تزامنًا مع محادثات فيينا.. تحركات إيرانية للعودة إلى سوق النفط العالمي
الأحد 20/فبراير/2022 - 05:05 م
محمد شعت
بالتزامن مع استمرار أعمال الجولة الثامنة من المفاوضات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية في فيينا، بدأت طهران في اتخاذ خطوات للعودة إلى سوق النفط العالمي، وذلك في الوقت الذي أبدت فيه بعض أطراف الاتفاق تفاؤلها بشأن المؤشرات الإيجابية للمفاوضات والحديث عن قرب التوصل إلى الاتفاق وإحياء الاتفاق النووي ٢٠١٥ الذي انسحب منه الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.
العودة لكوريا الجنوبية
تتزامن الخطوة الإيرانية مع تصريحات متفائلة من كبير المفاوضين الإيرانيين، والذي كتب على تويتر: «إن الجهود المبذولة لاستعادة الاتفاق أقرب من أي وقت مضى من الاتفاق، على الرغم من أن وزارة الخارجية الأمريكية كانت أكثر تحفظًا، وذلك في الوقت نفسه الذي التقى فيه مسئولون من شركة النفط الوطنية الإيرانية المملوكة للدولة بمصافي التكرير في كوريا الجنوبية.
وتأتي هذه التطورات مع التصريحات الإيرانية بأنها تتعجل التوصل إلى اتفاق نووي جيد في المفاوضات في فيينا، فيما صرح كبير الدبلوماسيين في الاتحاد الأوروبي بأنه يعتقد أن الاتفاق وشيك، إذ سيسمح اتفاق بين إيران والقوى العالمية بإعادة 500 ألف برميل من النفط يوميا إلى الأسواق الدولية في أبريل إلى مايو، لترتفع في النهاية إلى 1.3 مليون برميل بحلول نهاية العام، وفقًا لتوقعات سيتي جروب.
وبدأت إيران خطواتها الرسمية بالعودة إلى أسواق النفط الدولية بالتوجه إلى كوريا الجنوبية التي تعد أكبر مستوردي النفط الإيراني، والتي وصل حجم استيرادها إلى قرابة 18.5 مليون برميل شهريا من إيران قبل العقوبات الأمريكية في عام 2018، التي فرضها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.
دلالات الخطوة
البدء في التحركات الإيرانية الفعلية للعودة إلى سوق النفط العالمي يشير إلى قرب عقد الاتفاق النووي، وأن إحياء الاتفاق النووي بات وشيكًا، وأن إيران أصبحت تستعد لمرحلة مابعد الاتفاق، خاصة وأن العودة إلى سوق النفط مرهون برفع العقوبات الأمريكية التي تسببت في منع طهران من تصدير النفط، وكان من المقرر وصولها إلى مرحلة التصفير.
ووفق التقرير الذي نشرته وكالة بلومبرج، فإن زيارة الوفد الإيراني بحثت العودة المحتملة للإمدادات التي توقفت عام ٢٠٢٨ بعد الانسحاب الأمريكي من الاتفاق النووي، حيث التقى مسئولون من شركة النفط الإيرانية الوطنية المملوكة للدولة مصافي التكرير في كوريا الجنوبية لمناقشة عودة محتملة للإمدادات، وذلك في مرحلة أولية لتحديد الكميات والجدول الزمني المحتمل، والذي لم يتم تحديده بعد.
ويأتي تراجع أسعار النفط بنحو اثنين بالمئة، فرضية استعداد سوق النفط العالمية لاستقبال النفط الإيراني ودخول محادثات إحياء الاتفاق النووي مع إيران مراحلها النهائية، خاصة أن الخطوة الإيرانية تزامنت أيضا مع تصريحات المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس، بأن الولايات المتحدة في خضم المراحل الأخيرة للغاية من المحادثات غير المباشرة مع إيران والتي تهدف إلى إنقاذ الاتفاق النووي المبرم عام 2015.





