توقف مفاوضات فيينا.. من المستفيد؟
في الثاني عشر من مارس الجاري، خرج «جوزيب بوريل» مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، ليعلن عن توقف مفاوضات فيينا النووية المعروفة بـ«مفاوضات إحياء الاتفاق النووي» بين إيران والغرب، بعد عقد ثماني جولات، لم يتم التوصل خلالها إلى أي نتيجة ملموسة سواء حول التوقيع على اتفاق جديد أو رفع العقوبات الاقتصادية الأمريكية المفروضة على إيران.
وكشفت وسائل إعلام، أن السبب وراء ذلك هو موسكو، إذ وضعت شروطا جديدة من أجل عرقلة محادثات الاتفاق النووي، لانشغالها في الفترة الحالية بحربها مع أوكرانيا، خاصة أن «بوريل» لم يذكر أيضًا السبب في توقف تلك المفاوضات، قائلًا: «هناك حاجة إلى وقفة في المحادثات بسبب عوامل خارجية».
وسلطت صحف إيرانية «اصلاحية» الضوء على ذلك، مبينة أن توقف مفاوضات إحياء الاتفاق النووي له علاقة كبيرة بموسكو خاصة أن «سيرجي لافروف» وزير الخارجية الروسي طلب في تصريحات له قبل أيام قليلة من الإعلان عن وقف مفاوضات فيينا، بأن تحصل موسكو على ضمانات تكفل لها الحصول على مزايا الاتفاق النووي وعدم سريان العقوبات المفروضة عليها حاليًا بسبب أوكرانيا، عندما يتقرر العودة إلى الاتفاق النووي.
موسكو وإيران.. لصالح من؟
تعددت الآراء ما بين مؤيد ومعارض لذلك، فهناك من قال إن الموقف الروسي، الهدف منه إفشال مفاوضات فيينا النووية، خاصة بعدما تأكدت موسكو أن رفع العقوبات الأمريكية عن إيران قد يسهم في تصدير طهران نفطها بالأسواق العالمية وتراجع الطلب على النفط الروسي، وهو ما لا تريده موسكو، في حين رأى البعض الآخر أن وقف تلك المفاوضات في هذا التوقيت تحديدًا قد يؤدي لاحقًا إلى إنجاحها، قائلين إنه ستكون هناك فرصة ومساحة أكبر لأطراف الاتفاق النووي في المشاورات حول الخلافات القائمة بينهم.
الحرب الروسية الأوكرانية
ويعلق الدكتور «محمد عبادي» الباحث المصري المختص في الشأن الإيراني، على ذلك بأنه من الطبيعي توقف مفاوضات فيينا نظرًا للأوضاع الجارية على الساحة الدولية فيما يخص الحرب الروسية الأوكرانية، فروسيا طرف رئيسي في المفاوضات، وكانت من أكثر الدول دعمًا لإبرام اتفاق نووي، لسببين: أولهما، أنها لا تريد لإيران أن تكون دولة نووية، والثاني الاستفادة الاقتصادية التي كانت ستحصل عليها موسكو إذا رفعت العقوبات الأمريكية عن إيران، حيث إن موسكو تعتبر نفسها شريكًا اقتصاديًّا قويًا لإيران، والدليل على ذلك الاتفاقيات التي وقعت إبان الزيارة الأخيرة للرئيس الايراني إبراهيم رئيسي إلى العاصمة الروسية قبل شهرين.
ولفت
«عبادي» في تصريح خاص لـ«المرجع» إلى أن هذا التوقف سيكون مؤقتًا، وسينجم عنه استفادة
إيران من الأحداث العالمية وانشغال حلف شمال الاطلسي «ناتو» وواشنطن بما يحدث على الساحة الدولية،
حيث ستعود طهران للتشدد وستوسع من سقف
مطالبها حتى تحصل على ما كل تريده خاصة بعدما كشف الحرس الثوري الإيراني خلال
الفترة الماضية عن مدينة من الصواريخ والطائرات المسيرة.





