ad a b
ad ad ad

طالبان الأفغانية وشقيقتها الباكستانية.. عنف متكرر ضد «إسلام أباد» يسقط قناع الحركة أمام العالم

الأربعاء 16/فبراير/2022 - 07:46 م
المرجع
مصطفى كامل
طباعة

بأعمال عنف متكررة في الداخل الباكستاني، ظهرت حقيقة حركة «طالبان» التي استولت على الحكم في أفغانستان للعلن، إذ شجعت عودتها للحكم، حركة «تحريك طالبان - باكستان» ومجموعات إرهابية أخرى على تكثيف أنشطتها العنيفة معزّزة بالتالي المخاطر الناجمة عن التطرّف والطائفية، على الرغم من كلّ الوعود التي قطعتها طالبان الأفغانية.


طالبان الأفغانية

عنف متكرر


خلال هجومين مختلفين في مقاطعة شمال وزيرستان القبلية المحاذية للحدود الأفغانية، يوم الأربعاء 9 فبراير 2022، أصيب فيه 6 من عناصر الجيش الباكستاني، حيث استهدف لغم أرضي دورية لقوات الجيش في منطقة شوال بمقاطعة شمال وزيرستان، شنّت على إثره قوات الجيش عملية تعقّب في المنطقة، لتتعرض بعدها لهجوم ثانٍ، حيث أدى الهجومان إلى إصابة ستة من عناصر الجيش، حسب الأنباء الأولية الصادرة من الجيش الباكستاني، وقد نُقلوا إلى المستشفى العسكري في منطقة بانو.


موجة عنف شرسة


وتشهد الساحة الباكستانية أشرس موجة من أعمال العنف التي تطال رجال الجيش والأمن، كان أكبرها الهجوم على قاعدتي بنجكور ونوشكي في إقليم بلوشستان الأسبوع مطلع فبراير 2022، واستمرّ الهجوم عدة أيام، وأدى إلى مقتل تسعة من عناصر الجيش، بينهم ضابطان، فضلًا عن مقتل 20 مهاجمًا من جيش تحرير بلوشستان، الذي تبنى مسؤولية الهجوم، حسب البيانات العسكرية.


ونشر الجيش الباكستاني في مقاطعتي شمال وجنوب وزيرستان، منشورات فيها صور للعديد من القادة الميدانيين في حركة «طالبان»، مخصصًا مكافأة مالية لكل من يدلي بمعلومات عن هؤلاء القادة الذين يبلغ عددهم تسعة، وقسّمهم إلى قسمين: الأول يضمّ كلًا من: «حميد الله، وسيد أنار، وشفير الله»، وعرض خمسة ملايين روبية باكستانية مقابل معلومات عنهم، والثاني يضمّ ستة، وهم؛ «حسن كل، ومير حاتم، ورحمان الله، وأفتاب الله، ومحمد، وطارق»، وعرض ثلاثة ملايين روبية باكستانية مقابل معلومات عنهم.


وفشلت المفاوضات بين الحكومة الباكستانية وحركة «طالبان» التي جرت بواسطة الحركة في أفغانستان، لتخرج الحركة الباكستانية على إثرها من وقف إطلاق النار مع الحكومة الباكستانية في آخر شهر ديسمبر 2021، ومنذ ذلك الحين تشهد الساحة الباكستانية أشد أنواع العنف.


بينما قال «إنعام الله سمنغاني» نائب الناطق باسم حكومة «طالبان»، وهو عضو اللجنة الثقافية، ردًا على ما ذكرته «إسلام آباد» بشأن استخدام المسلحين الأراضي الأفغانية في هجماتهم على باكستان، إن ملف الأمن الباكستاني ملف داخلي، من هنا يجب على إسلام آباد حلّ قضاياها مع الحركة الباكستانية داخليًّا، مؤكدًا أن حكومة «طالبان» لن تتدخل في القضية، ولن تسمح لأي جهة بأن تستخدم الأراضي الأفغانية ضد أي دولة مجاورة، مشيرًا إلى أنْه لا دليل على ما ادعته إسلام آباد عن أن مسلحي «طالبان» الباكستانية يستخدمون الأراضي الأفغانية. 


طالبان الأفغانية

خيبة باكستانية


في السادس عشر من أغسطس 2021، صرّح رئيس وزراء باكستان «عمران خان» مبتهجًا، بأنّ الأفغان قد حطّموا أصفاد العبودية، فيما كانت حركة طالبان تطبق سيطرتها على مقاليد السلطة في أفغانستان، إلا أنه بعد مرور أقل من 6 أشهر بدأت حقيقة حكم طالبان القاسية تظهر جليًّا بالنسبة إلى باكستان، حيث بدأ ظهور خيبة باكستان من طالبان في العلن واقتراب موعد المساءلة الباكستانية لجهاز الإستخبارات الوطني.


وخلال الشهور التي تلت حكم الحركة على أفغانستان، بدأت حقيقتها القاسية تظهر جليّاً لباكستان، حيث شجعت عودة طالبان إلى الحكم في أفغانستان، حركة «تحريك طالبان - باكستان» ومجموعات إرهابية أخرى على تكثيف نشاطاتها العنيفة معزّزة بالتالي المخاطر الناجمة عن التطرّف والطائفية، على الرغم من كلّ الوعود التي قطعتها طالبان الأفغانية، لقد رفضت أن تمنع حركة «تحريك طالبان - باكستان» من مواصلة اعتداءاتها على قوّات الأمن الباكستانية.


للمزيد: في محاولة لاقتناص المساعدات الدولية.. «طالبان» تفتح أبوب الجامعات أمام الفتيات

 

"