كواليس زيارة «حسن نصر الله» إلى إيران
مع استمرار حالة التصعيد الدائرة بشكل دائم بين إيران وإسرائيل، بالتزامن مع مفاوضات إحياء الاتفاق النووي الجارية في فيينا وفشلها حتى الآن في التوصل لاتفاق بين طهران والدول الأوروبية، فضلًا عن الضغط الإسرائيلي على واشنطن لعدم عودتها للاتفاق النووي الذي انسحبت منه في 2018؛ تظهر أنباء عن زيارة «حسن نصر الله» زعيم حزب الله اللبناني المدعوم من نظام الملالي بشكل سري إلى طهران، للاتفاق على توجيه ضربة عسكرية إلى إسرائيل في حال هاجمت المنشآت النووية الإيرانية.
تلقي التعليمات
هذه الزيارة كشفت عنها وسائل إعلام إسرائيلية فقط، مبينة أنها تمت في ديسمبر 2021، وكانت بدعوة من النظام الإيراني لـ«نصر الله»، هذا النظام المتخوف من مهاجمة إسرائيل منشآته النووية التي تعرضت خلال العامين 2020، 2021 لعدد من الهجمات والانفجارات، خاصة أنه حتى تلك اللحظة لم تنجح مفاوضات فيينا سواء في التوصل لإبرام اتفاق جديد بين إيران والغرب، أو حتى إحياء الاتفاق النووي القديم من خلال عودة واشنطن إلى الاتفاق ورفع العقوبات الاقتصادية الأمريكية المفروضة على إيران.
ورغم أن تلك الزيارة لم يتم الكشف عنها بشكل علني، لكن صحيفة «تايمز أوف إسرائيل»، أفادت بأن «نصرالله» قال للنظام الإيراني إن «حزب الله» لن يرد على أي إسرائيل في حال هاجمت منشآت إيران النووية، خوفًا من أن تقوم بالرد على الحزب وتهديده حيث سبق وهاجمت تل أبيب مواقع عملياتية لحزب الله سواء في الأراضي السورية أو اللبنانية، كان آخرها هجوم أعلن عنه «نصر الله» في كلمة له، وقع بالقرب من العاصمة السورية دمشق في 16 فبراير 2022، استهدف أسلحة متطورة وصواريخ كان من المفترض أن تصل الحزب في لبنان، ما دفع بـ«نصرالله» ليهدد ويشيد بقدرة الطائرات المسيرة الإيرانية، قائلًا: «باستخدام الطائرات المسيرة وصواريخ حزب الله في وقت واحد، ستتحول هذه الصواريخ إلى صواريخ عالية الدقة».
وفي الوقت الذي ظهرت فيه أنباء عن
زيارة «حسن نصرالله» إلى إيران والاتفاق معًا حول طريقة مهاجمة إسرائيل إذا هاجمت
المنشآت النووية الإيرانية، وخروج زعيم حزب الله بعد هجوم دمشق ليهدد تل أبيب،
أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بنجاح القوات الأمريكية في 17
فبراير 2022، في إسقاط طائرتين مسيرتين إيرانيتين كانتا تحلقان فوق العراق.
علاقة قوية بين الحزب والمرشد
يوضح الدكتور «محمد عبادي»، الباحث المختص في الشأن الإيراني، أن العلاقة بين «نصرالله» ونظام المرشد، لا تستدعي أن يقوم زعيم حزب الله بزيارة إلى إيران تعرضه
للخطر لاستدعاء إيران له من أجل أن يتلقي بعض التوجيهات، ولكن وسائل الاتصال
الحديثة تفي بالغرض، خاصة أن المرشد الإيراني الأعلي يرى أن «نصرالله» ركيزة أساسية في مشروع إيران، بل ويعتبر زعيم حزب الله حاليًا الرجل الأول بالنسبة
للاستراتيجية الإيرانية في المنطقة بعد اغتيال قائد فيلق القدس «قاسم سليماني».
ولفت «عبادي» في تصريح خاص لـ«المرجع» إلى أن «محمد كوثراني» المسؤول عن ملف العراق في حزب الله اللبناني، التقى علنا «إسماعيل قآاني» قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، في العراق أكثر من مرة خلال يناير 2022، في سياق حل الأزمة المستعصية بين الفصائل العراقية الشيعية بعد الانتخابات البرلمانية الأخيرة في العراق، وتلك فرصة مواتية لنقل الرسائل الحساسة بين إيران وحزب الله.





