الخلاف الروسي الإيراني في سوريا.. تجنيد محلي وصراع نفوذ
الجمعة 25/فبراير/2022 - 07:20 م
إسلام محمد
أدى تفاقم الأزمة المعيشية ضمن مختلف الأراضي السورية والتي تعصف بمفاصل الحياة الأساسية للمواطنين، إلى مواصلة القوى الأجنبية سياسة الاستقواء بالميليشيات خاصة من جانب إيران وروسيا اللتين زادتا من وتيرة التجنيد عبر العزف على وتر الأوضاع الاقتصادية الصعبة لاستقطاب المزيد من الشباب السوري وتجنيدهم مقابل المال.
تجنيد محلي
وشهدت
منطقة حلب وأريافها تجنيد العديد من الشبان المحليين ضمن وحدات قتالية
متعددة المشارب، وكذلك مرت هذه المجاميع المسلحة بمحطات متقلبة أثرت على
مسيرتها القصيرة فعلى سبيل المثال أقدمت الكوادر العسكرية الروسية على
الاستيلاء على عدد من الميليشيات التي تقودها طهران وتحويل ولائها إلى
موسكو على غرار لواء القدس في حلب الذي يضم لاجئين فلسطينيين تم تجنيدهم من
مخيم النيرب على أطراف مدينة حلب، والفيلق الرابع الذي تولى الجيش الروسي
قيادته وأعادوا هيكلته.
قوات النمر
وتعد
قوات العقيد سهيل الحسن المعروف بالنمر القوة السورية الرئيسية التي تعتمد
عليها روسيا بينما تعتمد إيران على الفرقة الرابعة التي يقودها ماهر الأسد
شقيق الرئيس السوري.
ومؤخرًا
زادت عمليات التجنيد في ميليشيات ايرلن في بلدات السفيرة ومسكنة ودير حافر
وبلدات وعدد من القرى أخرى التي تقع في شرقي مدينة حلب، والتي تتم عبر
مكاتب تقدم سخاءً ماديًّا ووسطاء محليين يعملون بالتنسيق مع هذه الميليشيات.
وفي
مقابل هذا استمر الجانب الروسي في التمدد داخل الريف الشرقي لحلب من أجل
منافسة حلفائه الشيعة على النفوذ في تلك المناطق المتنازع عليها.
تداخل مصالح
وتجدر
الإشارة إلى أن هناك تداخلًا في المصالح الإقليمية بين طهران وموسكو وأحيانا
داخل القضية نفسها كما هو الوضع في سوريا إذ يهدف الطرفان لدعم النظام
السوري ويختلفان على مساحات النفوذ لكل منهما، ويبحث الروس إمكانية دخول
إيران في النظام الإقليمي للأمن الجماعي الذي تتزعمه موسكو والذي يوفر وصول
منظمة معاهدة الأمن الجماعي تلك إلى منطقة الخليج العربي، ومن شأنه أن
يمنح العلاقات الثنائية بين البلدين محتوى استراتيجيا جديدًا عبر منح روسيا
على وصول مباشر وغير محدود فعليًّا إلى سوق سلاح عضو جديد في منظمة معاهدة
الأمن الجماعي؛ وتعزيز الموقف في منطقة الشرق الأوسط واكتساب حليف عبر
القوقاز لروسيا.





