بعد رفع قيود «كورونا».. المتظاهرون الإيرانيون يعودون إلى الشوارع مجددًا
الأحد 05/يوليو/2020 - 04:32 م
اسلام محمد
عاد المتظاهرون مجددًا إلى الشوارع الإيرانية، إذ كانت الدوافع الاقتصادية والمشاكل الفئوية عنوانًا لاحتجاجاتهم المتفرقة التي استمرت في شكل موجات متتالية منذ ديسمبر 2017 وحتى وقت سابق، على وقع فشل الحكومة في إدارة البلاد.
وتجمع عدد من المعلمين، صباح الأحد 21 يونيو 2020، أمام مقر البرلمان في العاصمة طهران للمطالبة بالتعيين ودفع رواتبهم المتأخرة وضمهم إلى التأمين الصحي، وتداول ناشطون مقاطع فيديو تظهر المعلمين يهتفون: «لن نرحل حتى نأخذ حقوقنا» ووصف بعضهم الأمر بأنه «عبودية».
وجدير بالذكر أن الحكومة عجزت عن دفع رواتب الموظفين على مدى أشهر طويلة.
كما اشتعلت الاحتجاجات في الأحواز جنوب غرب البلاد، إذ واصل عمال مصانع قصب السكر، إضرابهم الذي بدأ منذ اسبوع، احتجاجًا على عدم تسلم رواتبهم كما طالبوا بإعادة المفصولين بسبب مشاركتهم في التظاهرات، وواصل عمال شركة المياه والصرف الصحي والكهرباء في ذات المنطقة احتجاجاتهم بسبب عدم صرف مستحقاتهم.
يأتي هذا بينما شهدت ميزانية القوات الأمنية ووحدات مكافحة الشغب زيادة ملحوظة، بالتزامن مع مراسم تعيين حسين نجات، مساعد جهاز مخابرات ميليشيات الحرس الثوري، قائدًا لقاعدة «ثار الله» المسؤولة عن أمن العاصمة طهران، الأحد 21 يونيو، بحضور قائد الحرس، حسين سلامي، وعدد من القادة.
ويعتبر نجات، من العناصر المتشددة من المقربين لقائد فيلق القدس السابق قاسم سليماني (قتل في غارة أمريكية في بغداد)، وتولى سابقًا مهام قائد فرقة حماية المرشد الأعلى للبلاد، وتم تفسير تلك الخطوة بأنها تأتي ضمن استعدادات النظام لتشديد قبضته الأمنية على العاصمة تحديدًا منعًا لعودة التظاهرات بعد إعادة فتح البلاد تدريجيًّا وإلغاء الحظر الذي فرض بسبب انتشار فيروس كورونا.
وتشهد البلاد أوضاعًا اقتصادية مزرية فقد سجل الريال الإيراني أدنى مستوى له على الإطلاق في السوق غير الرسمية إذ بلغ سعر الدولار أكثر من 193 ألف ريال .
واعترف الرئيس الإيراني حسن روحاني خلال جلسة للجنة الاقتصادية بالبرلمان، الأحد 21 يونيو، بأن العقوبات الأمريكية سببت صعوبات في تداول العملة الصعبة التابعة للحكومة .
ومن جهته أعلن وزير الصحة سعيد نمكي إن تفشي فيروس كورونا المستجد، قد يستمر حتى عام 2022 بالبلاد التي أصبحت بؤرة لتفشي المرض في الشرق الأوسط وفقًًا لوكالة أنباء الطلبة.
وكانت «طهران» قد أعلنت السبت 20 يونيو عن أكثر من 100 حالة وفاة وأكثر من 2000 مصاب بالفيروس في يوم واحد فقط ، حيث كانت أعداد الإصابات بالفيروس انخفضت في مايو الماضي، قبل أن ترفع السلطات القيود المفروضة لاحتواء الوباء.
واتهمت السلطات المواطنين بالمسؤولية عن ارتفاع عدد الإصابات وانتشار الفيروس من جديد، نتيجة عدم التزامهم بإجراءات النظافة والتباعد الاجتماعي بالصورة المطلوبة.





