على خطى الإخوان.. طالبان تمنع الاحتجاجات بزعم تحريم الشريعة الإسلامية للتظاهرات
تسير حركة طالبان على خطى جماعة الإخوان بعد وصولها للحكم في افغانستان، كيما تمنع عن غيرها ما أباحتها لنفسها سابقًا، وتناست أنها حركة مسلحة في الأساس، وليس مجرد حركة سياسية، أي أن ما تمنعه الآن هو بعينه ما وقعت فيه بالأمس، فبعد الاحتجاجات التي شهدتها محافظة فارياب مطلع الأسبوع الثاني من العام الجديد 2022، أصدر عدد من قادة الحركة تصريحات أشبه ما تكون بالفتاوى المسيسة بتجريم الاحتجاجات ضد حكومة طالبان، كما كانت تفعل جماعة الإخوان بعد وصولها للحكم قبل الإطاحة بأحلامها.
احتجاجات فارياب
وكانت محافظة فارياب الأفغانية، شمالي البلاد، شهدت اضطرابات عرقية خلال النصف الأول من
يناير الجاري وصلت أوجها منذ 12 من الشهر، بين الأوزبك والبشتون، المنتمين لحركة
طالبان، ما ينذر بانشقاقات جديدة داخل الحركة.
بدأت الاحتجاجات بالاشتباكات التي وقعت بين عدد من المقاتلين
الأزوبك، الذين انضموا إلى حركة طالبان، التي يسيطر عليها البشتون من جنوب وشرق البلاد،
إلى جانب أوزبك آخرين، مع قوات طالبان في مقاطعة فارياب، وأسفرت عن مقتل أربعة أشخاص
وإصابة آخرين.
كما تظاهر المئات من أهالي ولاية فارياب والقوات الأوزبكية الموالية لحركة طالبان، ضد اعتقال مخدوم محمد علم رباني، أحد كبار قادة طالبان من المجموعة العرقية الأوزبكية.
وبعد أن اعتقلت المخابرات التابعة لطالبان مخدوم علم،
احتشد المتظاهرون في ميمنة للمطالبة بالإفراج عنه، وانتهت الاحتجاجات بوساطة قائد فيلق
209 من جيش الفتح، ومحافظ جوزجان، ووزير الزراعة، وبعض المسؤولين في الحكومة التي
تقودها طالبان، وأعضاء مجلس العلماء في فارياب.
موقف القيادة
وجاء موقف قيادات حركة طالبان، ليظهر استغلال الحركة للدين في التعامل مع
الاعتراضات على تصرفاتها باعتبارها ممثلة للإسلام، وأصدر وزير الزراعة في الحركة عبد
الرحمن رشيد، تصريحًا أشبه بالفتوى بتحريم الخروج على الحركة أو تنظيم الاحتجاجات
ضدها، وزعمت مصادر في حكومة
طالبان -بجسب مواقع مقربة من الحركة- أن الوضع في فارياب قد تمت السيطرة عليه، وأنه
لا يحق لأحد الاحتجاج على النظام الإسلامي.
كما أكد غلام نبي غفوري، نائب رئيس مجلس العلماء في محافظة فارياب، أمام تجمع حاشد إنه لا يحق للناس الاحتجاج على النظام الإسلامي.
وقال عبد الرحمن رشيد، فى تصريحات السبت 15 يناير الجاري: بعض الأفراد -في دول أجنبية- الذين شاركوا أيضًا في قتل الأفغان وزعزعة الاستقرار في أفغانستان في الماضي يخططون لتقسيم طالبان، مضيفًا أنه لا توجد خلافات بين الأوزبك والبشتون والطاجيك من طالبان، ومؤكدا أن الوضع في الإقليم عاد إلى طبيعته.
في حين قال عطا الله عمري، قائد فيلق فتح 209 التابعة لطالبان في شمال البلاد: إن الاضطرابات في فارياب جاءت من الخارج؛ لأنه حسب قوله، لا خلاف بين طالبان.
وأضاف: في المستقبل، لن يُسمح للانتهازيين بخلق خلافات بين الأوزبك
والبشتون والطاجيك والتركمان وغيرهم.
التشابه مع الإخوان
وتتشابه فتاوى قيادات طالبان مع الفتاوى المسيسة لجماعة الإخوان التي تبيح
الاحتجاجات والقتال ضد أي نظام يخالف الجماعة، وعندما وصلت إلى سدة الحكم في بعض
الدول التي سرعان ما أسقطها الشعوب فيها، أصدر قيادتها وشيوخها فتاوى تحرم الخروج
أو التظاهر ضد الجماعة باعتبارها ممثلة للإسلام، وهو ما فعلته حركة طالبان اليوم
في احتجاجات فارياب.





