ad a b
ad ad ad

هل يتأثر مستقبل تنظيم داعش بمقتل زعيم التنظيم؟

السبت 05/فبراير/2022 - 08:23 م
المرجع
محمد يسري
طباعة

كثيرون يعولون على حدوث تغيير في تنظيم داعش سواء من ناحية هيكله التنظيمي أو في تحركاته العملياتية، خاصة بعد تكشيره عن أنيابه منذ مطلع العام الحالي، وهو ما يطرح عددًا من التساؤلات المهمة بعد إعلان مقتل زعيمه. أهم هذه التساؤلات تدور حول ما يلي: هل تؤثر العملية على قوة التنظيم الداخلية؟ وهل ستكون هناك صراعات مستقبلية على قيادته؟ ومدى إمكانية ظهور انشقاقات داخلية. أم سيظل السكون والغموض مهيمنًا على قيادات التنظيم المركزية كما حدث منذ مقتل زعيمه السابق أبي بكر البغدادي.. نحاول الإجابة عن هذه الأسئلة.


انتحار أم قتل

المعتاد في إعلان مقتل أي من قيادات النظيمات المسلحة الرئيسة أن يكون مقتل زعيم التنظيم على يد غيره، سواء خلال مهمة البحث عنه، أو خلال اشتباكات بينه وبين القوات الأمنية، كما حدث مع سلفه أبي بكر البغدادي الذي قتل على يد القوات الأمريكية خلال العملية كايلا مولر في السابع والعشرين من أكتوبر 2019م، أو مقتل زعيم تنظيم القاعدة، أسامة بن لادن عام 2011م في مجمع سكني بمدينة ابوت أباد الباكستانية، وكذا تنظيم القاعدة في العراق أبو مصعب الزرقاوي؛ زعيم القاعدة السابق في العراق. وغيرهم.


أما مقتل إبراهيم القرشي زعيم تنظيم داعش الحالي لم يكن بهذه الصورة، رغم أنه جاء خلال عملية عسكرية كبرى في الشمال السوري، إذا أكدت الأنباء أنه مات منتحرًا.


فقد أكد الجنرال الأمريكي كينيث ماكنزي، الخميس 3 نوفمبر الجاري، أن القوات الأمريكية منحت زعيم تنظيم داعش أبو ابراهيم الهاشمي القرشي فرصة لتسليم نفسه، إلا أنه اختار في نهاية المطاف تفجير نفسه.


وقال ماكنزي، الذي يترأس القيادة المركزية للجيش الأمريكي سنتكوم، إن زعيم التنظيم قتل نفسه مع عائلته من دون قتال، في وقت كنا نحاول دعوته إلى تسليم نفسه ومنحناه فرصة للنجاة.


وأضاف: بسبب الانفجار في الطابق الثاني، عثرت القوات الأمريكية على أمير تنظيم الدولة الإسلامية ميتا على الأرض خارج المبنى، موضحًا أن التحليل الرقمي للبصمات وفحص الحمض النووي أكدا هوية القرشي.


تأثير العملية على التنظيم


المعتاد لدى الجماعات المتطرفة أن زعيم التنظيم يكون أقرب إلى الرمز فقط، رغم دوره التنظيمي والعملياتي، إذ لا تحدث وفاته أو مقتله أزمة كبيرة داخل الهيكل التنظيمي للجماعة التي سرعان ما تتفق على تنصيب غيره مكانه، في أقرب وقت، وهو ما حدث خلال تنصيب القرشي نفسه الذي لم يظهر في العلن ولو مرة واحدة، منذ تنصيبه على خلفية مقتل سلفه أبي بكر البغدادي مع الرجل الثاني في التنظيم أبي حمزة المهاجر المتحدث السابق باسم التنظيم في أكتوبر 2019م، ولم تستغرق البيعة للقرشي وقتًا طويلًا، فبعد مبايعته من القيادة المركزية للتنظيم تابع عناصر داعش إعلان مبايعته في سلسلة تسجيلات مرئية شملت أغلب ولايات التنظيم في العالم، في إشارة إلى عدم تأثر التنظيم بمقتل الزعيم.


وتتشابه الظروف التي قُتل فيها القرشي بظروف مقتل البغدادي اللذين قتلا في منطقة واحدة من الشمال السوري في دير البلوط التي تبعد 15 ميلا عن الموقع الذي قتل فيه البغدادي، فالتتظيم حاول استعادة نشاطه وقوته قبل أيام من مقتل القرشي، ومد أجنحته لتنفيذ عمليات كبرى أبرزها سجن الحسكة ومطار بغداد والجنوب الليبي ليعلن عن مرحلة جديدة أكثر عنفا مما سبق، وهو ما يشير إلى إمكانية أن ينفذ التنظيم عمليات انتقامية يثأر فيها لمقتل زعيمه في وقت ليس ببعيد، يحاول خلالها التأكيد على تماسكه وعدم تأثره بالعملية.


كما أن أمر الانشقاقات الداخلية ليس مستبعدًا داخل التنظيم، فهي تعتبر أمرًا طبيعيًّا في تنظيم داعش، وغيره من التنظيمات المماثلة.

"