ad a b
ad ad ad

احتجاجات المعلمين في إيران.. أوضاع بائسة وكارثة في الانتظار

الإثنين 03/يناير/2022 - 09:35 م
المرجع
اسلام محمد
طباعة

جاءت احتجاجات المعلمين في إيران مؤخرًا لترسم مثالًا واضحًا عن الأوضاع القاتمة التي تمر بها البلاد خارجيًّا وداخليًّا، فبالنسبة للعلاقات الخارجية أدى فشل النظام في إدارة الملفات الدولية إلى تراكم العقوبات على إيران وتزايدها ووصولها إلى حالة جعلت النظام عاجزًا عن توفير الحد الأدنى من النفقات مثل رواتب موظفيه الأساسيين، وعاجزًا أيضًا عن توفير كثير من الخدمات الأساسية للمواطنين.


احتجاجات المعلمين

وبالنسبة للمجال الداخلي فإن احتجاجات المعلمين في البلاد تعد مثالًا لزيادة نسبة الغضب الشعبي وتراجع نسبة شرعية النظام الذي يحكم البلاد منذ أكثر من أربعين عامًا، أي أن النظام الجموري اليوم يمر بفترة عصيبة من الممكن أن تؤدي إلى إضعافه أو حتى تصل إلى سقوطه تمامًا، في حال واصلت الأمور التراجع بهذا الشكل البالغ السوء، والذي لم يعد محتملًا بالنسبة إلى الكثير من المواطنين، بل إلى الأغلبية العظمى منهم في جميع أنحاء الدولة.


إذ لا تعد احتجاجات المعلمين ظاهرة فريدة من نوعها في إيران لكنها تأتي ضمن سياق كبير ومتصل تمثل جزءًا منه وصورة مصغرة من المشهد ككل، والذي لا يبدو مبشرًا لقادة النظام ورموزه، ولكن رغم ذلك فان للمعلمين خصوصية تتمثل في أن إضراباتهم لها صدى لدى فئات كثيرة.


احتجاجات المعلمين
ومما يزيد من غضب المعلمين في إيران أن مطالبهم لم تؤخذ في الاعتبار في ميزانية العام المقبل، وهم طبقة متنامية ومؤثرة في المشهد الاجتماعي لإيران، حملت في السنوات الأخيرة باستمرار راية الاحتجاج على حكم الملالي، إذ دعا المجلس التنسيقي للتشكيلات النقابية للمعلمين الإيرانيين لعقد تجمع وطني في طهران والمدن الأخرى ومراكز المحافظات، احتجاجًا على قرار مجلس شورى النظام وعدم إيفاء الحكومة بوعودها فيما يتعلق بالحقوق المالية للمعلمين في الموازنة المالية للسنة الجديدة.

 وإذ تجاهلتهم الحكومة بشدة في موازنة التنمية التي أعدتها في عام 2022، بينما تضاعفت ميزانية قوات الحرس الثوري الإرهابية بنحو 2.5 مرة عن السنة الماضية، وخصصت الحكومة نحو مليار يورو، أي أكثر من 30 ألف مليار تومان إيراني، في حين ميزانية التربية والتعليم ارتفعت بنسبة 14 بالمائة فقط، وهي نسبة ضئيلة جدًا بالمقارنة بنسبة التضخم المرتفعة التي جعلت الدخل الحقيقي يصل إلى أدنى مستوياته مع تدهور العملة والأوضاع بسبب العقوبات.
"