ad a b
ad ad ad

برامج الفدية.. ساحة مواجهة جديدة بين الغرب وقراصنة «داعش»

الخميس 10/فبراير/2022 - 06:52 م
المرجع
دعاء إمام
طباعة

بعد التضييق على مصادر تمويل جماعات الإرهاب والعنف في العالم، لجأت التنظيمات إلى حيّل جديدة لجلب المال اللازم لتمويل العمليات التي ينفذها عناصرها في الدول التي يستهدفونها.



برامج الفدية.. ساحة
مؤخرًا، حذرت الأجهزة الأمنية مما يُعرف بـ«برامج الفدية» التي تعلمها الإرهابيون وأتقنوها، إذ أصبحوا ينفذون عمليات قرصنة إلكترونية على مواقع عالمية، ثم يطلبون مبالغ مالية طائلة لفك التشفير الحاصل نتيجة القرصنة.

يرتبط جيش الخلافة المزعومة الإلكتروني بتنظيم «داعش» ليقوم بالتهديد من خلال بث مرئي ظهر إلكترونيًّا باللغة العربية: «نحن قراصنة داعش سنواجهكم عبر حرب إلكترونية هائلة».

ووصف البث، المواجهة بـ«الأيام السوداء التي ستتذكرونها» والتي ستفسر عمليًّا من خلال عمليات تم وصفها: «سنخترق مواقع الحكومات والوزارات العسكرية والشركات والمواقع العالمية الحساسة».

وكعادة الوسائل الإعلامية للمتطرفين، هناك استمرار في تضخيم الأنشطة الإرهابية بغرض التخويف والإبهار، وإن كانت بنمط عشوائي لا يمت بصلة للهالة الإعلامية الإلكترونية التي لمع من خلالها أعضاء التنظيم في الفترة السابقة، من خلال دعوتهم للمتطرفين من كل بقاع الأرض التوجه إلى ملاذهم، ومنطقة خلافتهم المزعومة سابقًا في كل من العراق وسوريا».


برامج الفدية.. ساحة
التسلح الرقمي

وتبذل الدول الكبرى مزيدًا من الجهود للتغلب على التهديد المتزايد الذي تشكله الهجمات الإلكترونية على الاقتصاد والأمن، إذ أصبح التسلح الرقمي ضرورة لا غنى عنها في مواجهة جيوش من نوع جديد، وباتت الأسلحة السيبرانية جذابة للبلدان ذات الموارد المحدودة، بسبب إمكاناتها غير المتكافئة.

وأحدثت برامج الفدية ثورة في مفهوم الحرب برمته، وكيفية إدارتها، فهي نمط جديد من الإرهاب يتجاوز الحدود التقليدية ما بين الجرائم والأعمال التخريبية والإرهاب، واستغلت التنظيمات التطور الإلكتروني وتعطيل المواقع الإلكترونية الحيوية من أجل استعراض قوتهم والتأكيد على شيطنة الآخر وتكفيره وإيجاد ضرورة لقتله، فمثلًا، حث تنظيم «داعش» عناصره الذين ينحدرون من أصول أوروبية للتغلغل في العالم الإلكتروني والتأثير على الآخرين، وأن يطوروا خبرتهم في العالم الإلكتروني والقرصنة، وتحفيزهم على التخريب باسم التنظيم.

والدليل على ذلك، أن أحد أشهر القراصنة في تنظيم «داعش»، البريطاني جنيد حسين، والذى وُصف بـ«العقل الإلكتروني المدبر» للتنظيم ممن كان له دور بارز في تجنيد الأعضاء، وقد لقى حتفه في سوريا بغارة جوية، عُرف فيما قبل إعلانه الانضمام إلى التنظيم ببراعته في القرصنة، وتمت محاكمته إثر تمكنه من اختراق دفتر عناوين رئيس الوزراء البريطاني توني بلير، إضافة إلى اختراقه الأمني عددًا كبيرًا من حسابات شركات ومؤسسات دولية تجاوزت 1400 اختراق.

ارتباط برامج الفدية بالإرهاب لا ينفصل عن انضمام القراصنة الذين لم تكن لهم توجهات سياسية من قبل إلى الجماعات المتشددة وأصبحوا جزءًا من المنظومة المتطرفة التي احتضنتهم وشجعتهم على التمادي في هجماتهم.


برامج الفدية.. ساحة
عوامل الجذب

لفت الباحث السياسي عبدالستار عبد الرحمن، إلى العوامل التي تغري التنظيمات الإرهابية باستخدام الإرهاب الإلكتروني، منها أنه يمكن تنفيذه من أي مكان في العالم، ولا يلزم أن يكون الفاعل في موقع العمل الإرهابي؛ إذ تتوافر على نطاق واسع وصلات الإنترنت اللازمة لتنفيذ الهجوم باستخدام أي هاتف محمول حديث.

وفي دراسة بعنوان «الإرهاب السيبراني.. خطر يهدد العالم»، صادرة عن التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الارهاب، بيّن «عبدالرحمن» أن الهجمات الإلكترونية تعتمد على سرعة وصلة الإنترنت التي يستخدمها المهاجم، بل يمكن استغلال السرعة العالية لوصلة الإنترنت التي تستخدمها الحواسيب التي تتعرض للهجوم، أن الفيروسات وغيرها من البرمجيات المؤذية يمكن أن تنتشر بأعلى سرعة ممكنة دون الحاجة إلى مزيد من التدخل من المهاجم.

وتناولت الدراسة صعوبة اقتفاء أثر برامج الفدية والقرصنة أوتتبُّعها، عن طريق خدمات تجهيل المصدر وما شابهها من تقنيات التمويه؛ كاستخدام حواسيب مسيطر عليها عن طريق القرصنة.

ويزيد من الإغراء بالإرهاب الإلكتروني انخفاضُ تكلفة الإنترنت، وكثرة الأهداف التي يمكن قصدها واختيار مهاجمتها، وكثير من تلك الأهداف قد لا يتمتع بحماية كافية.

الكلمات المفتاحية

"