور، خصوصًا في بادية حمص ودير الزور، حيث يكثر وجود الميليشيات الإيرانية التي تتخذ من مدينة تدمر ومحيطها مناطق نفوذًا لها.


ركّز التنظيم على تكتيكات التحرك المستمر في البادية وأسلوب حرب العصابات، وشن عمليات صغيرة لها أهداف محددة تختلف زمنيًّا وجغرافيًّا في كل مرة، محققًا استراتيجية التنظيم التي انتقلت من حرب الجيوش إلى عمليات الولايات الأمنية، التي أكدها زعيمه السابق أبوبكر البغدادي قبل مقتله، وهي استراتيجية تستخدم الخلايا النائمة والمجموعات الصغيرة المتحركة بغرض استهداف نقاط أمنية أكثر منها مناطق جغرافية.



البادية السورية..

محاولات وقف الخطر

 

في المقابل، عاود الطيران الروسي بمساندة القوات السورية في حملة جديدة ضد تنظيم «داعش» في البادية السورية، لوقف خطره، حيث شن الطيران الروسي منذ مطلع أبريل الجاري ما يقرب من 240 غارة جوية مستهدفًا تمركزات خلايا التنظيم الإرهابي، لا سيما في بادية السخنة، وبادية الرصافة الواقعة في الجنوب الغربي من مدينة الرقة، حيث تراجع خلال مارس الماضي، نشاط الطيران الروسي في البادية على مواقع التنظيم، بسبب انشغال روسيا بغزو أوكرانيا.


واستقدم الجيش السوري تعزيزات عسكرية إلى بادية المسرب الواقعة جنوب غرب مدينة دير الزور، ليل السبت 9 أبريل 2022، بهدف استئناف عمليات التمشيط التي تستهدف خلايا «داعش» في المنطقة.


وعن الأسباب التي تحول دون القضاء على التنظيم في سوريا على الرغم من الحملات والقصف الجوي، يؤكد مراقبون، أن القضاء على التنظيم في المساحات المفتوحة مثل البادية السورية صعب، فالتنظيم لديه القدرة على التخفي والتحصين، كما أنه لم يصل إلى درجة كبيرة من الوهن، ولديه خلايا ومجموعات تتحرك وتشن عمليات وتستهدف مصالح لعدة أطراف.


بينما يوجد تخوّف ملحوظ من قبل التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة من هجوم لخلايا التنظيم واسع النطاق شنّه على سجن الحسكة في الشهر الأول من العام الحالي، على مواقع في منطقة شرق الفرات، والخاضعة لقوات سوريا الديمقراطية «قسد».


وكان الهجوم على سجن الحسكة في يناير2022، أكبر عمليات التنظيم في المنطقة الخاضعة لـ«قسد»، التي كانت حذرت من تخطيط هذا التنظيم لهجوم ربما يطاول مخيم الهول في ريف الحسكة الذي يضم عائلات مسلحين من التنظيم إما قتلوا وإما أُسروا، أو أنهم موجودون في البادية.

 

 

"