اتفاق أم أزمة؟.. إيران ترهن «النووي» بالتعهد الأمريكي
السبت 19/فبراير/2022 - 07:28 م
محمد شعت
خطوات اتخذتها الولايات المتحدة الأمريكية مؤخرًا في اتجاه مسار الدبلوماسية مع إيران بشأن الاتفاق النووي، وهو المسار الذي تفضله إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، وتحاول التأكيد على أن هذا المسار هو الأنسب، وتمثلت تلك الخطوات في إعادة بعض الاستثناءات المتعلقة بالبرنامج النووي الإيراني، إلا أن طهران مؤخرًا أعلنت أن أي خطوات من جانب واشنطن ليس لها قيمة ما لم يكن هناك تعهد مكتوب من الولايات المتحدة الأمريكية بعدم الانسحاب مرة أخرى من الاتفاق النووي، وهو الأمر الذي يمثل عقبة كبيرة أمام إتمام الاتفاق الذي لم تقدم فيه إيران تنازلات حتى الآن.
حسين أمير عبداللهيان
الدعوة لبيان سياسي
وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان، دعا إلى بيان سياسي من قبل الكونجرس الأمريكي، والذي قد يظهر التزام واشنطن بالاتفاق، مشيرًا إلى أنه «من حيث المبدأ، لا يمكن للرأي العام في إيران أن يقبل كضمانة كلمات رئيس دولة، ناهيك عن الولايات المتحدة، بسبب انسحاب الأمريكيين من خطة العمل الشاملة المشتركة».
ووفق تصريحات «عبداللهيان» التي أطلقها في مقابلة مع صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية فإن إيران تعتبر تقديم الضمانات أمرًا لا يمكن التنازل عنه، حيث قال: «ما زلنا نشعر بالقلق في المقام الأول بشأن الضمانات ( بأن الولايات المتحدة لن تنسحب)».
رئيس المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، علي شمخاني، من جانبه أطلق تصريحات في الاتجاه نفسه الذى دعا إليه عبداللهيان، حيث قال إن بلاده لن تتفاوض مع الولايات المتحدة أو أوروبا بعد الاتفاق النووي الأصلي لعام 2015.
لودريان
قشر فارغ
وكتب رئيس المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، علي شمخاني، تغريدة على موقع التواصل «تويتر» قال فيها: «فيما يتعلق بالمجال الاقتصادي ورفع العقوبات، أصبحت خطة العمل الشاملة المشتركة الآن "قشر فارغ لإيران". لن تكون هناك محادثات إضافية بشأن خطة العمل الشاملة المشتركة» مع عدم وفاء الولايات المتحدة وأوروبا بالتزاماتهما.
الاتفاق أو الأزمة
فرنسا التي حاولت تقريب وجهات النظر بين واشنطن وطهران منذ الانسحاب من الاتفاق عام 2018، أصبحت تدفع في اتجاه الإسراع في إتمام الاتفاق، حيث حذّر وزير الخارجية، جان إيف لودريان، الأربعاء 16 فبراير، من أنه إذا لم يتم التوصل في غضون بضعة «أيام» إلى اتفاق في فيينا بين إيران والدول الكبرى حول البرنامج النووي الإيراني فإنّ العالم سيواجه «أزمة» انتشار نووي حادة.
وقال «لودريان» أمام مجلس الشيوخ الفرنسي: «إنه كلما تقدّمنا أكثر، زادت إيران من سرعة إجراءاتها النووية، وكلما قلّ اهتمام الأطراف بالانضمام إلى خطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاق النووي المبرم عام 2015). من هنا، فنحن بلغنا اليوم نقطة التحوّل»، مؤكدًا «أن الأمر ليس مسألة أسابيع إنما مسألة أيام».
وأكد لودريان أنه لم يتبق على اتخاذ قرار بشأن إحياء الاتفاق النووي سوى أيام، لكن طهران لا تزال بحاجة إلى اتخاذ القرارات السياسية الرئيسية، مشددًا في الوقت نفسه على أن التوصل لاتفاق أصبح «في متناول اليد».
وأضاف الوزير الفرنسي: «نحن بحاجة الآن إلى قرارات سياسية من جانب الإيرانيين». وأضاف: «أمامهم خيار واضح جدًا: إما أن يتسبّبوا بأزمة حادة في الأيام المقبلة، يمكننا الاستغناء عنها، أو أن يقبلوا بالاتفاق الذي يحترم مصالح جميع الأطراف، وبخاصة مصالح إيران».





