ad a b
ad ad ad

مستقبل العلاقة بين «طالبان» وروسيا بعد اعتماد أول مبعوث للحركة في موسكو

الجمعة 08/أبريل/2022 - 01:01 م
المرجع
محمد يسري
طباعة

منذ استيلاء حركة «طالبان» على السلطة في أفغانستان في أغسطس 2021، وهي تسعى لكسب أية أرضية تسهم في الاعتراف الدولي بها، ورغم تاريخ الأفغان مع الاحتلال الروسي، وذكريات موسكو مع الأفغان التي أسقطتها، والتى كان الغزو الروسي لأفغانستان أحد العوامل المهمة في انهيار الاتحاد السوفييتي، رغم ذلك كله فقد كانت موسكو من أولى العواصم التي استقبلت وفود «طالبان» بعد استيلاء الحركة على السلطة، ومع الظرف السياسي الراهن لكل من روسيا وحربها في كرواتيا، وظروف حركة طالبان بدأت مرحلة جديدة توحي بمستقبل مختلف بين الطرفين.


بوادر الاعتراف


في الأول من أبريل 2022، أعلن وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف أن بلاده اعتمدت أول دبلوماسي أفغاني لديها من حكومة طالبان، مضيفًا أنه وصل إلى روسيا الشهر الماضي.


وقال لافروف في خطاب ألقاه في مؤتمر الدول المجاورة لأفغانستان: «أريد الإشارة إلى أن أول دبلوماسي أفغاني بعثته السلطات الجديدة ووصل إلى موسكو الشهر الماضي، حصل على اعتماد في وزارتنا».


وأشار قائلا: «السلطات الأفغانية الجديدة، بالرغم من نقص الخبرة الإدارية والقيود المالية والاقتصادية والضغط العسكري والسياسي من الولايات المتحدة وحلفائها، تنجح، بشكل عام، في الحفاظ على الدولة واقفة على قدميها».


وحملت رسائل وزير الخارجية الروسي بوادر اعتراف بحركة طالبان والتي أشاد خلالها بدور الحركة في مجال مكافحة الإرهاب، رغم عدوم وضوح ذلك على أرض الواقع خاصة أن هناك تقارير إستخباراتية تؤكد العكس.


وغازل لافروف «طالبان» مؤكدًا: «هناك (في أفغانستان) بعض النتائج الإيجابية في مجال مكافحة الإرهاب. وتبذل الجهود في مجال احترام حقوق الإنسان. وتعمل كابل بنشاط على توسيع العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية. نلاحظ التأسيس التدريجي للتعاون التجاري والاقتصادي، وقبل كل شيء مع دول المنطقة، التي تبدي هياكلها التجارية اهتمامًا بأفغانستان. وتساهم كل هذه الاتصالات، بالطبع، في الاعتراف الدولي بالسلطات الأفغانية الجديدة».


تمهيد الأرض


قبل تلك الرسائل بأقل من أسبوع كان وزير الخارجية الروسي، قد التقى مسؤولًا دبلوماسيًّا أمريكيًّا كبيرًا - وفقًا لموقع روسيا اليوم- على هامش اجتماع دعت إليه الصين لمناقشة قضايا متعلقة بأفغانستان، بحضور ممثلين عن «طالبان»


ورغم الحضور الأمريكي في هذه المحادثات لكن رسائل الخارجية الروسية نحو طالبان تطرح عددًا من التساؤلات حول إمكانية استغلال موسكو مقاتلين من طالبان في الحرب الأوكرانية، كما حدث في السابق عندما استعان الأمريكان بالقاعدة في إسقاط الاتحاد السوفييتي في أفغانستان.


مخاوف أمريكية قديمة


بدأت المخاوف الأمريكية من التقارب بين حركة طالبان والروس مبكرًا، حتى قبل استيلاء الحركة على السلطة خشية أن يؤدي أي تعميق للعلاقات بين الطرفين، وهو ما كشفته تقارير للحكومة الأفغانية السابقة منذ 2016م، الأمر الذي دفع مسؤولين روس إلى الاعتراف بأنهم يقدمون مساعدات لمقاتلي طالبان الذين يحاربون في مناطق واسعة من البلاد بهدف دفع "طالبان" إلى مائدة التفاوض.


وأكدت تقارير نشرها مسؤولون في الحكومة السابقة للرئيس الأفغاني أشرف غني، أن الدعم الروسي لحركة طالبان الأفغانية يبدو سياسيًّا في أغلبه ووصفوا الدعم الروسي لطالبان بأنه «اتجاه جديد خطير» وهو الرأي الذي ردده الجنرال جون نيكلسون أرفع القادة العسكريين الأمريكيين في أفغانستان، فقد قال للصحفيين في واشنطن في ديسمبر 2012م – بحسب وكالة رويترز- إن روسيا انضمت إلى إيران وباكستان لتصبح من الدول ذات «النفوذ الخبيث» في أفغانستان وقال إن موسكو تمنح الشرعية لحركة طالبان.


مخاوف أكبر


ولعل الظرف الراهن يعمق المخاوف من تطور العلاقات بين الروس وحركة طالبان، في محاولة الاستعانة بمقاتلين من الحركة أو الحركات المسلحة ذات الأيديولوجيات المشتركة مع طالبان والتي ثبت استمرار وجود علاقة بين الحركة وبينهم في الدخول لساحة المعارك في أوكرانيا لصالح الروس.

 

"