أزمة القيادة.. لماذا لم يعلن «داعش» عن مقتل زعيمه حتى الآن؟
يعيش تنظيم «داعش» الإرهابي أزمة حاليًا بعد إعلان مقتل زعيمه إبراهيم القرشي في عملية عسكرية شمال سوريا مطلع فبراير الجاري، فرغم مرور أسبوعين على ذلك لم يتمكن التنظيم من إعلان مقتله أو إعلان من يتولى قيادة التنظيم حتى الآن، فمن يقود التنظيم في هذه الفترة، ومن سيتولى قيادته مستقبلًا، وما الأسباب التي تجبره على عدم الإعلان عن مقتل القرشي حتى اللحظة؟
من هو القرشي
المعلومات
المتوفرة عنه ليست، كثيرة، كما لم يظهر منذ توليه قيادة التنظيم ولو مرة واحدة،
سواء في رسائل صوتية أو تسجيلات مصورة، مثل سلفه «أبوبكر البغدادي»، الذي ظهر من
أول يوم، حتى أنه أعلن بنفسه تأسيس «خلافة» داعش في 2014م، وأعلن نفسه
خليفة للتنظيم.
وقد ظل القرشي
مجهول الحال، حتى للكثيرين ممن أعلنوا البيعة له، من عناصر التنظيم المنتشرين
بعيدًا عن مركز القيادة في سوريا، إلا أنهم أعلنوا البيعة له بناء على قاعدة شرعية
لديهم مفادها جواز بيعة العامة، على ما بايع عليه الخاصة من أهل الحل والعقد في
التنظيم.
فمن المعروف لديهم
أن هناك بيعتين؛ إحداهما: بيعة الخاصة؛ وهي التي يختص بها قيادات التنظيم وحدهم
الذين يستطيعون تنصيب من يرونه صالحًا لهذا المنصب، ثم يعلنون اسمه لتأتي البيعة
الثانية: وهي بيعة عوام التنظيم وعناصره ممن لا يستطيعون حضور التنصيب، ولا يعرفون
شخص القائد الجديد عن قرب وهو بالنسبة لهم مجهول الحال، لكن يجوز لديهم مبايعته بناء
على مبايعة القيادات المركزية.
مقتل القرشي
ربما يكشف المكان
الذي شهد مقتل زعيم التنظيم جانبًا آخر من شخصية القرشي وما آل إليه التنظيم بعد
إعلان سقوطه في 2019م، فالعملية وقعت بالقرب من الموضع الذي شهد مقتل سلفه أبي بكر
البغدادي في أطمة بمحافظة إدلب والمسافة بين الموضعين لا تزيد على 15 كيلو مترًا،
وهو ما يوحي بصعوبة تحرك زعيم التنظيم الذي أشارت العديد من التقارير إلى أنه لم
يغادر هذا المنزل منذ توليه القيادة، خوفًا على حياته، وظل مجهولًا حتي بالنسبة
إلى المقيمين في المنطقة الذين لم يعرفوا من هو حتى إعلان مقتله.
صعوبة إيجاد
البديل
شخصيته المجهولة
كشف عنها بعض المقربين على القنوات الموالية للتنظيم على موقع التواصل الاجتماعي
تليجرام، والذين أكدوا أن القرشي كان يجمع بين القيادة الشرعية والقيادة
العملياتية، على عكس سلفه البغدادي الذي كان يستند إلى لجنة شرعية من المفتين، يعاونونه
في القيادة.
وتؤكد هذه
الحسابات أن القرشي كان يخطط في أيامه الأخيرة، لإعادة إحياء التنظيم الذي فقد
أراضيه خلال الفترة المقبلة، وبدأ بالفعل في خطوات عملية نحو تحقيق هذه الهدف،
وكانت عملية سجن غويران، إحدى العمليات الكبرى التي كان ينتظر القرشي
إعلان سيطرته من خلالها على المنطقة لتكون مركزًا لإعلان هذه العودة مرة أخرى.
ويرتبط بذلك أيضًا،
فقدان داعش العديد من القادة المحتملين في الضربات التي تعرض لها في سوريا والعراق،
خلال الفترة الماضية، إضافة للمشكلة الأزلية التي ترتبط بمثل هذه التنظيمات وهي ظهور
التصدعات بداخله نتيجة صراع القيادات الباقية.





