ad a b
ad ad ad

تسونامي الجوع.. الأفغان في جحيم منذ سيطرة «طالبان» ومطالب باحترام حقوق السيدات

الثلاثاء 08/فبراير/2022 - 07:58 م
المرجع
مصطفى كامل
طباعة
لا تزال التقارير عن الوضع الاقتصادي والإنساني المتردي للحياة في أفغانستان بعد أشهر على حكم حركة طالبان تتوالى، إذ باتت البلاد أمام جوع واسع النطاق، وسط تفاقم الأزمة الإنسانية، واقتصاد مرهق، وهو ما يؤكد أن الناس هناك باتوا بأمس الحاجة للمساعدات، في وقت يعاني آلاف الأفغان من الفقر والجوع، بجانب موجات الجفاف المتعددة تزامنت مع الانهيار الاقتصادي ودفعت عائلات إلى حافة الجوع. 


تسونامي الجوع.. الأفغان
تسونامي الجوع 

وكشفت مديرة لجنة الإنقاذ الدولية في أفغانستان، فيكي أكين، أن الوضع الإنساني يتجه من سيئ إلى أسوأ، حيث يواجه أكثر من 22 مليون شخص، أي أكثر من نصف سكان البلاد، أزمة من الجوع.

بينما أكدت مديرة برنامج الأغذية العالمي في أفغانستان، ماري إيلين ماكغرارتي، أن معظم الناس غير قادرين على ضمان تدبير وجبتهم، وفقًا لبرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، لافتة إلى أن الانهيار الاقتصادي لأسعار الغذاء والوقود وتأثير الجفاف والإرث المدمر للصراع، كل هذا ينذر بموجة تسونامي من الجوع وسوء التغذية في جميع أنحاء البلاد.
 
وأضافت أن سقوط العاصمة الأفغانية كابل، وانسحاب القوات الأمريكية، وسيطرة طالبان على البلاد قطع الحكومة عن الاقتصاد الدولي، ما أدى إلى أزمة عملة وفقر واسع النطاق وانهيار الخدمات العامة الرئيسية مثل الرعاية الصحية.

وأشار تقرير نشرته صحيفة «واشنطن بوست»، إلى أن الأوضاع الاقتصادية تمنع الناس من شراء الطعام، خصوصًا أن المستشفيات والمدارس لا تستطيع دفع رواتب موظفيها، بعد وقف المساعدات الدولية منذ أغسطس الماضي، أي بعد استيلاء طالبان على الحكم.

يذكر أن الأمم المتحدة كانت أكدت أن 97% من السكان قد يغرقون في الفقر بحلول منتصف العام الجاري، خصوصًا بعدما لامس الانهيار الاقتصادي كل جزء من جوانب الحياة في البلاد تقريبًا، مشيرة إلى أن العائلات التي تواجه انعدام الأمن الغذائي الحاد تُجبر على «اتخاذ خيارات مدمرة» مثل تزويج الأطفال مبكرًا أو إخراجهم من المدرسة أو إطعامهم الجراد أو الأوراق البرية أو الصبار.


تسونامي الجوع.. الأفغان
الاعتراف بالحقوق

في الجهة المقابلة، شدد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتريش، على ضرورة أن تعترف حركة طالبان بـ«الحقوق الأساسية للنساء والفتيات»، وحضّ المجتمع الدولي على تحرير أموال أفغانية مجمّدة للحؤول دون أن تبيع عائلات أطفالها مقابل الغذاء.

وخلال جلسة اجتماع لمجلس الأمن، الأربعاء 26 يناير 2022، قال جوتريش: «نحضّ طالبان على تلقّف هذه اللحظة وكسب ثقة المجتمع الدولي، و(اغتنام) حسن نيّته عبر الاعتراف بالحقوق الأساسية لكل فتاة وامرأة، وبصون هذه الحقوق».

وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة عن «قلقه البالغ إزاء معلومات وردت مؤخرًا تفيد بحصول عمليات توقيف عشوائية وخطف نشطاء»، مشدّدًا على ضرورة الإفراج عنهم، مطالبًا المجتمع الدولي بزيادة دعمه للشعب الأفغاني»؛ خصوصًا من خلال تحرير أموال مجمّدة في واشنطن لدى البنك الدولي والولايات المتّحدة، محذّرًا من أنّ أفغانستان تقف على شفير الهاوية.

وقال غوتيريش: «إنّ الجوع الشديد يتهدّد أكثر من نصف الأفغان»، متحدّثًا عن «عائلات تبيع أطفالها مقابل الغذاء».

وأشار الأمين العام، إلى أن عدم اتّخاذ أي خطوة على هذا الصعيد سيؤدي إلى «فقدان أرواح وازدياد اليأس والتطرف»، محذّرًا من أنّ «انهيار الاقتصاد الأفغاني قد يؤدّي إلى موجة هجرة جماعية هربًا من البلاد».

"