ad a b
ad ad ad

مستغلا الفقر والبطالة.. «داعش» لبنان يُكثف نشاطه بتجنيد الشباب

الخميس 03/فبراير/2022 - 09:02 م
المرجع
آية عز
طباعة

تجدد الحديث في لبنان عن اختفاء مجموعة من الشبان من مدينة طرابلس الشمالية، والتحاقهم بآخرين تركوا المدينة، والتحقوا بتنظيم داعش الإرهابي في العراق.


وبحسب تصريحات الحكومة اللبنانية، فُهناك أكثر من 30 شابًا من طرابلس توجهوا نهاية شهر ديسمبر 2021 إلى العراق برا عبر سوريا.


داعش في الخلفية


واتهمت الحكومة اللبنانية بوقوف داعش في الخلفية، خاصة أنه منتشر في شمال لبنان بخلايا متخفية ومدينة طرابلس هي من أقدم مدن لبنان الشمالية، وقالت الحكومة إن داعش سبب هرب هؤلاء الشباب من طرابلس، وأن هُناك خلايا داعشية تتواجد في تلك المدنية، وأنها استغلت الفقر وانتشار البطالة والمخدرات والأحياء الفقيرة في طرابلس والأزمة الاقتصادية الطاحنة في تجنيد أبنائها، بعد تقديم إغراءات مادية ضخمة.


كما خرج وزير الداخلية بسام المولوي خلال مقابلة تلفزيونية، وتحدث عن 34 شابًا من طرابلس التحقوا بالتنظيم، مؤكدًا أن الجيش اللبناني ألقى القبض في سبتمبر الماضي على خلية داعشية في طرابلس، واعترفوا بأنهم قاموا بتجنيد العشرات من الشباب وتهريبهم للعراق عبر سوريا.


وأشار إلى أن السلطات اللبنانية تتواصل مع الأجهزة العراقية، لمساعدتها في عودة هؤلاء الشباب وتتبعهم.


والشهر الماضي انتشرت العديد من الروايا في طرابلس، عقب الإعلان عن مقتل شابين من المدينة وهما «أحمد كيالي» و«زكريا العدل»، في مواجهات عسكرية بالعراق، وكان هؤلاء الشباب قد اختفوا قبل مقتلهم من لبنان بطرق غامضة.


بداية الوجود الداعشي في لبنان


في خريف 2014، أذاعت قناة «بي بي سي» البريطانية، تقريرًا مطولًا أعلنت فيه، أن زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي عين المدعو «عبد السلام الأردني» أميرًا للتنظيم في لبنان في العام نفسه.


وبالفعل عقب إعلان القناة تولي «الأردني» منصب أمير «داعش» في لبنان، قامت العناصر الداعشية يوم الخميس السابع من سبتمبر عام 2014 بتنفيذ أول عملية إرهابية استهدفت حاجزًا أمنيًّا للجيش اللبناني في الحدود السورية اللبنانية، ما أسفر عن مقتل ما يقرب من ثمانية جنود، شيعت وزارة الدفاع اللبنانية جثامينهم يوم الجمعة، الموافق 8 سبتمبر عام 2014.


في منتصف عام 2015 نفت وزارة الداخلية اللبنانية في بيان رسمي لها أي وجود منظم لداعش في البلاد أو احتلاله مناطق معينة، رغم أنها أكدت -في البيان ذاته- وجود عناصر من التنظيم بأعداد ضئيلة في مناطق واقعة بالشمال اللبناني، خاصة في منطقة قضاء «عكار» (محافظة تقع على الحدود اللبنانية السورية).


وعلى صعيد متصل، وفي مايو عام 2016، صرح نهاد المشنوق، وزير الداخلية في لبنان، قائلا: إن داعش استطاع عام 2014 أن يؤسس مجموعة خلايا نائمة في منطقة «قضاء عكار»، وتسللت تلك العناصر عبر الحدود السورية بسلاح وعتاد ومؤن إعاشة.


أماكنه في لبنان


وأعدت صحيفة «النهار» اللبنانية تقريرًا صحفيًّا عام 2016، مستندة فيه على تقارير وبيانات وزارة الداخلية، أن «داعش» يتمركز أيضًا على الحدود الشمالية الشرقية للبنان، ليكون قريبًا للغاية من «رأس بعلبك» (إحدى القرى اللبنانية التابعة لمحافظة بعلبك، وهي قريبة للغاية من مدينة «القارة» السورية الخاضعة لسيطرة الجيش اللبناني)، كما أشارت الصحيفة في تقريرها إلى أن التنظيم يحتل مناطق جغرافية شديدة الوعورة في لبنان.


وأوضحت النهار اللبنانية عبر صفحاتها التي أفردتها لتقرير الوجود الداعشي في لبنان، إلى أن عناصر «داعش» في لبنان قد نجحت عام 2016 في طرد هيئة تحرير الشام من تلال عرسال، الواقعة على الحدود السورية اللبنانية، كما سيطر عناصر التنظيم على أنفاق تلال عرسال، (وفق ما ورد في الصحيفة).


على جانب آخر، وفي يوم 23 يوليو 2017، أعلن السفير اللبناني هيثم أبوسعيد، مفوض الشرق الأوسط لحقوق الإنسان وأمين عام الدائرة الأوروبية للأمن والمعلومات، في اللجنة الدولية لحقوق الإنسان، في تقرير وإحصائيات نشرها على موقع يُسمى «شفقنا» تابع لوكالة أنباء شيعية، أن بلاده تحتوي على ما يقرب من 5000 عنصر تابعين لتنظيم «داعش»، ومعظمهم موجودون في الجزء الشمالي، وعدد طفيف منهم يوجد في جنوب لبنان، موضحًا أن معظم الدواعش الموجودين في لبنان ليسوا لبنانيين، ولكنهم يحملون الجنسية البلجيكية والفرنسية، وجميعهم أتوا إلى لبنان عقب رفض بلادهم استقبالهم بسبب جرائم الإرهاب التي ارتكبوها، (حسب قوله وتقريره).


الوجود الفعلي لداعش


وعن الوجود الفعلي حاليًّا لداعش في لبنان، يقول فادي عاكوم، الصحفي اللبناني المتخصص في شؤون الإرهاب، عبر تصريح للمرجع: إن لبنان عرف انتشار الفكر الداعشي كغيره من الدول التي انتشر فيها هذا الفكر، وذلك من خلال الآلة الإعلامية التابعة للتنظيم الإرهابي من جهة، ومجموعة من رجال الدين الذين نشروا الفكر المتطرف من جهة أخرى، إضافة إلى بعض السياسيين الذين كانوا على خط الحرب السورية منذ بدايتها.


وأكد «عاكوم» أن الأحداث في سوريا ساعدت على انتقال الأفكار المتطرفة في لبنان، نظرًا لسهولة التنقل من وإلى لبنان، ما أدى إلى تواصل متين بين دواعش سوريا ومتطرفي في لبنان.


وتابع الصحفي اللبناني: أن تنظيم «داعش» لم يكن له أتباع في لبنان في بداية الأمر، وأن غالبية حاملي الفكر المتطرف كانوا ينتمون لتنظيم «القاعدة»، ثم ما يعرف بـ«هيئة تحرير الشام» بعد ظهورها في سوريا، وأخيرًا انضموا إلى «داعش» بعد التغيرات الدراماتيكية في أفكار المتطرفين، والموقف من الحرب السورية، وبدء المعارك أو انتهائها، بغض النظر عن نتائجها النهائية.


وأوضح «عاكوم»، أن دواعش لبنان في الوقت الحالي يحملون جنسيات لبنانية وسورية وفلسطينية، على اعتبار أن المخيمات الفلسطينية أو أجزاء منها، تُعَدّ من البؤر التي تأوي عشرات الإرهابيين والمطلوبين للأمن اللبناني، خاصة في مخيم «عين الحلوة».


وتابع «عاكوم»: «إن أقرب وصف لدواعش لبنان هو الخلايا النائمة أو الذئاب المنفردة، كون هذه الطريقة هي التي باتت متبعة عالميًا من قبل التنظيمات الإرهابية، بسبب الرقابة الصارمة التي تفرضها الأجهزة الأمنية، وهي الطريقة الوحيدة التي قد تتيح للإرهابيين بمختلف انتماءاتهم التحرك أو الحصول على الأموال أو حتى تنفيذ أي مخطط إرهابي».

الكلمات المفتاحية

"