«داعش» يبحث عن العودة انطلاقًا من الجنوب الليبي
اشتبكت قوات الجيش الوطنى الليبي، في معارك دامية مع عناصر من تنظيم «اعش» الإرهابي، متواجدة في جنوب ليبيا، ما أسفر عن مقتل 19 داعشيًّا، وفق بيان الجيش الليبي.
وأعلنت وزارة الداخلية الليبية في بيان، الخميس 27 يناير الجاري، مقتل ثلاثة من قوات الأمن خلال المعارك، التي بدأت بعد هجوم شنه التنظيم على دورية تابعة لكتيبـة شـهداء «أم الأرانب» بالقرب من جبل عصيدة غرب القطرون جنوب ليبيا.
وفي وقت سابق، أشار الجيش الوطنى الليبي إلى اندلاع اشتباكات بين قواته وبين تنظيم داعش بضواحي مدينة القطرون الواقعة في جنوب
البلاد.
وتشهد ليبيا، محاولات للتنظيم لإعادة التموضع في جنوب البلاد، حتى إنه تمكن من السيطرة على الطريق
الرئيسي الذي يربط بين مدينة سرت في الشمال، وسبها في أقصى الجنوب.
داعش فى الجنوب
بعد طرد تنظيم «داعش»، من معقله في مدينة سرت، في ديسمبر عام 2016، اضطر عناصر التنظيم، إلى اللجوء للوديان الصحراوية، وبعض المناطق النائية، مستفيدين من الصحراء المفتوحة فيها، بحسب تقرير للمجلة فورين بوليسي الأمريكية.
ومع مرور الوقت تمكنت تلك العناصر من إعادة تنظيم
صفوفها من جديد، من خلال العمل على شكل مجموعات، تستقل عربات الدفع الرباعي، وتسير
على شكل قوافل كل قافلة تتكون غالبًا من
5 إلى 7 سيارات، وفي كل سيارة ما لا يقل عن 5 عناصر، وتتحرك في المناطق الهشة، وغير
المسيطر عليها أمنيًّا.
ووفق تقرير لموقع «ليبيا 24»، فإن داعش يتمسك بتواجده في الجنوب الليبي لعدة أسباب، منها إعادة الانتشار في جنوب ليبيا، في إطار رغبته في تعويض انحساره على الأراضي الليبية، عبر إيجاد معقل جديد، يسمح له بوجود حقيقي ومنظم.
محاولات إحياء الوجود
كما أن جنوب ليبيا، تعد المنطقة الوحيدة حاليًّا المتاحة أمام التنظيم لإعادة إحياء وجوده في البلاد، بعد أن كاد وجوده ينتهي فيها، خاصة أن الجنوب يعاني من فراغات أمنية واسعة، كما يهدف التنظيم من الانتشار بالجنوب الليبي، التمدد إلى دول الجوار وهي (تشاد والنيجر والسودان).
ويعد الجنوب الليبي، منطقة خصبة لنمو الجماعات المتطرفة، لوجود العديد من الموروثات الفكرية، سواء من أفكار تنظيم «القاعدة» الإرهابي، أو أفكار غيره من التيارات المتطرفة، وهو الأمر الذي يُسهل عناصر جدد، سواء من داخل ليبيا أو من دول الجوار.
وإضافة إلى ذلك يحتاج داعش إلى عناصر جديدة في تلك الفترة، حتى يستطيع سد النقص في صفوفه، بسبب الخسائر التي تعرض لها في الفترة الماضية.





