ad a b
ad ad ad

هل ينفذ «داعش» وعيده بالثأر لمقتل زعيمه الثاني؟

الأحد 20/مارس/2022 - 02:03 م
المرجع
محمد يسري
طباعة

في إصداره الصوتي الأخير توعد تنظيم داعش الإرهابي بالثأر لمقتل زعيمه إبراهيم القرشي، وهو الوعيد نفسه الذي أصدره بعد إعلان مقتل زعيمه الأسبق أبي بكر البغدادي في أكتوبر 2019م، ما يطرح سؤالين مهمين، أحدهما: هل حقق التنظيم وعيده الأول؟ وما مدى قدرته على تحقيق وعيده الجديد؟

هل ينفذ «داعش» وعيده

40 يومًا بغير إمام

عاش تنظيم داعش الإرهابي، ما يقرب من 40 يومًا بغير إمام منذ مقتل زعيمه القرشي إلى إعلان تنصيب الزعيم الجديد المكني أبو الحسن الهاشمي، الأربعاء 10 مارس 2020م، وأكد التنظيم في بيانه الذي بثته مؤسسة الفرقان بعنوان (فمنهم من قضى نحبه) أن هذه الاسم مجرد اسم حركي، وأن التنظيم لن يكشف شخصيته الحقيقية حفاظًا على حياته، وتوعد المتحدث باسم التنظيم الجديد أبو عمر المهاجر، بأن التنظيم سوف يثأر مقتل زعيمه.


ويعتبر خلو منصب الأمير طيلة هذه المدة أحد المشكلات الشرعية في أدبيات التنظيم الإرهابي، الذي لا يرى جواز خلو منصب الأمير حتى ليوم واحد، الأمر الذي يكشف وجود مشكلات كبيرة في بنية التنظيم المؤسسية، استغرقت كل هذه المدة لتنصيب للتوافق على اسم الأمير الجديد بين القيادات المركزية.


وحاول المتحدث باسم التنظيم نفي هذه المشكلة، والترويج بأن داعش لا يزال متماسكًا، وأن قياداته المركزية على قلب رجل واحد، وأنه لم يكن هناك تأخير في تنصيب الأمير الجديد، وأن التأخير كان فقط في إعلان اسمه، ونعي الأمير المقتول.


وقال أبو عمر المجاهد في نعي القرشي، إن أمراء التنظيم بايعوا الأمير الجديد، بناء على وصية الأمير المقتول بتوليه المنصب في حال شغوره من بعده، وطالب قواعد التنظيم في العالم بإعلان بيعته بناء على بيعة القيادات، وهذه الطريقة في تنصيب الأمير الجديد يستندون فيها إلى حوادث مماثلة في التاريخ الإسلامي، اعتمد فيها تنصيب الخلفاء على وصية الخليفة السابق، وهي محاولة من التنظيم لإثبات أن المنصب لم يخلُ دقيقة واحدة من زعيم، للإيحاء بتماسكه.

هل ينفذ «داعش» وعيده

الثأر

من أبرز النقاط التي جاءت في الإصدار الأخير، توعد التنظيم بالثأر لمقتل إمامه، كما فعل بعد مقتل البغدادي، حينما توعد بالثأر له من قاتليه، إلا أن التنظيم لم يصدق في ذلك على الإطلاق، خاصة أنه يعلم الجهة التي نفذت عملية قتل البغدادي، هي الجهة نفسها التي أعلنت قتل زعيمه الثاني القرشي نهاية فبراير الماضي.


فبعد مقتل البغدادي ظهر الضعف على التنظيم وبنيته الأساسية التي تحولت من المركزية إلى التشظي، كجماعات عديدة لا يربطها سوى الأيديولوجيا والتوجه العام، تنفذ عمليات فردية هنا أو هناك، وحينما استطاع التنظيم القيام بعملية مركزية كبيرة ، كان رد الفعل المباشر مقتل قائده إبراهيم القرشي في مبنى قريب من موقع مقتل سلفه أبي بكر البغدادي.


وفي الأيام الأخيرة، وقبل مقتل القرشي نشر مقربون من التنظيم على قنوات داعش أن عملية سجن الحسكة، وهي أكبر عمليات التنظيم خلال السنوات الثلاث الماضية، جاءت بتعليمات من زعيم التنظيم، الذي كان يسعى من خلالها لإعادة سيطرته المكانية على جزء من مناطق نفوذه التي فقدها في 2018م، لتكون منطلقًا لعملياته المستقبلية.


لكن ما حدث هو سقوط زعيم التنظيم قتيلًا على مشارف حلمه الذي ضاع في بدايته، وهو ما يضيف وعيد التنظيم بالثأر لزعيمه القرشي بجانب وعيده بالثأر للبغدادي إلى سلسلة أكاذيب التنظيم التي لن تنتهي.

الكلمات المفتاحية

"