أدلة جديدة على تورط تركيا في تهريب الأسلحة للميليشيات بليبيا
السبت 05/مارس/2022 - 10:52 ص
محمود البتاكوشي
يلعب النظام التركي دورًا مشبوهًا في إذكاء الصراع والفوضى في الأراضي الليبية، عبر السماح بتهريب الأسلحة للميليشيات المتصارعة، فقد ثبت تورط أنقرة في مساعدة ودعم إيران على فتح أسواق تجارية لأسلحتها عبر تهريبها للميليشيات في ليبيا.
وبحسب تقرير حديث قدمه خبراء إلى مجلس الأمن، كشف أن الأسلحة الإيرانية، باتت تغزو ليبيا بمساعدة الحكومة التركية، إذ تلقت الفصائل المسلحة المدعومة من تركيا في حكومة الوفاق الوطني السابقة، نظام صاروخ Dehleyvah المضاد للدبابات، بالإضافة إلى نظام الدفاع الجوي المحمول Misagh-2 MANPADS، وكلاهما تم تصنيعهما في إيران، وذلك في انتهاك واضح لعقوبات الأمم المتحدة، المفروضة على طهران فضلًا عن حظر توريد الأسلحة إلى ليبيا الذي يهدف إلى نزع فتيل الحرب الأهلية التي تدور رحاها منذ نحو 10 سنوات.
وأكد التقرير الأمني أن تركيا حصلت على منظومة الدفاع الإيرانية، منذ فترة قبل أن يتم تهريبها إلى الجماعات المسلحة التابعة لحكومة الوفاق الوطني.
يذكر أن التعاون في الشؤون العسكرية، بين كلٍ من تركيا وإيران، نشط بقوة عقب محاولة الانقلاب الفاشل فى تركيا عام 2016، والتي أدت إلى الإطاحة بقطاع كبير من الضباط الموالين لحلف شمال الأطلسي «ناتو»، من القوات المسلحة التركية، بعد رفضهم المبادرات الدبلوماسية الإيرانية التي تهدف إلى تحسين العلاقات الثنائية، على الرغم من علاقات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بجنرالات الحرس الثوري الإيراني والدور المتزايد لإيران في جهاز المخابرات الوطني التركي، الذي يديره هاكان فيدان الموالي بدرجة كبيرة لنظام الملالي.
وأكبر دليل على ذلك ما صرح به بهرام قاسمي، المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية في أغسطس 2017، بأن الانقلاب الفاشل فى تركيا سهّل بداية انفراج في العلاقات الثنائية بين أنقرة وطهران، قائلاً: «إن دعم إيران لتركيا في أعقاب محاولة الانقلاب أدى إلى حدوث انقلاب جديد، في العلاقات الثنائية وأبلغتنا أنقرة أنها مستعدة لتلبية أي طلبات من إيران».
وأكد التقرير الأممي أن التقارب بين كلٍ من تركيا وإيران بلغ ذروته عندما استقبل وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، رئيس الأركان الإيراني الجنرال محمد باقري، في أنقرة خلال أغسطس 2017، والتي تعد الزيارة الأولى من نوعها منذ الثورة الإسلامية في إيران عام 1979، كما قام باقري بزيارة ثانية في عام 2019 لإجراء محادثات غير مسبوقة مع القيادة التركية، بهدف تجاوز الخلافات بشأن الأزمة السورية وتنسيق السياسة بشأن العراق.
وكشف تحقيق أُطلق عليه اسم «توحيد سلام»، أطلقه الادعاء التركي عام 2011، عن شبكة تجسس متطورة يديرها فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني في تركيا، وأماط التحقيق اللثام عن مدى وعمق تسلل العناصر الإيرانية إلى المؤسسات التركية، وكشف أيضًا عن علاقات «أردوغان» السرية بجنرالات الحرس الثوري الإيراني وكيف عمل جهاز الاستخبارات التابع لهاكان فيدان مع النظام الإيراني.
وفي سياق متصل انتهكت مجموعة أعمال مقربة من الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان حظر الأسلحة الذي تفرضه الأمم المتحدة على ليبيا، إذ خالفت السفينة التركية أمازون، قرار مجلس الأمن الدولي بنقلها أسلحة غير مشروعة إلى ليبيا، تضمنت مركبات تعمل كنظام قيادة وتحكم وكمبيوتر واتصالات C4 للطائرة التركية بدون طيار Bayraktar TB2.
كما ساعدت مجموعة تجارية تمتلك شركة بحرية، الحكومة التركية في انتهاك حظر الأسلحة الذي تفرضه الأمم المتحدة على ليبيا، كما قامت شركة بحرية تركية بنقل أسلحة إلى الفصائل المدعومة من تركيا في ليبيا.





