إخوان أمريكا.. أدوار الكيان الأخطر للجماعة في الغرب
يمثل فرع الإخوان في الولايات المتحدة الأمريكية أهمية كبرى
للتنظيم ليس فقط لاعتبارات المكانة الدولية لواشنطن، ولكن للنفوذ الذي وصلت إليه
مؤسسات الجماعة هناك سواء بين الطبقات الشعبية أو السياسية.
يُنفذ الفرع الأمريكي للجماعة أبرز الأدوار بين الفروع الغربية
مستغلًا الانتشار الكبير لمؤسساته في المجتمع، كما أن ادعائه بعدم الارتباط
بالجماعة والدفع بأنه كيان مستقل منحته نفاذًا أوسع، جعله يصبغ القضايا العامة
بأيدلويوجيته الخاصة لتسويق الأجندة الإخوانية.
كيانات وشخصيات
يشكل مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية (كير) أهم مؤسسة للجماعة في الولايات المتحدة الأمريكية، ويمتلك العديد من الفروع المنشرة بين ولايات البلاد، كما أن نهاد عوض مدير المجلس هو أبرز شخصية إخوانية في البلاد، وهو فلسطيني أمريكي عمل في 1997 لدى اللجنة الاستشارية للحقوق المدنية لنائب الرئيس «آل غور» بالبيت الأبيض، ولديه علاقات ممتدة بالساسة في الداخل والخارج.
ومن بين الشخصيات البارزة في إخوان أمريكا يأتي صالح مبارك وهو
من قادة مجلس العلاقات كير، وتعود أصوله إلى سوريا، وتستخدمه قناة «الجزيرة» كمعلق
سياسي على أحداث الصراع السوري، ولديه خبرة في مجال الهندسة، بينما يتمتع مسعود
نسيمي بنفوذ واسع في لوس أنجلوس إذ يدير فرع كير بالولاية.
إخوان أمريكا من القواعد الشعبية لساسة القرار
استطاع إخوان أمريكا تنفيذ توصيات مؤسس الجماعة حسن البنا، الرامية إلى توسيع نفوذهم بين القواعد الشعبية للمجتمعات حتى الوصول إلى قمة الهرم
السياسي، مستخدمين الحرية القانونية الممنوحة لجميع التيارات في الولايات المتحدة
لتشكيل كياناتهم الخاصة غير المتعارضة مع قيم المجتمع، وذلك بشكل ظاهري إذ تتنصل
مؤسسات الإخوان في أمريكا من انتمائها للجماعة.
وعبر هذا التنصل لعبت المؤسسات الإخوانية أدوارًا معقدة في
المشهد الأمريكي، فعن الدور المالي تستغل الجماعة الأحداث الاجتماعية والإنسانية
من أجل جمع الأموال في صورة تبرعات لإنقاذ من يعانون من هذه الأحداث، إذ شكلت
جائحة كورونا الفرصة الأبرز لجمع الأموال، فالفيروس خلف تبعات اقتصادية قاسية على
الكثير من الطبقات وبالتالي وظفته الجماعة لجمع التبرعات.
نشرت المواقع الإعلامية التابعة لمؤسسات الجماعة إعلانات لجمع
التبرعات، فمجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية حث متابعيه على التبرع لمساعدة
المتضررين من آثار الفيروس، كما يحرص على جمع التبرعات خلال شهر رمضان المبارك،
ومن جانبها استخدمت الدائرة الإسلامية لشمال أمريكا المعروفة بـ«اسنا» أو «ICNA» فيروس
كورونا وكذلك أشهر رمضان لجمع مزيد من الأموال.
بينما لعبت «كير» أدوارًا مزدوجة جمعت فيها بين المتغير المالي
والسياسي، وظهر ذلك في تعاملها مع أزمة جورج فلويد، وفلويد هو مواطن أمريكي من
أصول أفريقية قتل في 25 مايو 2020 في مدينة مينيابوليس بولاية مينيسوتا أثناء
عملية اعتقال عنيفة ما أجج الاحتجاجات في البلاد، ومن جانبها وظفت الجماعة القضية
للنفاذ بين مجتمع الأقليات في البلاد، مطالبة بمناصرة أصحاب الأصول الأفريقية.
وعن الأدوار المالية فهي استغلت الحادث لجمع التبرعات مطالبة
مناصريها بدفع الأموال للدفاع عن المحتجزين لدى الشرطة في هذه القضية، ففي ذلك
الوقت فرضت الحكومة إجراءات احترازية لمنع انتشار فيروس كورونا ومن ثم ألقت القبض
على المخالفين من المتظاهرين اعتراضًا على قتل فلويد، فضلًا عن اتهامات مناصرة
الحكومة للعرق الأبيض على حساب أصحاب البشرة السمراء.
المزيدالجهاد الإلكتروني ما بين تنظيم داعش الإرهابي والولايات المتحدة الأمريكية..





