احتجاجات المعلمين في إيران.. أوضاع بائسة وكارثة في الانتظار
جاءت احتجاجات المعلمين في إيران مؤخرًا لترسم مثالًا واضحًا عن الأوضاع القاتمة التي تمر بها البلاد خارجيًّا وداخليًّا، فبالنسبة للعلاقات الخارجية أدى فشل النظام في إدارة الملفات الدولية إلى تراكم العقوبات على إيران وتزايدها ووصولها إلى حالة جعلت النظام عاجزًا عن توفير الحد الأدنى من النفقات مثل رواتب موظفيه الأساسيين، وعاجزًا أيضًا عن توفير كثير من الخدمات الأساسية للمواطنين.
وبالنسبة للمجال الداخلي فإن احتجاجات المعلمين في البلاد تعد مثالًا لزيادة نسبة الغضب الشعبي وتراجع نسبة شرعية النظام الذي يحكم البلاد منذ أكثر من أربعين عامًا، أي أن النظام الجموري اليوم يمر بفترة عصيبة من الممكن أن تؤدي إلى إضعافه أو حتى تصل إلى سقوطه تمامًا، في حال واصلت الأمور التراجع بهذا الشكل البالغ السوء، والذي لم يعد محتملًا بالنسبة إلى الكثير من المواطنين، بل إلى الأغلبية العظمى منهم في جميع أنحاء الدولة.
إذ لا تعد احتجاجات المعلمين ظاهرة فريدة من نوعها في إيران لكنها تأتي ضمن سياق كبير ومتصل تمثل جزءًا منه وصورة مصغرة من المشهد ككل، والذي لا يبدو مبشرًا لقادة النظام ورموزه، ولكن رغم ذلك فان للمعلمين خصوصية تتمثل في أن إضراباتهم لها صدى لدى فئات كثيرة.





