ضغط أمريكي وابتزاز إيراني.. سيناريوهات التعامل بعد مفاوضات فيينا
في الوقت الذي يترقب فيه العالم عامة والشعب الإيراني خاصة، نتائج الجولة الثامنة من المفاوضات النووية الجارية في العاصمة النمساوية فيينا المعروفة بـ«مفاوضات إحياء الاتفاق النووي»، تتطلع الأنظار نحو الإدارة الأمريكية برئاسة «جو بايدن» وكيف سيتعامل مع نظام الملالي في حال فشلت مفاوضات فيينا؟ ولم ترفع واشنطن العقوبات المفروضة على إيران عندما انسحب الرئيس الأمريكي السابق «دونالد ترامب» من الاتفاق النووي في مايو 2018، والتي أدت إلى انهيار الاقتصاد الإيراني والعملة المحلية للبلاد، مما دفع نظام الملالي للاستمرار في تطوير برنامجه النووي كنوع من الضغط على واشنطن.
نهج هجومي
وفي السياق ذاته، كشفت وسائل إعلام أمريكية أن هناك أنباء تفيد بأن «بايدن» سيغير من نهجه تجاه الجمهورية الإيرانية إذا لم ينجح في إحياء الاتفاق النووي في نهاية فبراير 2022، وستتبع الإدارة الأمريكية «النهج الهجومي» في محاولة منها لمنع نظام الملالي من الحصول على أسلحة نووية، أما إذ وقع تقدم في مفاوضات فيينا، في هذه الحالة ستطالب واشنطن إيران باتخاذ قرارات سياسية من أجل التوصل إلى اتفاق يرضي الطرفين، وفقًا لشبكة «سي إن إن» الأمريكية.
وتجدر الإشارة إلى أنه رغم دعوات إيران المطالبة دومًا من الدول الغربية باتباع الواقعية في مفاضاوت فيينا ورفع العقوبات الأمريكية المفروضة عليها، إلا أنه ما زالت تمارس التعنت فيما يخص برنامجها النووي، ففي الوقت الذي تطالبها دول الاتفاق النووي بالتوقف عن تطوير برنامجها النووي، فإن طهران ترفض ذلك، زاعمة أنها لن تتوقف إلا حينما تقوم واشنطن برفع العقوبات عنها.
سيناريوهات التعامل
وحول ما تقدم، يطرح تساؤلًا، كيف ستتعامل الإدارة الأمريكية مع النظام
الإيراني في حال فشلت الجولة الثامنة من مفاوضات فيينا النووية هذه المرة؟،
وللإجابة على هذا التساؤل، أوضح الدكتور «مسعود إبراهيم حسن» الباحث المختص في
الشأن الإيراني، أنه حتى الآن لم يجلس الطرفان الأساسيان لمفاوضات فيينا (أمريكا،
إيران) سويا، ولكن كان هناك طرق واسطة بين الطرفين، وكل المطالب التي عرضها الجانب
الأوروبي حتى الآن لم تلقى قبولًا لدى إيران التي تعمل على استثمار الوقت، حيث
استطاعت إيران استغلال الخروج الأمريكي من الاتفاق النووي بتطوير برنامجها النووي
ولن تريد خسارة ذلك، وما يحكم النظام الإيراني عاملين هما، الوقت والتهديد العسكري.
ولفت «إبراهيم حسن» في تصريح خاص لـ«المرجع»، أن واشنطن لديها بدائل إذا فشلت المفاوضات النووية، أولها الخيار
الاقتصادي من خلال فرض المزيد من العقوبات على طهران، كتجميد أرصدتها ببعض البنوك
الأوروبية، وسيكون ذلك ضربة اقتصادية قوية لإيران، وقد تقوم أمريكا أيضًا بمنع
السفن التي تحمل النفط الإيراني الموجه إلى الصين وغيرها، كنوع من الضغط على إيران.
وأضاف أن الخيار العسكري، مطروح أيضًا في طاولة الإدارة الأمريكية، ولكنه
سيكون الأخير؛ لأن إدارة بايدن تضع الخيار الدبلوماسي في البداية، وسيكون هذا من
خلال توجيه ضربة عسكرية إلى إيران التي حقق برنامجها النووي تقدمًا كبيرًا خلال
الفترة الماضية، بجانب أن إسرائيل متهمة بشكل كبير في عمليات القرصنة والانفجارات
التي شهدتها المنشآت النووية والعسكرية مؤخرًا.
ورقة ابتزاز
وفي حال وقع ذلك كيف سيتعامل نظام الملالي؟ وهذا ما أوضحه الكاتب الصحفي المتخصص
في الشأن الإيراني «أسامة الهتيمي» مبينًا
أن إيران ترى في البرنامج الصاروخي خطا أحمر لا يمكن التفاوض حوله مهما كانت الأسباب، فيما أنه لا مانع لديها من التفاوض حول البرنامج النووي فالسلاح النووي بالأساس سلاح
معطل غير مستخدم، فاستخدامه يضر بالجميع.
وأفاد «الهتيمي» في تصريح خاص لـ«المرجع» أن إيران لا تريد أن تقطع شعرة معاوية مع أمريكا والمجتمع الدولي الذي -وحتى اللحظة- لا يرغب حقيقة في أن يخسر إيران لأسباب عديدة «سياسية - أمنية - اقتصادية»،
فضلًا عن الموقف الشرعي الذي سبق وأن أعلنه المرشد الأعلى «علي خامنئي» حيث تحريمه امتلاك
أسلحة إبادة، والخلاصة أن البرنامج النووي الإيراني ورقة ابتزاز وعظمة ترميها طهران
للمجتمع الدولي.





