ad a b
ad ad ad

أكاذيب طالبان حول عدم وجود نشاط لتنظيم داعش في أفغانستان

الإثنين 28/مارس/2022 - 06:14 م
المرجع
محمد يسري
طباعة

رغم أن تنظيم داعش الإرهابي لا يزال يمارس نشاطه بشكل متباين في جميع المناطق التي له وجود بها، فإن حركة طالبان، نشرت بيانًا في 20 مارس الجاري تؤكد فيه أن عدم وجود مادي للتنظيم في أفغانستان، وهو الأمر الذي يثير علامات استفهام حول علاقة الحركة بالتنظيم وحول هذه التصريحات التي تناقض الواقع، وتناقض حال التنظيم المترنح، الذي يعلن يوميًّا تنفيذ عمليات إرهابية عبر عناصره وخلاياه في مناطق كثيرة من العالم، خاصة في ولاية خرسان بأفغانستان وباكستان.


تحذيرات استخباراتية

نشر موقع صوت أمريكا منتصف مارس 2022، نقلًا عن تقارير استخباراتية من الولايات المتحدة الأمريكية ودول أخرى تحذر من أن داعش خراسان، تضاعف حجمها تقريبًا إلى أكثر من 4000 مسلح عقب استيلاء طالبان على أفغانستان في أغسطس الماضي.


وذكرت التقارير أن مراقبة التنظيم الذي يقوده شهاب المهاج، المعروف أيضًا باسم سناء الله غفاري أثبتت نمو داعش بشكل كبير في أفغانستان، مشيرة إلى تمكن التنظيم من تنفيذ بعض الهجمات الكبيرة حتى في كابول خلال الأشهر الماضية متوقعة تتصاعد هجمات داعش مع اقتراب الصيف.


وتشير المعلومات الاستخبارية التي تشاركها الدول الأعضاء في الأمم المتحدة إلى أن تنظيم داعش ولاية خرسان أعطى الأولوية لاستعادة الأراضي ويسيطر الآن على بعض المناطق المحدودة في شرق أفغانستان، وأن التنظيم يمهد الطريق لتوسيع شبكاته بين دول الجوار.


أكاذيب طالبان

ورغم هذه التقارير فإن حركة طالبان فاجأت الجميع بردود سلبية، إذ أصدرت الحركة بيانًا في 20 مارس الجاري قالت فيه «إن تنظيم داعش ليس له وجود مادي في أي مكان بأفغانستان».


وقالت الحركة «نؤكد للأمة وجيراننا والعالم أن داعش لم يعد مصدر قلق في أفغانستان».


إلا أن التنظيم يمارس نشاطه بشكل ملحوظ على الأراضي الأفغانية، فمنذ استيلاء طالبان على السلطة في أغسطس 2022م، نفذ التنظيم عددًا من العمليات الكبيرة التي استهدفت بعض المساجد في قندوز وفي قندهار نفسها التي تعد المقعل الأساسي لحركة طالبان، كما نفذ التنظيم هجومًا ضخمًا على مستشفى سردار محمد داود العسكري بالعاصمة الأفغانية كابول مطلع نوفمبر 2021م، إضافة إلى عمليات محدودة بشكل شبه يومي في مناطق متفرقة من البلاد.


اتهامات وشبهات

ويثير بيان حركة طالبان حول عدم وجود داعش في أفغانستان الكثير من الاتهامات والشبهات حول علاقة الحركة بالتنظيم، خاصة أن عبدالرحيم مسلم دوست أمير داعش في خراسان كان صرح في وقت سابق بعد استلاء طالبان على السلطة بأن داعش ليس لديه سبب لمواصلة قتال طالبان.


وقال الجنرال فرانك ماكنزي، قائد القيادة المركزية الأمريكية في الشرق الأوسط في كلمته أمام مجلس النواب الأمريكي في 20 مارس الجاري: إن حركة طالبان فتحت أبواب سجني بل شارخي وبروان، اللذين كانا يؤويان أيضًا أعدادًا كبيرة من مقاتلي داعش، في أغسطس من العام الماضي أثناء سيطرتها على كابول، والتي ضخت موهبة وطاقة جديدة في تنظيم الدولة الإسلامية، وبحسب ماكنزي، فإن طالبان الآن تجني عواقب هذا القرار قصير النظر للغاية.


وترجح هذه التصريحات أن هناك شيئًا غامضًا بين الحركة والتنظيم، تحاول طالبان من خلاله التغطية على نشاط داعش في البلاد في الوقت الحالي، رغم أن هذا ليس في صالح الحركة التي تسعى لكسب ثقة المجتمع الدولي بتأكيد التزامها بتنفيذ تعهداتها بعدم السماح للجماعات الإرهابية من اتخاذ الأراضي الأفغانية ملاذًا آمنا لها.

"