ad a b
ad ad ad

«حرة الهند».. دلالات الظهور الأخير لزعيم تنظيم القاعدة

الخميس 14/أبريل/2022 - 02:34 م
المرجع
محمد يسري
طباعة

 بث تنظيم القاعدة تسجيلًا مرئيًا لزعيم التنظيم أيمن الظواهري مساء الثلاثاء 5 أبريل الجاري. لا يتجاوز تسع دقائق بعنوان «حرةُ الهند»، ورغم أن إصدارات المؤسسة والأذرع الإعلامية للتنظيم شبه منفصلة عن الواقع منذ فترة طويلة لكن الإصدار الجديد، قد ألقى حجرًا في بركة التنظيم الراكدة خاصة خلال السنتين الأخيرتين، الأمر الذي يثير التساؤلات حول الرسائل التي يهدف إليها التنظيم من خلال هذا الظهور غير المعد له من قبل زعيمه أيمن الظواهري الذي طل فيه من سردابه غير معروف المكان.

«حرة الهند».. دلالات
حُرة الهند

بدا التسجيل منذ الثانية الأولى منفصلًا عن الواقع، لا يقدم شيئًا ذا بال، كعادة الإصدارات التي يظهر فيها زعيم التنظيم قبل اختفائه منذ 2020م، تحدث الظواهري خلاله عن واقعة فات عليها ما يقرب من شهرين وهي واقعة منع الطالبات من ارتداء الحجاب في الهند في الثلث الأول من فبراير الماضي، والذي أدى إلى موجة من الغضب في أوساط المسلمين في الهند، وتداولت وسائل الإعلام وقتها تسجيلًا مصورًا لفتاة مسلمة اسمها «مسكان خان» تتحدى السلطات الهندية، وتبلغ الفتاة 19 عامًا وانتشر التسجيل المصور على شبكات التواصل الاجتماعي بشكل كبير وتظهر فيه الفتاة وهي تدخل مدرستها، بينما يقترب منها حشد من الرجال، يرتدي كل منهم وشاحًا أحمر مائلًا إلى البرتقالي فوق كتفيه؛ وهو لون يرتبط بالديانة الهندوسية والجماعات القومية الهندوسية، وهم يهتفون «المجد للإله رام»، وظلت مسكات ثابتة في وجوههم، صائحة الله أكبر مرتدية عباءة سوداء وحجابًا أسود إلى أن تدخلت إدارة المدرسة لاصطحابها إلى الداخل.
«حرة الهند».. دلالات
رسائل فارغة

ورغم أن الواقعة مر عليها ما يقرب من شهرين لكن زعيم تنظيم القاعدة ظهر في الإصدار المصور، وكأنه لم يجد شيئًا لإثبات أنه لا يزال على قيد الحياة إلا من خلال اجترار مشهد قديم متغافلًا عن أوضاع تنظيمه والأوضاع السياسية في العالم خاصة قضايا العالم الإسلامي التي تمس التنظيم ومنهجه.

قضى زعيم القاعدة أيمن الظواهري 9 دقائق وهي كل مدة التسجيل المصور في الثناء على الفتاة «مسكان خان» وكأنه يتغزل في الفتاة التي لم تبلغ العشرين من عمرها، وعلى غير عادة التنظيم في إخفاء وجه النساء خلال تسجيلاتهم المرئية لكن الرجل ظل يكرر مشهد الفتاة التي سقط قناع وجهها عدة مرات وظهرت ملامحها أكثر من مرة في مشهد غير معتاد لدى التنظيم.

 نسج الرجل المسن قصيدة طويلة يمدح فيها الفتاة وصنيعها، الذي لا يعدو كونه مجرد تعبير عن رأيها في حالة انفعال، لم تستغرق سوى لحظات، ولم تسجل أية بطولة- بحسابات التنظيم القديمة- سوى الظهور والاعتراض وأطلق على تسجيله «حرة الهند» على غرار ما تفعله جماعة الإخوان المسلمين التي تصف نساءها بالحرائر، ومع ذلك فكان محور حديث الظواهري حول هذه الفتاة التي اختفى أثر فعلها بعد لحظة واحدة من تصويرها، وظل فقط يدغدغ عواطف المتعاطفين معها على مواقع التواصل الاجتماعي.

فشل الهدف

يظل هناك هدفان رئيسيان من هذا الإصدار في هذا التوقيت، وهما:

الأول: إثبات أن زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري ما زال على قيد الحياة لينفي التسريبات التي أعلنت وفاته منذ ما يقرب من عامين، لم يظهر خلالهما الظواهري بصوته وصورته رغم ظهور أكثر من إصدار يتحدث عنه وهو ما يوحي بأنه كان مصابًا، وأن كل الفترة الماضية كان يخضع لعلاج من مرض أو غيره.

الثاني: التركيز على الهند، فيحاول الظواهري من خلال إصداره، إثبات أن هناك نشاطًا مستقبليًّا لتنظيم القاعدة في الهند قد يكون أشد عنفًا.
"