القصف مستمر وهدنة على ورق.. الشمال السوري يشتعل والمدنيون الضحية
الجمعة 18/فبراير/2022 - 03:39 م
اسلام محمد
يعيش إقليم الشمال الغربي في سوريا أوضاعًا مأسوية بسبب تجدد القتال مؤخرًا، واضطراب الوضع الإنساني بصفة عامة في البلاد.
ضريبة الحرب
ويدفع السكان المدنيون ضريبة تجدد المعارك بين الفصائل السورية التي تسيطر على إدلب وبين الميليشيات الإيرانية التي تقاتل هناك في وقت تفرض فيه الظروف الجوية مزيدًا من الأعباء على من تقطعت بهم السبل، وأصبحوا من سكان المخيمات في الشمال السوري.
قصف متعدد الجنسيات
وتجدر الإشارة إلى أن تجدد القصف أدى إلى اشتعال نيران كثيفة في المنطقة الواقعة قرب مخيم الأرامل في إدلب وأوقع عددًا من القتلى والجرحى مجهولي الهوية بسبب تفحم الجثث.
ومنذ بداية العام الحالي، تشهد مناطق شمال غرب سوريا قصفًا من قبل الميليشيات الإيرانية والطيران الروسي، استهدف البنى التحتية ومنشآت خدمية، أبرزها قصف مدينة إدلب خلال يناير 2022م، ما أسفر عن دمار محطة المياه الوحيدة في المدينة المنكوبة.
هدنة على الورق
ويجدر التنويه إلى أن مناطق شمال غرب سوريا داخلة ضمن اتفاق وقعته تركيا مع روسيا في مارس 2020م ينص على وقف العمليات القتالية في تلك المناطق تمامًا لإفساح المجال أمام وصول المساعدات الإنسانية إلى ملايين المنكوبين إذ بحسب الإحصاءات الواردة يعيش في تلك المناطق نحو أربعة ملايين سوري.
وعلى الرغم من اتفاق وقف إطلاق النار فإن الاستهداف العسكري لم يتوقف تجاه المناطق المأهولة بالسكان.
وتنتشر القواعد العسكرية التركية في أنحاء إدلب لاسيما على الأطراف الجنوبية لمنع تمدد إيران وروسيا والقوات المتخالفة معهما من التقدم شمالًا وكثيرًا ما تتعرض تلك المناطق للقصف المدفعي أو الصاروخي أو حتى بالطائرات المسير وأحيانًا تقوم القوات التركية بتوجيه ضربات عسكرية إلى القوات المهاجمة.
ولم تنجح أي اتفاقية إلى الآن في وقف التصعيد العسكري في إدلب وما حولها، على الرغم من تعدد المبادرات السياسية التي توافق عليها الروس والإيرانيون والأتراك، لكن لا تصمد هذه الاتفاقات في وقف العنف لعدم التزام أطرافها بها.
ونجح مجلس الأمن التابع إلى الأمم المتحدة في شهر يناير الفائت في مد فترة توصيل المساعدات الإنسانية إلى منطقة إدلب وشمال ريف حماة إلا أنه تجدر الإشارة إلى صعوبة توصيل أي مساعدات خلال فترة القصف العسكري أو الظروف الجوية القاهرة.
ويأتي التصعيد العسكري الأخير من أجل تحقيق هدف توسيع سيطرة روسيا وإيران في الشمال السوري، بينما تريد تركيا الاحتفاظ بشريط عازل ضخم يفصل بينها وبين مناطق الأكراد الذين تربطهم علاقة وثيقة بالأكراد الانفصاليين في جنوب وشرق تركيا.





