ad a b
ad ad ad

مقتل زعيم داعش.. جدوى الرسائل الإعلامية لبايدن في قضايا الإرهاب

الإثنين 07/فبراير/2022 - 01:41 م
المرجع
نهلة عبدالمنعم
طباعة

حرص الرئيس الأمريكي جو بايدن على التأكيد بأن مقتل زعيم داعش أبو إبراهيم الهاشمي القريشي يعني القضاء على التهديدات الإرهابية، فهل بالفعل يؤدي مقتل زعماء الجماعات المتطرفة إلى اندثارها؟ وإلى أي مدى طغت الملفات السياسية على التنظيمية في هذه القضية؟.


أعلن جو بايدن في 3 فبراير 2021 مقتل زعيم داعش عبر عملية عسكرية أمريكية، إذ أحاطت القوات الأمريكية بالمنزل الذي يقيم فيه القرشي في شمال غرب سوريا، على بعد قليل من المكان الذي قتل فيه سلفه أبو بكر البغدادي، وبعد تطويق المكان طلبت القوات من القريشي ومن معه تسليم أنفسهم إلا أنه اختار تفجير نفسه وعائلته بحزام ناسف، ما أدى إلى مقتلهم.


الجدال التنظيمي حول مقتل القريشي


أدى مقتل زعيم داعش أمير محمد سعيد عبد الرحمن المولى والمعروف بأبي إبراهيم القريشي أو الحاج عبد الله إلى إعادة إثارة اللغط حول دور عمليات قتل الزعماء في اندثار أو تأثر الحركات الإرهابية، وبالأخص مع حرص جو بايدن على الترويج إلى تأثر داعش المستقبلي بضربته ضد زعيمها.


فبالعودة إلى منهجية الجماعات الأصولية والمستمد من تفسيرات خاصة لنصوص الشريعة الإسلامية التي تعتبر الموت أمرًا حتميًّا سيتعرض له الجميع، بل هم يضفون على ذلك معايير خاصة بتفسيراتهم مثل الشهادة في سبيل الله وما لها من إيجابيات، وبالأخص مع معرفتهم بلجوء زعمائهم لتفجير أنفسهم، فإن الزاوية الفكرية للقضية تبدو مُعالجة مسبقًا ولن تؤثر جوهريًّا على امتدادات التنظيم.


أما من النواحي التنظيمية وتأثير موت الزعماء على استمرارية التنظيم،فإن تاريخ العمليات السابقة يؤدي إلى عدم انتهاء التيار على الرغم من احتمالية تأثر تفاعلاته مع العمليات التنظيمية على أرض الواقع وفقًا لرؤية الزعماء الجدد.


ومن جهته يرى  الباحث العراقي المختص في الشؤون الأمنية والعسكرية، هشام العلي في تصريح للمرجع أن تنظيم داعش يتخذ النظام القيادي والإداري العنقودي اللامركزي حيث تتفرع قيادات من القيادات العامة لها الصلاحيات الكاملة في العمل والتخطيط، لذلك فليس من المرجح أن يتأثر التنظيم بمقتل القريشي.


وعن احتمالية لجوء التنظيم للثأر من الداخل السوري ومن تعاونوا مع القوات الأمريكية لقتل القريشي أشار هشام العلي إلى أن تنظيم داعش يعتمد على استراتيجيات متجددة تركز على تقنين ضرباته بصورة تجعلها مؤثرة وغير عبثية، ما يجعل الانتقام مستبعد إلا إذا كانت هناك ثغرة مناسبة في الدفاعات العراقية والسورية يمكن الولوج من خلالها .


من يستفيد من استمرار داعش في سوريا والعراق؟


وعن العوامل الإقليمية والتنظيمية الخاصة بانقضاء أدوار التنظيم أو استمراريته يقول العلي إن  هناك إرادة إقليمية ودولية حاليًّا تدفع باتجاه التوتر ودعم داعش ولأسباب عديدة، منها إيران تجد مصلحتها في بقاء التوتر داخل الأراضي السورية والعراقية من أجل شرعنة وجودها أمام الرأي العام.


مضيفًا أن الفصائل الولائية في العراق تجد في تجدد نشاط داعش فرصة ذهبية لشرعنة نشاطاتها وتمردها في المشهد العراقي إلى جانب زيادة نفوذها وفرض دعم أكبر على الحكومة العراقية، ما سوف يساهم في زيارة اعداد منتسبيها وتسليحهم، إضافة إلى دعم رصيدهم على مستوى الرأي العام العراقي ذلك الرصيد الذي انهار خلال السنوات الأخيرة بعد أحداث احتجاجات تشرين، وما رافقها بدليل تراجع مستوى الدعم الجماهيري أثناء الانتخابات الأخيرة وعدم تمكنها من الحصول على أصوات تكفي لاحتفاظها بالأغلبية السياسية كما حصل في كل دورة انتخابية سابقة.


الرؤية الأمريكية تجاه مقتل البغدادي


أدى إعلان بايدن إلى حالة من الجدال حول أهداف واشنطن من العملية، وما إذا كانت أهدافها دعائية أم تنظيمية تخص محاربة القوة الداعشية، فبالنسبة للنواحي التنظيمية فقدأشرنا إلى عدم تأثر التنظيمات بمقتل زعمائها بالرغم من الاستراتيجية الأمريكية تجاه هذا الملف.


وحول الملفات السياسية المعقدة التي تغرق فيها واشنطن وإلى أي مدى ستستفيد من مقتل زعيم داعش، يقول العلي داخليًّا تتعرض واشنطن إلى ضغوط من قبل الفصائل الولائية لإخراج قواتها وغلق قواعدها في العراق تجد في عودة نشاط المسلحين فرصة لإعادة انتشار قواتها، والضغط على بغداد في عدة قضايا.


أما خارجيًّا فالاتجاه الأكبر يشير إلى رغبة أمريكية في معالجة الصورة الإعلامية الداخلية عن إخفاقها في ملف أفغانستان أو توجهاتها نحو الجماعات المتطرفة، وذلك عبر رسالة ضمنية حول قدرتها على النيل من زعماء الإرهاب في التوقيت الذي يناسب رؤيتها.


"